"يورو نيوز" تنفّذ خطة إعادة الهيكلة بتسريح العشرات من الموظفين

سوق الإعلانات الذي ضربه الوباء أثر بشكل كبير على مداخيل قناة "يورو نيوز" إذ خسرت بين 35 و50 في المئة من المداخيل الإعلانية .
الجمعة 2021/02/12
القناة تعاني من تراجع عائداتها الإعلانية

بروكسل- تعتزم قناة “يورو نيوز” التلفزيونية الإخبارية تسريح عدد من الموظفين بسبب التأثيرات الاقتصادية لأزمة فايروس كورونا على قطاع الإعلام. وقرّرت القناة القيام بهذه الخطورة استنادا إلى عملية إعادة هيكلة، حيث خسرت ما يقارب نصف الإعلانات دون أن تتمكن من خفض النفقات بسبب الكلفة العالية لصناعة الأخبار.

وقال متحدث باسم القناة في مقر رئاستها بمدينة ليون الفرنسية الأربعاء، إن ما بين 30 و40 موظفا سيغادرون القناة التي تبث في أنحاء أوروبا. وأضاف المتحدث أن عددا من الموظفين تركوا العمل الثلاثاء احتجاجا على قرار شطب الوظائف، حيث نظم حوالي 50 شخصا إضرابا عن العمل. وأشار إلى أن المحادثات مع ممثلي الموظفين ستستمر وأنه سيتم توفير وظائف جديدة، لكنه لم يحدد عددها.

وقالت نقابة الصحافيين الفرنسية، إن القناة ستوقف بثها باللغة الإيطالية على أن يستمر النشر بهذه اللغة في الفضاء الرقمي، في حين سيتم إلغاء البث بالتركية تماما. ولفت البيان إلى أنه منذ العام 2017 وحتى الآن غادر القناة قرابة 100 عامل.

ميشال بيترز: العلامات التجارية لا تريد أن يقترن اسمها بإعلام بات يقتصر على البؤس
ميشال بيترز: العلامات التجارية لا تريد أن يقترن اسمها بإعلام بات يقتصر على البؤس

وتأسست قناة “يورو نيوز” عام 1993 بمشاركة 10 هيئات إذاعة أوروبية عامة بهدف تعزيز الهوية والتكامل الأوروبي. وتمتلك شبكة “ميديا غلوب نتوركس” حاليا 88 في المئة من شركة يورو نيوز. وتقول التقارير الإعلامية إن شركة ميديا غلوب نتوركس مملوكة للملياردير المصري نجيب ساويرس.

وأعلن رئيس مجلس إدارة القناة ميشال بيترز، في نوفمبر الماضي عن إعادة الهيكلة وتسريح الموظفين، وقدم إلى المنظمات النقابية في فرنسا خطة لإعادة توزيع القوى العاملة داخل مؤسسته مع طرح إمكانية فقدان 50 وظيفة لديه بين مجموعة من الموظفين يصل عددهم إلى 900 شخص، 300 منهم موظفون بعقود دائمة.

ومن أبرز أسباب هذه الأزمة سوق الإعلانات الذي ضربه الوباء، وبالتالي أثر بشكل كبير على مداخيل التلفزيون، إذ خسرت “يورو نيوز” بين 35 و50 في المئة من المداخيل الإعلانية مؤخرا. ومع هذا الانخفاض لم تتمكن بالموازاة من خفض تكاليفها الاقتصادية الداخلية.

وأوضح بيترز، استنادا إلى اتصالاته مع نظرائه في الشبكات الإخبارية الدولية الأخرى، أن القطاع برمّته عانى منذ بدء تفشي وباء كوفيد – 19 من تراجع عائداته من الإعلانات، لكن الواقع أن الوباء سرّع توجها كان يسجّل بالأساس.

وقد خسرت الشبكة الفرنسية في منتصف 2020 شراكتها مع شبكة “أن.بي.سي” الأميركية، وأعادت في المقابل تفعيل شبكة “أفريقيا نيوز” (النسخة الأفريقية) داخل فرنسا لتوفير المزيد من الأموال.

وسبق أن قامت الشبكة الدولية بعملية إعادة هيكلة عام 2017، حين تخلت عن الإرسال المتعدد لتعرض قنواتها الـ12 بلغات متعددة خطها التحريري الخاص، ملغية في سياق هذه العملية تسعين وظيفة.

وقال بيترز “لم تعد العلامات التجارية ترغب في أن يقترن اسمها بالإعلام الذي بات يقتصر على البؤس، إذ ينقل الحروب والأوبئة والفساد”. وأضاف “لكن إن كانت الشبكة عانت من تراجع عائداتها الإعلانية بالرغم من عدد متابعيها الذي لم يكن يوما بالحجم الذي هو عليه اليوم، فهي عجزت عن خفض كلفتها بمقدار موازٍ، ولم تحصل كذلك على مساعدات عامة”.

وتابع “علينا أن نواصل استثمار عشرات الملايين في إنتاج المواد الإخبارية التي لم تعد مربحة، مع الاستثمار في الوقت نفسه في المحتويات الجديدة التي يمكن أن تدر أموالا”.

ونظرا إلى حجم الشركة البالغة عائداتها 80 مليون يورو، فإن هذا الحل يحتّم عليها إعادة نشر موظفيها وخفض تكاليفها ومواصلة منح اسمها لشبكات.

18