الصحافي الجزائري خالد درارني في انتظار الحرية بعد إفراج مؤقت

درارني لم يتم الحكم عليه نهائيا إذ سيتم النظر بطعن النقض الذي قدمه لدى المحكمة.
الاثنين 2021/02/22
حرية مؤقتة

الجزائر - قال عبدالغني بادي أحد محامي الدفاع عن الصحافي الجزائري خالد درارني الذي أفرج عنه بموجب عفو رئاسي “إنّه حر” لكن الإفراج “مؤقت”.

وقد أفرج عن درارني مراسل قناة “تي.في 5 موند” الناطقة بالفرنسية ومنظمة “مراسلون بلا حدود” الجمعة، بعد يوم من الانتظار الطويل لأقاربه وناشطين وزملاء صحافيين تجمعوا أمام سجن القليعة غرب العاصمة الجزائرية.

وعند خروجه من السجن رفع شارة النصر بأصابعه التي لوح بها في السنوات الأخيرة في مواجهة ترهيب السلطات. وقال في تسجيل فيديو تناقله رواد شبكات التواصل الاجتماعي إن معركته “من أجل حرية الصحافة” لم تتنهِ بعد، وتعهد بمواصلة نشاطه “من أجل صحافة حرة ومستقلة في الجزائر”.

ولم يستفد درارني من العفو الرئاسي لأنه يتعلق فقط بالمحكوم عليهم، بينما درارني لم يتم الحكم عليه نهائيا إذ سيتم النظر بطعن النقض الذي قدمه لدى المحكمة العليا في 25 فبراير القادم، لذلك فإنه لم يحصل سوى على الإفراج المؤقت في انتظار البت في القضية.

وفي منتصف سبتمبر حكم على الصحافي البالغ من العمر أربعين عاما بالسجن عامين بتهمة “التحريض على التجمع غير المسلح” و”المساس بالوحدة الوطنية”. وقد بدا هزيلا خلال محاكمته وأثار قلقا بشأن ظروف احتجازه.

وقد تعرض للتهديد مرات عدة من قبل الأجهزة الأمنية التي انتقدته لقربه من حركة الاحتجاج الشعبي (الحراك). وكان قد اعتقل في مارس 2020 في الجزائر العاصمة على هامش تظاهرة.

لكن الصحافي دافع عن نفسه في المحكمة قائلا “كل ما فعلته هو ممارسة مهنتي”.

وقام بتغطية مسيرات الحراك منذ انطلاقه في فبراير 2019 لاسيما عبر حسابه على تويتر الذي يتابعه مئات الآلاف من الأشخاص ووضع فيه صورا وشعارات وبيانات مباشرة من مسيرات الاحتجاج.

وبينما أطلقت الملاحقات القضائية ضده الواحدة تلو الأخرى، تحرك صحافيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان في الجزائر وكذلك في الخارج للمطالبة بالإفراج الفوري عنه.

وقال درارني في تصريحات على قناة “الحرة” عقب الإفراج عنه “أنا صحافي وكل الجزائريين والعالم يعرفون أنني صحافي إلا المحكمة التي أقرت بأنني لست كذلك، بما أن المحكمة في حكمها الأول ثم في الثاني بمجلس قضاء الجزائر قضت بأنني لم أثبت للعدالة الجزائرية بأنني صحافي”.

وأضاف “هي تعتبر أن الإثبات يأتي عن طريق بطاقة”.

وأوضح “أنا لست بحاجة إلى بطاقة ولست بحاجة إلى وثيقة ولا إلى ورقة لأثبت أنني صحافي، الكل يعرف حتى الذين اتهموني بأنني لست صحافيا، وهم كانوا حاضرين في الأستوديوهات وأنا استجوبتهم بنفسي كصحافي”.

وبدأ درارني حياته المهنية كمقدم برامج تلفزيونية واكتسب شهرة قبل أن يصبح رمزا للنضال من أجل حرية الصحافة في بلده.

وكانت بداياته في وسائل الإعلام العامة إلا أنه أصبح مقدم برامج بارزا على محطات خاصة اعتبارا من 2013 واشتهر خصوصا بعروضه على محطتي “دزاير تي.في” و”الشروق”.

وقد أنشأ في 2017 موقع “قصبة تريبون” الإخباري الذي يغطي أخبار الجزائر وحظرته السلطات اعتبارا من ديسمبر 2020. وعمل في الوقت نفسه مراسلا في الجزائر لقناني “تي.في 5 موند” والمنظمة غير الحكومية “مراسلون بلا حدود”.

وألمح الرئيس عبدالمجيد تبون الذي سمح بالإفراج عنه عبر إصدار عفو رئاسي عن معتقلي الحراك إلى أن خالد درارني جاسوس في خدمة السفارات الأجنبية، من دون أن يذكر اسمه.

 
18