مقاومة التطرف العنيف في تونس تبدأ من الوسط المدرسي

خبراء التربية يؤكدون على أهمية دور التعليم في تنمية قيم التسامح والتعايش لدى أفراد المجتمع.
الثلاثاء 2021/03/30
محاربة الأفكار الهدامة مسؤولية المدرس

تونس – يؤكد خبراء التربية على أهمية الوسط المدرسي في نشر ثقافة السلم والتسامح ونبذ العنف والتطرف، وهو ما حدا بوزارة التربية إلى إطلاق برنامج تدريبي حول الوقاية من التطرف العنيف لفائدة 30 مدرّسا بالمؤسسات التربوية في إطار دورة تكوينية تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الوزارة.

وقال فتحي السلاوتي وزير التربية إن هذه الدورة التي تقام عن بعد تهدف بالخصوص إلى تكوين مديري المدارس المنتفعة بدعم برامج منظمة الألكسو في تونس في مكافحة التطرف العنيف وإشاعة قيم السلم وترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف في أوساط الطلاب.

وأضاف لدى إشرافه على انطلاق الدورة أن الاستفادة بالدعم الذي تلقاه المدارس في إطار برامج الألكسو “يستند إلى ترشح المدارس في مرحلة أولى لتحصل لاحقا على صفة المدارس المنتسبة”، لافتا إلى أن اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة تمثل حلقة الترابط بين كل من الوزارة والمنظمة، وهي أداة لمتابعة تنفيذ برامج التعاون المشتركة.

وكشف محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن برامج التعاون تشمل إقامة كراسِ وهي محاور تنتظم بشأن دورات للتكوين والبحث والتأطير لفائدة المدارس المنتسبة، مذكرا بأن المنظمة أنجزت عدة بحوث ودراسات في مجال التوقي من التطرف العنيف.

واعتبر أن التحديات التي تعترض دول الوطن العربي كبيرة وتأتي في مقدمتها الأمية التي زادت بفعل التسرب المدرسي وتفشي جائحة كورونا التي فرضت إغلاقا مؤقتا للمدارس.

وبيّن خبراء التربية أهمية دور التعليم في تنمية قيم التسامح والتعايش لدى أفراد المجتمع، داعين إلى جعل المدارس مؤسسات فاعلة لنشر التسامح ومنع الطلاب من الانجذاب إلى العنف أو الإرهاب أو السلوك المعادي للمجتمع.

منع الطالب من الإنجذاب إلى العنف أو الإرهاب أو السلوك المعادي من أساسيات مكافحة التطرف

وشددوا على ضرورة استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لطرح مواد إيجابية لمحاربة الأفكار الهدامة وتعزيز الانتماء والولاء لقيم ومبادئ الوطن، مشيرين إلى ضرورة تعزيز دور الأسر ورجال الأعمال والمدارس والجامعات والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني في القضاء على العنف الخطير.

وقال الخبراء إن تعليم قيم ومفهوم التسامح من شأنه أن يعزز أهمية احترام رأي الآخرين عند الطلاب منذ الصغر، وأهمية الإنصات والإصغاء وأدب الاختلاف واحترام قناعات الآخرين، وكيفية التحكم بالنفس وعدم جرها إلى مستنقع الغضب. كما أن مفهوم التسامح مع الأشخاص المختلف معهم في بعض القضايا من شأنه أن يخفض من مظاهر التعصب للأصل والجنس والطائفة والقبيلة وغيرها من الانتماءات.

وأضافوا أن نتائج قيم التسامح يمكن أن تخفف من حالات العنف التي قد تحصل بين التلاميذ والطلبة في المدارس وفي مختلف المراحل، مشيرين إلى أن المدرسة من شأنها المساهمة في نشر ثقافة التسامح والتقليل من الغلو والتطرف وتخفيف آثارها على الفرد والمجتمع.

ويؤكد الواقع التونسي الجديد مجتمعيا وسياسيا وثقافيا جدية خطر التطرف العنيف على مؤسسات الدولة والسلم الاجتماعي والقيم المدنية والديمقراطية عامة، وذلك من خلال موجات متتالية من العنف.

وعقب ثورة يناير 2011 استفاق التونسيون على حضور قوي للجماعات المتطرفة وعلى قدراتها التنظيمية والتعبوية، وتابعوا بقلق وخوف شديدين عنف هذه الجماعات وما كشفته المصالح الأمنية من مخازن للسلاح ومن معسكرات تدريب وشبكات تسفير منذ الأشهر الأولى لسقوط النظام وعمل مؤسسات المرحلة الانتقالية.

21