مسارح متنقلة تحمل العروض إلى الجمهور في البيوت

سكان القاهرة تفاعلوا مع المبادرة، حيث سارعوا إلى الجلوس في الشرفات للاستمتاع بالعروض.
الجمعة 2021/02/05
شرفات منازل المصريين فضاء جديد لمشاهدة العروض الفنية

أطلقت وزارة الثقافة المصرية مبادرة تهدف لنشر الفن بين المصريين وتلبية احتياجاتهم الثقافية، من خلال مسارح متنقلة تحمل عروضها الفنية والترفيهية إلى الجمهور في منازله بمختلف المحافظات.

القاهرة – أصبح في مقدور سكان حي الأسمرات بالقاهرة الآن مشاهدة عروض موسيقية من شرفات مساكنهم، وذلك بفضل مسرح متنقل يجوب الأحياء الفقيرة في العاصمة المصرية لنشر الوعي الثقافي.

وقالت وزارة الثقافة المصرية في بيان إن هذه المبادرة تأتي في إطار المشروع الذي أطلقته تحت عنوان “العدالة الثقافية” الهادف إلى نشر أنشطة وفعاليات ثقافية في المناطق التي عادة ما تكون محرومة من تلك الخدمات.

وأضافت أن أول مسرح متنقل انطلق منذ أيام في حي الأسمرات، وسيلي ذلك انطلاق خمسة مسارح متنقلة في قرى فقيرة بمحافظات الدقهلية والبحيرة وأسيوط وأسوان وجنوب سيناء.

وأوضح رشيدي رمضان، رئيس قسم العروض الخارجية والخدمات الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، كيفية تكوين المسرح المتنقل وعمله، قائلا إن “هذا المسرح عبارة عن مقطورتين بطول ثمانية أمتار وعرض ستة أمتار، تربطهما حلقة بعربة في المقدمة وهو ما يسهل علينا أخذها إلى أي مكان نريده”، كما أنها مزودة بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة.

ويقدم المسرح المتنقل عروضه لشرائح اجتماعية مختلفة في الهواء الطلق والفضاءات الرحبة، كالساحات العامة والشوارع والحدائق.

وأعرب فنانون مشاركون في المبادرة عن سعادتهم بها، ومن بين هؤلاء الفنان أسامة رمضان، من فرقة الموسيقى العربية بقصور الثقافة بالفيوم، الذي شدد على أن “هذه الفكرة جميلة للغاية، إذ أنها تساعد الناس على التعرف على بعضهم البعض، إلى جانب استكشافهم لثقافتهم، وأن هذا ما شجعه على المشاركة فيها”.

ويرى الفنان جلال عثمان رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أن المصريين في حاجة ماسة للتعلم، وكذلك لمتابعة مختلف الأنشطة الفنية، وإتاحة فرصة أمامهم لاكتشاف مواهبهم.

وتابع أن “ذلك لم يكن ممكنا إلا من خلال تنظيم مبادرة المسرح المتنقل الذي تقوم فكرته على مبدأ أن يذهب الفنانون إلى الجمهور بدل العكس”.

وأضاف أنه “جرت العادة أن يغادر المتفرج منزله لمتابعة العروض، سواء الموسيقية أو المسرحية أو الفنون الشعبية في المسارح، لكن من خلال هذه المبادرة صارت العروض تزور المشاهد أينما كان في قريته أو حتى في الصحراء، في محاولة لعرض مختلف الأنشطة الترفيهية على أكبر عدد ممكن من المصريين”.

ووفقا لعثمان، يكمن الهدف من المسارح المتنقلة أيضا في تقليص المسافات بن الجمهور والعروض الفنية والمسرحية، إذ أن هناك مناطق تعاني الحرمان من الوصول إلى مثل هذه الأنشطة الترفيهية، وهي فرصة لتلبية احتياجات مواطني هذه المناطق الثقافية، بالإضافة إلى نشر برامج توعوية تساعدهم على تغيير بعض الأنماط الفكرية والسلوكية.

المسرح المتنقل يقدم عروضه لفئات اجتماعية مختلفة في الهواء الطلق
المسرح المتنقل يقدم عروضه لفئات اجتماعية مختلفة في الهواء الطلق

وفي منشور للوزارة على فيسبوك، أشارت وزيرة الثقافة، إيناس عبدالدايم، إلى أن قوافل المسارح المتنقلة تطوف كل أنحاء مصر لإعادة تشكيل الوعي ونشر التنوير وتقويم السلوك من خلال برامج إبداعية متنوعة تضم كافة أشكال الفكر والفن، مشددة على أن هذه المبادرة تُمثل نافذة مبتكرة لوصول المنتج الثقافي إلى المناطق الحدودية والأكثر احتياجا.

ولاقت مبادرة المسارح المتنقلة تفاعلا كبيرا بين سكان العاصمة المصرية، الذين سارعوا من مختلف الشرائح العمرية إلى الجلوس في الشرفات أو أمام منازلهم للاستمتاع بالعروض، دون التخلي عن ارتداء الكمامات للوقاية من فايروس كورونا.

وأكدت فاطمة ناجح، وهي إحدى سكان حي الأسمرات بالقاهرة، أن هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها عرضا موسيقيا من شرفة بيتها.

وتضمنت العروض في حي الأسمرات عرضا موسيقيا قدمته فرقة الموسيقى العربية بالفيوم، بالإضافة إلى فقرات إبداعية في الشعر والأدب.

ولفتت ناجح أثناء مشاهدتها لعرض غنائي من الشرفة، إلى أن “هذا الأمر ممتع جدا، كما أنه وفر عليها تعب الذهاب والإياب إلى المسرح، إلى جانب أن مشاهدة عرض فني دون الحاجة للخروج لأنه مقام أمام المنزل غاية في الروعة”.

ويمثل المسرح المتنقل فرصة أمام الممثلين للخروج من حالة الركود التي طالتهم بسبب أشهر من الحجر المنزلي والإغلاق المتكرر بسبب الجائحة.

إعادة تشكيل الوعي
إعادة تشكيل الوعي

 

24