نساء في الظل بين رف الكتب

تحاول الروائية الجزائرية منى تومية عبر روايتها “حرب القوارير” أن تعالج معاناة المرأة العربية، وتحديدا بالجزائر، عبر حقب زمنية مختلفة. وتروي الكاتبة على لسان بعض نماذجها النسوية مجموعة من المشاكل والمنغّصات التي تضغط على عنق المرأة وتكشف معاناتها وانتهاك حقوقها.
وتطرح في روايتها الصادرة عن دار خيال للنشر والترجمة مشاكل تتعلق بالهوية والنسب والزواج المبكر ومنع المرأة من التعلُّم ونظرة المجتمع إلى الفتاة التي تتأخر في الزواج، وفي النهاية تُظهر لنا كيفية حصار المجتمع للمرأة وتحكُّمه بها من خلال قواعد تعسفية ظالمة. وتفتتح روايتها بإبداء الأسف الشديد من أجل النساء اللّواتي آذتهن الحياة، وتهدي لهنّ عملها الذي اتسم بشعرية اللغة وبراعة الوصف وتسلسل الأفكار ومتانة البناء الدرامي.
وتمتاز “حرب القوارير” بأنفاسها الأنثوية وطرحها الذي تسعى الكاتبة من خلاله إلى نفض الغبار عن نساء يقبعن تحت الظل.
ما بين العزلة والرحلة
"أكثرُ من عزلة، أبعدُ من رحلة" عنوان لافت للمجموعة الشعرية الجديدة للشاعر اللبناني جودت فخرالدين.
وتضم المجموعة التي تقع في 136 صفحة من القطع المتوسط مجموعة من القصائد كُتِبَ معظمُها في العام 2020، والذي انعكس بشكل كبير على الحياة الثقافية نظرا إلى الظروف الصحية العالمية. أمّا بعضها الآخَر فكُتِبَ قبل ذلك، في ظروف تتعلّقُ بالسفر أكثرَ مما تتعلّق بالعزلة.
المجموعة، الصادرة حديثا عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، وكما يقول الناشر عنها هي “ما بين العزلة والرحلة، حيث تلتقط قصائد فخرالدين في ديوانه الجديد أعمقَ اللحظات والحالات المعبّرة عن عبثيّةِ الوجود وعن الرغبة الجامحة لدى الشاعر في البحث عن المجهول وفي الكشف عن المعاني الهاربة، وذلك في حوار متجدد مع الطبيعة ومظاهرها المتنوعة. حيث اللغة الشعرية لا تكفُّ عن المزيد من ابتكار التقنيات في الصورة وفي الإيقاع بمختلف مستوياته”.
شعراء وروائيون
يضم كتاب "فدوى طوقان وآخرون" للناقد إبراهيم خليل مذاكرات وأوراقا عن شعراء قلّما جرى تناول تجاربهم الشعرية، إما لندرة ما كتبوه في الشعر وإما لأنهم عُرفوا أو برزوا في حقول أدبية أخرى، على غرار حكمت العتيلي وأحمد أبوعرقوب وخيري منصور وفايز صياغ وتيسير سبول وجبرا إبراهيم جبرا وأمين شنار.
كما يضم الكتاب، الصادر عن دار أمواج للنشر والتوزيع، مقالات تستذكر بعض الشعراء، كفدوى طوقان ومحمود درويش وأحمد دحبور وإبراهيم العجلوني. ويتناول قصيدة النثر لدى زياد صلاح ويضيء ديوانين لإبراهيم السعافين، كما يقدم دراسته لشعر حميد سعيد وسامي مهدي وبدر شاكر السياب ومحمد لافي.
ويجمع خليل في هذا الكتاب بين الشعر والنثر الذي يتحول إليه الشاعر. لذا يتناول الكتابة الروائية لدى تيسير سبول، والنقدية لدى كلّ من جبرا ونازك الملائكة، وكتابة السيرة لدى فدوى طوقان، والترحال لدى معين بسيسو.