انتعاش تجارة السلع ينعش تعافي الاقتصاد العالمي

عزز انتعاش تجارة السلع خلال الربع الرابع من عام 2020 تعافي الاقتصاد العالمي بفضل تعميم حملة لقاحات كورونا التي ساهمت في تخفيف الركود.
لندن - قالت منظمة التجارة العالمية، الخميس، إن حجم التجارة السلعية عالميا سجل انتعاشا قوياً في الربع الأخير من عام 2020، استمرارا للنمو بالربع الثالث والتعافي من ركود عميق بسبب كورونا.
وأفادت المنظمة في أحدث تقاريرها، أنه من غير المرجح أن تستمر وتيرة التوسع بالتجارة العالمية في النصف الأول من عام 2021، حيث يبدو أن المؤشرات الرئيسية قد بلغت ذروتها بالفعل.
وأوضحت المنظمة أن مؤشر التوقعات الفصلي الصادر عنها الذي يضم سبعة مكونات، سجل 103.9 نقطة مرتفعا من 100.7 نقطة في نوفمبر الماضي.
وذكرت المنظمة أن القراءة الحالية تشير إلى تحسن ملحوظ في تجارة البضائع منذ أن انخفضت بشكل حاد في النصف الأول من العام الماضي.
وحسب التقرير، فإن جميع مؤشرات المكونات إما أعلى من الاتجاه أو في الاتجاه، لكن بعضها يظهر بالفعل علامات تباطؤ بينما قد ينخفض البعض الآخر في المستقبل القريب.
وتابع التقرير “قد لا يعكس المؤشر تمامًا عودة ظهور كوفيد – 19 وظهور متغيرات جديدة للمرض، والتي ستؤثر بلا شك على تجارة السلع في الربع الأول من عام 2021”.
ويقيس المؤشر حالة الزخم في نمو التجارة عالميا، وتشير القراءة عند أعلى مستوى 100 إلى نمو جيد، فيما تشير القراءات أقل من 100 إلى التباطؤ.
103.4
قيمة طلبات التصدير التي تعد من بين المؤشرات الرائدة الأكثر موثوقية للتجارة العالمية
ورصد التقرير أن مؤشرات طلبات التصدير بلغت (103.4) ومنتجات السيارات (99.8)، والتي تعد من بين المؤشرات الرائدة الأكثر موثوقية للتجارة العالمية، والتي بلغت ذروتها مؤخرًا وبدأت تفقد الزخم.
في المقابل، لا يزال مؤشرا شحن الحاويات (107.3) والشحن الجوي (99.4) في ارتفاع، على الرغم من أن البيانات عالية التردد تشير إلى أن شحن الحاويات قد انخفض منذ بداية العام.
وتسببت تداعيات كورونا في تضرر الاقتصاد العالمي خلال العام الماضي، وفرضت أوضاعا مالية صعبة على الشركات وسط توقف الإمدادات ومخاطر كبيرة، لاسيما خلال الربع الثاني من 2020 والذي شهد ذروة الإغلاقات حول العالم.
وحسب بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد”، سجلت حركة التجارة العالمية خلال عام 2020 انكماشا بنسبة 9 في المئة، بضغط تداعيات فايروس كورونا.
وانخفضت تجارة السلع عالميا بنحو 6 في المئة خلال العام الماضي، فيما تراجعت التجارة في الخدمات بـ16.5 في المئة.
وفي سياق آخر تواجه إدارة منظمة التجارة العالمية جبلا من الضغوط لإعادة الحياة إلى الاقتصاد العالمي الذي يعاني شللا على مختلف المستويات بفعل آثار كورونا المدمرة على مختلف مفاصل الإنتاج.
وسيتعين على مديرة منظمة التجارة العالمية النيجيرية نغوزي أوكونجو-إيويلا أن تبادر بسرعة إلى بث الحياة في منظمة تعاني من الشلل، في وقت يرزح الاقتصاد العالمي تحت تبعات الجائحة، فيما العمل متعدد الأطراف في أدنى مستوياته.
وتفرض أزمة كورونا العديد من التحديات التي تنتظر المديرة الجديدة بمجرد توليها منصبها في 1 مارس. ويعقد المؤتمر الوزاري وهو أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة التجارة العالمية مرة كل عامين ويحدث ذلك عادة في نهاية العام.
ويتفق الدبلوماسيون والخبراء على أن منظمة التجارة العالمية باتت منذ سنوات عاجزة عن استئناف مفاوضات واسعة النطاق، على الرغم من تعدد المواضيع التي تحتاج التوصل إلى حلول.
إذ تتعثر المفاوضات الدائرة منذ فترة طويلة حول مسائل مثل القطن ودعم مصايد الأسماك، في حين أن المفاوضات المتعلقة بمواضيع أحدث مثل التجارة الإلكترونية والتي بدأت في يناير 2019 على المستوى متعدد الأطراف، لم تنطلق بعد، ما يعرض منظمة التجارة العالمية للتخلف عن قضايا الساعة.