"الطراكس" راقصة مغربية تتحول إلى داعية على يوتيوب

مراكش (المغرب)- أثارت المغنية الشعبية فاطمة الزهراء الشهيرة بـ”الشيخة الطراكس” سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بسبب تحريفها اسم العالم الإسلامي “ابن تيمية”، أثناء مسابقة للأسئلة والأجوبة أطلقتها خلال شهر رمضان على قناتها في يوتيوب.

وطرحت المغنية سؤالا على إحدى متابعاتها كالتالي “من هو شيخ الإسلام؟”، فأجابتها المتابعة بأنه “ابن تيمية”، لكن المغنية أصرت على أن اسمه “ابن تميمية”؛ مما أثار جدلا بينهما حول الاسم. وتشبثت صاحبة المسابقة بموقفها الخاطئ، وسألت المتسابقة “هل تراهنين؟”.

وانتقد مغاربة على فيسبوك إصرار “الشيخة الطراكس” على رأيها، ودعاها أغلب مستخدمي مواقع التواصل إلى عدم التدخل في مجال بعيد عنها. ونشر مغردون مقطع الفيديو. وكتب معلق:

وسخر آخر:

Omar Chami

هذا الاسم ابن تيمية ينطق بروايات متعددة؛ فكما نعلم هناك رواية ورش، ورواية حفص، ورواية قالون، ورواية حمزة،… وروايات أخرى معروفة. واليوم اكتشفنا رواية جديدة اسمها رواية الطراكس.

ونشرت الشيخة الطراكس على حسابها في فيسبوك رابط فيديو تعتذر فيه. وكتبت:

واقترح بطل المغرب في كمال الأجسام المهدي زعبول على الشيخة الطراكس:

El Mehdi Zaaboul

نتمنى من الدكتورة الطراكس أن تتكلم عن هذا الموضوع في الحلقات القادمة (من هو الرويبضة).

وأثنى معلق على مقاطع فيديو الشيخة الطراكس، وكتب:

يذكر أن الشيخة الطراكس حَوَّلت نشاطها، خلال شهر رمضان، من الغناء والرقص الشعبي إلى تقديم سلسلة خاصة بالدروس الدينية على قناتها في يوتيوب، حيث تُقدم مسابقة دينية سمَّتها “سؤال مع الطراكس”، وتتلقى خلالها مكالمات هاتفية وتطرح أسئلة تتعلق بالموعظة والدين، وذلك في بث مباشر يمتد ساعةً.

وخصصت الشيخة الطراكس رقما هاتفيا من أجل التواصل معها مباشرة والإجابة عن الأسئلة الدينية التي تطرحها على المتصلين؛ على غرار “ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم؟”، و”أين صنعت أول كسوة للكعبة؟”، و”في أي سنة توفي الرسول عليه الصلاة والسلام؟ و”من هو شيخ الإسلام؟”. وسخر مغرد:

وانقسمت آراء المتابعين بين مؤيد لما قامت به الشيخة الطراكس ورافض له، حيث اعتبر البعض أن الشيخة الطراكس إنسانة مثقفة ولها زاد لا بأس به يخول لها مناقشة بعض المواضيع الدينية البسيطة.

أما البعض الآخر فقد اعتبر أن الطراكس لجأت إلى الدروس الدينية بهدف رفع عدد مشاهديها ومتابعيها على يوتيوب، لاسيما في ظل هذه الظروف التي اضطرت الشيخة الطراكس وغيرها إلى تغيير أساليبهم في الحصول على لقمة العيش.

وتعرف الطراكس بإثارتها الدائمة للجدل؛ بسبب إجاباتها الجريئة خلال اللقاءات الإعلامية، وطريقة ارتدائها الملابس رغم هيئة جسمها الممتلئة، وكذلك طريقتها في أداء الرقص الشعبي المغربي.

في المقابل يقول مغردون إن الشيخة الطراكس ليست حالة استثنائية بل هي نموذج لمن يدخلون في حالة التدين السطحي في رمضان ويمتهنون الفتوى في الحلال والحرام.

ويتابع حساب الشيخة الطراكس على فيسبوك أكثر من نصف مليون متابع فيما حصدت مقاطع الفيديو التي تنشرها على يوتيوب أكثر من 17 مليون مشاهدة كما يتابع أكثر من 385 ألف شخص حسابها على إنستغرام.

وردت الطراكس على منتقديها، إذ اعتبرت أنه من حقها أن تقدم مسابقة دينية، وطالبت المنتقدين بالكف عن متابعتها. وقارنت اشليخة الطراكس نسبة مشاهدات مقاطع الفيديو الدينية ومقاطع الفيديو التي تظهرها فيها بلباس مثير، وقالت إن مقاطع الفيديو الدينية لا تتجاوز 20 ألف مشاهدة أما مقاطع الرقص تصل إلى أزيد من 7 ملايين مشاهدة.

الشيخة الطراكس تُقدم مسابقة دينية سمَّتها “سؤال مع الطراكس”، وتتلقى خلالها مكالمات هاتفية وتطرح أسئلة تتعلق بالموعظة والدين، وذلك في بث مباشر يمتد ساعةً

وكانت السلطات المغربية أعلنت عزمها التفاعل مع “المؤثرين الإيجابيين” على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة النشاط الكبير للجهاديين، الذين يطلقون خطابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت فكرة تفكيك الخطاب المتطرف من قبل الرابطة المحمدية للعلماء، التي أعلنت أنها ستعتمد على “مؤثرين إيجابيين” سيكونون مستقلين عن المؤسسة.

وقال أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء “انتبهنا قبل ثلاث سنوات إلى أن أماكن وجود الشباب هي مواقع التواصل الاجتماعي، فحتى إن كانوا في الفصل الدراسي أو مع العائلة، تكون عقولهم مع فيسبوك وإنستغرام وغيرها من المواقع”.

وبحسب العبادي فإن الآلية التي اعتمدتها الرابطة ترتكز على ثلاث ركائز، تتمثل في خطاب يراعي تطلعات الشباب بالإضافة إلى وضوح اللغة والعناصر الجذابة لجماليات العرض.