فعاليات جديدة في السعودية تعزيزا للاحتفاء بعام الخط العربي

التظاهرات الجديدة تهدف إلى تعزيز الخط العربي وتسليط الضوء على تاريخه ومراحل تطوّره والنهوض به فكريا وثقافيا.
السبت 2021/04/17
الخط العربي يزين الكعبة في الحرم المكي

الدمام (السعودية)- ينفذ مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” على مدار العام الحالي سلسلة من الفعاليات والبرامج المتنوعة ضمن مبادرة “عام الخط العربي” التي أطلقتها وزارة الثقافة السعودية؛ في إطار برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز الخط العربي، وتسليط الضوء على تاريخه ومراحل تطوّره، والنهوض به فكريا وثقافيا ومعرفيا، وتقديم البرامج داخل المركز وخارجه، مركّزة على الخط العربي وتشكيله، وإبراز جمالياته بأنواع الخطوط العربية المختلفة.

أيقونات فنية تجسّد روح الهوية العربية

ويأتي هذا الاحتفاء بالخط العربي انطلاقا من رؤية وزارة الثقافة ودورها في النهوض بقطاعات الثقافة بمختلف فنونها ومجالاتها، ونظرا إلى ما يمثله الخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، والتي تبرز مخزونا ثقافيا إبداعيا يعكس ثراء الثقافة العربية، كما أنه مصدر ألهم العديد من الفنانين والمعماريين محليا وعالميا.

وتفتح وزارة الثقافة السعودية من خلال هذه الفعاليات آفاقا جديدة في التعامل مع الخط العربي، وذلك عبر نقله من مصدرٍ معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية، والفنّ المتجدّد، والإرث الحضاري.

وتتضمّن الفعاليات أنشطة متنوّعة تبرز فن الخط العربي، منها “العرض الضوئي”، ودورات الخط العربي، وورش عمل تركز على طباعة الخط العربي باستخدام تقنية “الرايزوغراف”، ومنتجات فنية ومخطوطات نادرة، إضافة إلى إقامة معرض “وصل ما وراء القلم”، الذي يتكوّن من ثلاثة أقسام متنوعة، مع إبراز مكانة النص العربي في تاريخ المنطقة، والاحتفاء بأهمية الأدب العربي والعلوم والآراء التي أثارها كتّابها.

ويهدف “إثراء” من خلاله برامجه المقدّمة ضمن المبادرة إلى توفير تجارب واسعة للزوّار، تركّز على أهمية الخط العربي عبر سلسلة برامج متنوعة، ونقوش لأبيات لـ51 شاعرا عربيا من مختلف العصور والأزمان؛ بمختلف أنواع الخط العربي على 50 عمودا في مكتبة المركز، إضافةً إلى تنظيم دورات وفعاليات وعروض وورش عمل دوريّة تُعنى بالخط العربي، وسلسلة من المدوّنات عبر المنصات الإلكترونية ومجلة “إثرائيات” الثقافية.

"جداريات الخط العربي" فعالية أتت لتزيين المرافق والشوارع عبر الدمج بين أنواع الخط العربي وفن الغرافيتي

ويسعى عام الخط العربي الذي انطلقت فعالياته منذ سنة 2020، وتم تمديده إلى عام إضافي، إلى إشراك كافة الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة من معارض ومجمعات ومبادرات. كما تتّسع المشاركة لتشمل كافة مناطق ومدن ومحافظات المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إطلاق منصة لاستقبال الأفكار والمشاركات ودعمها وتمكينها.

ومع جائحة كورونا وما شهده العالم من تراجع للفعاليات الثقافية واتجاه إلى المنصات الرقمية دشنت السعودية ضمن احتفائها بالخط
العربي منصة “الخطاط” التي تعد أول منصة إلكترونية متكاملة لتعليم الخط العربي وفنونه عن بعد على أيادي المتخصّصين وذوي الخبرات، إذ تتضمن المنصة عددا من المسارات التدريبية المتنوعة، منها دورات احترافية في أنواع الخط العربي، وشرح الحروف وتركيباتها، وكتابة الكلمات والعبارات، وتحسين الكتابة.

كما تشمل هذه المنصة التدريب على عمل اللوحات الخطية والأعمال الفنية بالخط العربي، وتشكيلات الحروف، والتذهيب والزخرفة الإسلامية ورسمها وتلوينها، وفن الإبرو. وتوفّر أيضا مسارا لتمكين المتدرب من تطوير الخطوط العربية الحاسوبية عن طريق تعلم التصاميم وبرمجة الخطوط.

وقد تم تمديد عام الخط العربي ليشمل سنة 2021 أيضا، للتمكّن من طرح وتنفيذ المبادرات التي كانت تسعى وزارة الثقافة لتفعيلها والعمل عليها، وذلك نظرا إلى الظروف الصحية الاستثنائية التي منعت تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية السنة الماضية وحتمت اتخاذ إجراءات استثنائية هذا العام.

وجاء قرار التمديد لعام إضافي كي يمنح فرصة أكبر للاحتفاء بهذا الخط العريق وتعزيز حضوره في المجتمع، إضافة إلى ما تتيحه الفترة الإضافية من فرص لابتكار فعاليات أكثر بالتعاون مع أفراد ومؤسسات المجتمع.

ومنذ انطلاق عام الخط العربي مطلع أبريل 2020، برزت الأنشطة والمبادرات المؤسسية والفردية في عدد من المدن السعودية، لاستخدام الخط العربي في تزيين الجدران والمرافق العامة، وإدخاله في عدد من الرسومات.

دمج الحرف العربي بالفن التشكيلي

وكان من أبرزها فعاليات “جداريات الخط العربي” التي أقامتها الوزارة بالتعاون مع عدد من الفنانين في جدة والرياض والخبر، لتزيين المرافق عبر الدمج بين أنواع الخط العربي وفن الرسم على الجدران “الغرافيتي”.

واستخدم الخط العربي في تطريز الكعبة بالحرم المكي، حيث سلطت وزارة الثقافة على كتابة وصناعة كسوة الكعبة، والتي تعمل المملكة كل عام على تغييرها وتزيينها بالآيات ولفظ الجلالة والتكبيرات.

ودعت وزارة الثقافة السعودية، مؤخرا، عموم الخطاطين والخطاطات في المملكة للمشاركة في استبانة “التبادل الثقافي” التي أطلقتها عبر رابط إلكتروني، وذلك ضمن برنامج الإقامات الفنية للخط العربي الذي يندرج تحت مبادرة “عام الخط العربي”.

وتأتي استبانة “التبادل الثقافي” في سياق جهود الوزارة لتنمية قدرات خطاطي المملكة بالتعاون مع مراكز ذات خبرة عالمية في مجال الخط العربي، وذلك من خلال تبادل الخبرات الثقافية في مجال فن الخطوط العربية، ومشاركة الفنانين بدورات دولية عن الخط، إضافة إلى دعوة أبرز فناني الخط في العالم لتدريب الخطاطين المحليين، وتمكينهم من الحصول على الإجازات داخل أو خارج المملكة، وتعزيز وعي المجتمع الدولي بأعمال الخطاطين السعوديين.

خط خط خط

 

14