تواطؤ أمني سهّل القصف الصاروخي لمطار أربيل

وزير داخلية إقليم كردستان: العملية تؤكد أن داعش ليس الجماعة الإرهابية الوحيدة في العراق.
الثلاثاء 2021/02/23
في انتظار نتائج التحقيقات

أربيل (العراق) - أشارت سلطات إقليم كردستان العراق إلى وجود تواطؤ أمني مع منفذي الهجوم الصاروخي الذي استهدف الأسبوع الماضي مطار أربيل الذي تتمركز في جزء منه قوات أميركية.

وأعلنت وزارة الداخلية في الإقليم الإثنين وجود “خرق أمني” وراء الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة اثني عشر آخرين بينهم جندي أميركي.

وجاء ذلك بعد أنّ اتّهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم “مجموعة ضالة خارجة عن القانون متخفية تحت عباءة الحشد الشعبي وبإمكاناته وامتيازاته ولباسه” بتنفيذ الهجوم الصاروخي.

ويُعتبر الحشد المكوّن من العشرات من الميليشيات هيئة رسمية تابعة للقوات المسلّحة العراقية وخاضعة لإمرة القائد العام لتلك القوات الذي هو رئيس الوزراء، لكنّ ذلك التصنيف القانوني يظل صوريا إلى أبعد الحدود، حيث تظل التبعية الفعلية لتلك الميليشيات لقادتها الذين يدين أغلبهم بالولاء لإيران.

وقال ريبر أحمد وزير داخلية إقليم كردستان العراق في مؤتمر صحافي عقده الإثنين إنّ “الجماعة التي استهدفت المطار استفادت من التسهيلات في نقاط التفتيش وأحدثت خرقا أمنيا بالتسلل إلى داخل حدود الإقليم”. وأضاف “هذه العملية تؤكد أن داعش ليس الجماعة الإرهابية الوحيدة في العراق، وإنما هناك جماعات أخرى”.

ريبر أحمد: منفّذو الهجوم استفادوا من تسهيلات في نقاط التفتيش
ريبر أحمد: منفّذو الهجوم استفادوا من تسهيلات في نقاط التفتيش

وبعد مشاركة الحشد الشعبي في الحرب على تنظيم داعش بين سنتي 2014 و2017 والتي دار جزء منها على أراضي محافظة نينوى بجوار أراضي كردستان العراق، لا تزال فصائل من الحشد تشارك في مسك الأرض وإدارة العملية الأمنية في تلك المناطق.

وكثيرا ما احتجّ أكراد العراق وسكّان محلّيون آخرون على قيام الحشد بممارسات غير مهنية خارجة عن نطاق العملية الأمنية وذات صلة بحسابات سياسية واعتبارات طائفية.

ويعتبر الحشد الشعبي الذي له أيضا تمثيل في البرلمان العراقي عن طريق تحالف الفتح طرفا رئيسيا في المطالبة بإخراج القوات الأميركية من البلاد، ولذلك اعتُبر أنّ له مصلحة في استهداف أو تسهيل استهداف تلك القوات في مطار أربيل.

وتابع الوزير قوله “القضاء على الجماعات التي تستهدف المطارات والبعثات الدبلوماسية بحاجة إلى عمل مشترك بين أربيل وبغداد والتحالف الدولي”، في إشارة إلى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتّحدة ضدّ تنظيم داعش وتشارك فيه قوات من العشرات من الدول.

وأشار أحمد إلى تشكيل لجنة مشتركة بين أربيل وبغداد للتحقيق في حادث القصف الصاروخي، مشيرا إلى أنّه سيتم الكشف عن النتائج فور انتهاء التحقيقات.

وكانت جماعة تطلق على نفسها اسم “سرايا أولياء الدم” قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم قائلة إنها استهدفت “الاحتلال الأميركي” في العراق.

ولم تكشف المجموعة المسلحة رسميا عن جهة انتمائها لكن تقارير إعلامية غير حكومية قالت إنها إحدى الفصائل التابعة لـ”حزب الله العراقي” المرتبط بإيران.

واعتبر متابعون للشأن العراقي أنّ نسبة الهجوم إلى مجموعة غير معروفة تتطابق مع أسلوب تمّ اتّباعه بشكل متكرّر خلال الأشهر الماضية في تبنّي الكثير من عمليات التعرّض لقوافل إمداد التحالف التي تمّت نسبتها إلى جماعات من قبيل “عصبة الثائرين” و”أصحاب الكهف” و”قبضة المهدي”، وهي بحسب مصادر عراقية متعدّدة مجرّد أسماء وهمية تتخفّى وراءها ميليشيات شديدة الارتباط بالحرس الثوري الإيراني وفي مقدّمتها كتائب حزب اللّه وعصائب أهل الحقّ.

وبدأ استهداف منشآت عسكرية ودبلوماسية غربية في العراق منذ خريف العام 2019 بالصواريخ، لكن معظم هذه الهجمات تركّز في العاصمة بغداد.

وكانت واشنطن توعّدت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنّه في حال قُتل أيّ أميركي في هجوم صاروخي في العراق فإنّها ستنتقم من طهران التي تتّهمها بدعم الجماعات العراقية المسلّحة التي تستهدف المصالح الأميركية في هذا البلد. لكنّ هدوء الخارجية الأميركية في التعاطي مع عملية القصف الأخيرة ودعوتها لإجراء تحقيق مثّلا تحوّلا كبيرا في المقاربة الأميركية لهذا الملف في عهد الرئيس الجديد جو بايدن.

3