لقاء متوتر بين عون والحريري بعد فترة انقطاع لم يسفر عن اختراق

بيروت - أجرى رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الجمعة زيارة إلى الرئيس ميشال عون عارضا عليه نتائج لقاءات الزيارات التي قام بها في الخارج والتي شملت كلا من تركيا ومصر وفرنسا، بيد أن خطوة الحريري لم تلاق التفاعل الإيجابي على ما يبدو من سيد قصر بعبدا الذي أظهر أنه مصر على مواقفه.
تقول دوائر سياسية لبنانية إن مبادرة الحريري بزيارة بعبدا بعد فترة انقطاع، على خلفية التوتر الذي نجم عن تسريب لعون اتهم فيه الرئيس المكلف بـ“الكذب”، هي خطوة ذكية من شأنها أن ترفع الحرج عنه على المستويين المحلي والدولي وتظهر الطرف الحقيقي المعرقل، ولكنها عمليا لم تحقق أي تقدم حيال التشكيل الحكومي، وكانت الرسالة الواضحة أن الحريري بدا يتكلم من موقع الواثق.
وعزا مصدر سياسي لبناني مقرب من الحريري ثقة الأخير إلى حصوله على دعم فرنسي مطلق خلال الزيارة الأخيرة لباريس حيث أكد له الرئيس إيمانويل ماكرون خلال عشاء مطول دعمه لموقفه، وأن فرنسا ترفض أي تراجع عن النقاط الثلاث التي طرحها وهي: حكومة من 18 وزيرا، وأن كل الوزراء من الاختصاصيين، ولا ثلث معطلا لأي طرف.
وقال الحريري عقب اللقاء مع عون “لقد تشاورت مع الرئيس وسأتابع التشاور، لم نحرز تقدما ولكنني شرحت له أهمية الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا، لذا يجب علينا الإسراع في تشكيل هذه الحكومة وعلى كل فريق سياسي أن يتحمل مسؤولية مواقفه من الآن فصاعدا”.
فرنسا ترفض أي تراجع عن النقاط التي طرحها الحريري وهي حكومة من 18 وزيرا اختصاصيا، لا تتضمن الثلث المعطل
وأوضح رئيس الوزراء المكلف “بعد الزيارات التي قمت بها إلى تركيا ومصر، وخاصة خلال زيارتي الأخيرة لفرنسا، لمست حماسا لتشكيل الحكومة من خلال خارطة الطريق التي وضعها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي وافقنا عليها في قصر الصنوبر لإنقاذ لبنان ووقف التدهور وإعادة إعمار مرفأ بيروت، وكل ذلك جاهز”.
وأعلن أن “المشكلة اليوم أنه طالما لا حكومة من الأخصائيين غير التابعين لأحزاب سياسية، لا يمكننا القيام بهذه المهمة”، مشددا على تمسكه بحكومة من 18 وزيرا جميعهم من الاختصاصيين ودون ثلث معطل.
وقال “إذا كان هناك من يعتقد أنه إذا ضمّت هذه الحكومة أعضاء سياسيين فإن المجتمع الدولي سيبدي انفتاحا حيالنا أو سيعطينا ما نريده فنكون مخطئين، ومخطئ كل من يعتقد ذلك”.
وأشار إلى أن “الفكرة الأساسية هي تشكيل حكومة تضم وزراء لا يستفزون أي فريق سياسي ويعملون فقط لإنجاز المشروع المعروض أمامهم”.
وفي رد على تصريحات الحريري أصدر المكتب الإعلامي للرئاسة بيانا أوضح من خلاله أن “الرئيس
عون استقبل الحريري بطلب منه وتشاور معه في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة بعد الجولات التي قام بها إلى الخارج حيث تبيّن أن الرئيس المكلف لم يأتِ بأي جديد على الصعيد الحكومي”.
ويرى مراقبون أن المواقف الصادرة عن كلا الجانبين تعكس استمرار الجمود الحكومي وتمترس كل طرف خلف مواقفه، فالحريري مصر على حكومة من اختصاصيين مستندا في ذلك على المبادرة الفرنسية وعلى دعم ضمني لبعض القوى في الداخل بينها حركة أمل، وفي المقابل يتمسك عون بمقاربته لجهة المشاركة في أدق تفاصيل التشكيل مع الإصرار على الحصول على الثلث المعطل.
وكان الحريري قدم للرئيس عون في التاسع من ديسمبر الماضي تشكيلة حكومية من 18 وزيرا. وفي المقابل قدم الرئيس عون طرحا آخر.
ويذكر أن رئيس الوزراء المكلف هو من يتولى تشكيل الحكومة على أن يقدمها لرئيس الجمهورية للبت فيها والمصادقة عليها.