روسيا تعتزم استكمال خط أنابيب نورد ستريم2 بنهاية 2021

موسكو – تعتزم روسيا استكمال مشروع مد خط الأنابيب نورد ستريم 2 إلى ألمانيا بحلول نهاية العام الجاري رغم معارضة الولايات المتحدة في ظل مخاوف واشنطن من المشروع الذي سيحرم أوكرانيا من رسوم المرور السخية التي تحصل عليها وسيزيد نفوذ روسيا الاقتصادي والسياسي في أوروبا.
ونقلت وكالة أنباء “تاس” الجمعة عن رئيس مجلس إدارة شركة غازبروم الروسية المنتجة للغاز قوله إن “تشييد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الممتد إلى ألمانيا سيُستكمل بنهاية العام الجاري على الرغم من معارضة الولايات المتحدة للمشروع”.
وقالت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إن العقوبات على خط الأنابيب باتت احتمالا واقعيا. ويهدف المشروع، الذي تقوده غازبروم مع شركائها الغربيين، إلى توصيل الغاز الروسي إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.
وتقول واشنطن إن خط الأنابيب سيزيد نفوذ موسكو الإقليمي على نحو خطير. وسيتفادى خط الأنابيب المرور بأوكرانيا، مما يحرمها من إيرادات عبور مجزية في وقت تخوض فيه كييف مواجهة مع موسكو.
وترى واشنطن وبعض الدول الأوروبية، مثل أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق، أن أنبوب الغاز سيزيد من ارتهان الأوروبيين بالغاز الروسي.
وقد تخسر أوكرانيا، المركز التقليدي للغاز، قدرا كبيراً من رسوم عبور الغاز لأراضيها في حال إتمام مشروع نورد ستريم 2.
وذكرت “تاس” أن فيكتور زوبكوف رئيس مجلس إدارة غازبروم قال إن العمل في نورد ستريم 2 اكتمل بالفعل بنسبة تتراوح بين 90 و92 في المئة.
ونقلت الوكالة عن زوبكوف قوله “العمل جار بنشاط، لم يتبق سوى جزء ضئيل جدا بالطبع سيكتمل هذا العام، بالتأكيد. الوقت الضائع عار، لكن هذا ما حدث”.
ويهدف المشروع الذي يربط بين روسيا وألمانيا، وهو جزء رئيسي من إستراتيجية موسكو للتصدير عبر شركتها العملاقة للطاقة غازبروم، إلى إيصال الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.
وحذر المشرعون الأميركيون في وقت سابق من أن مشروع نورد ستريم 2 سيعود على روسيا بمليارات الدولارات، وسيزيد من نفوذ الرئيس فلاديمير بوتين بشكل كبير في أوروبا وسط تصاعد التوترات بين موسكو والغرب.
ودعا الاتحاد الأوروبي وألمانيا الولايات المتحدة إلى الامتناع عن فرض العقوبات، على أساس أن سياسة الطاقة الأوروبية تُقررها أوروبا. ويفترض أن يضاعف الأنبوب شحنات الغاز الروسي الطبيعي إلى ألمانيا.
ويبدو أن واشنطن وصلت متأخرة في إطار مساعيها لتقويض أي تقارب بين روسيا والأوروبيين بعد اقتراب موسكو من استكمال هذا الأنبوب.
وكانت روسيا تأمل في البدء بتشغيل أنبوب الغاز البحري الذي أنجز منه نحو 80 في المئة، نهاية 2019. ولكن ذلك اصطدم بعدد من الصعوبات في الحصول على تصاريح من الدنمارك. وصرح مسؤولون روس بأنهم يتوقعون أن يبدأ تشغيل الخط في 2020.
وتبلغ تكلفة المشروع نحو 9.5 مليار يورو، ما يُعادل الـ10.6 مليار دولار، ويقوم بتمويل نصف المبلغ عملاق الغاز الروسي غازبروم، والنصف الآخر يموله شركاؤه الأوروبيون وهم الألمانيتان فينترشال ويونيبر والإنجليزية – الهولندية شل والفرنسية إينجي والنمساوية “أو.أم.في”.
ويعد الغاز الطبيعي الروسي، الذي يتميز بانخفاض التكلفة، أرخص من الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بحوالي 30 في المئة، مما يجعل المورديْن في وضعيتين غير متكافئتين.
وهذا هو السبب المعلن الذي دفع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى بذل قصارى جهدها لتقويض المشروع، ولكن ذلك لم يمنع حتى الآن روسيا من استكماله.