عملية ليّ ذراع بين دمشق وقسد.. فلمن الغلبة

مخاوف من التصعيد في القامشلي باعتبارها تمثل ثقلا مهما للحكومة السورية.
الثلاثاء 2021/02/02
في طريق التصعيد

دمشق - تشهد العلاقات بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق تصعيدا خطيرا، في ظل عملية ليّ ذراع يمارسها الطرفان قد تنتهي بالوصول إلى نقطة اللاعودة.

وفرضت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ”قسد” حصارا على مدينة القامشلي. وقطعت، الاثنين، جميع الطرق المؤدية إلى وسط المدينة الذي يضم المربع الأمني التابع للحكومة السورية.

وكانت مدينة الحسكة شهدت، الأحد، مسيرات احتجاجية لموالين للحكومة السورية انتهت بمواجهات بينهم وبين عناصر ما يسمى قوى الأمن الداخلي الكردية “الأسايش” ما أدى إلى سقوط قتيل وجرح أربعة أشخاص.

ويعود التوتر بين الطرفين إلى إقدام قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري على محاصرة مناطق ومربعات أمنية تابعة للنظام منذ 23 يوما، ردا على إقدام قوات الأخير على فرض حصار على مناطق ذات غالبية كردية في محافظة حلب شمال البلاد.

وتحاصر القوات السورية حيّي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، والمسلمية واحرز وفافين وبلدات وقرى منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي، حيث تمنع دخول وخروج المواد الطبية والغذائية والمحروقات منذ أشهر طويلة، ويفرض حاجز الفرقة الرابعة بمنطقة المسلمية مبالغ مالية طائلة على أهالي المناطق الذين يودّون الخروج والدخول إلى حلب من ريفها الشمالي لاسيما أبناء عفرين، بالإضافة إلى فرض مبالغ طائلة على البضائع والمواد الغذائية والطبية.

وتحاول روسيا التوصل إلى توافق بين الطرفين. وأعربت مصادر مقربة من فريق التفاوض بين الحكومة السورية وقسد عن تخوفها من التصعيد في مدينة القامشلي باعتبارها تمثل ثقلا مهما للحكومة السورية لوجود مطار وقواعد عسكرية بها، إضافة إلى فصائل موالية للقوات الحكومية في الأحياء العربية.

وأكدت المصادر أن أي خطوة يمكن أن تقدم عليها “قسد” في مدينة القامشلي سوف تخلط جميع الأوراق وتمثل تصعيدا خطيرا لا ترغب فيه الولايات المتحدة وروسيا.

ويعكس المنحى التصعيدي الذي اتخذته تطورات الأحداث في شمال شرق سوريا فشل روسيا حتى الآن في تحقيق أي اختراق في هذا الملف ما يجعل جميع السيناريوهات مطروحة، لاسيما مع رصد تعزيزات سورية وروسية إضافية إلى القامشلي.

وذكرت مصادر محلية أن 250 جنديا روسيا وصلوا خلال الأيام العشرة الماضية إلى مطار القامشلي الدولي. وأوضحت أن نحو 150 عنصرا من حزب الله اللبناني وصلوا إلى المطار، الجمعة، وتمركزوا في مقر لقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام قرب المطار.

وبدأت قوات الحكومة السورية تدريب عناصر الدفاع الوطني بالمدينة على الأسلحة الثقيلة تحسبا لأي اشتباكات.

وبعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نجح الأكراد بشكل تدريجي في تأسيس “إدارة ذاتية” في شمال وشمال شرق سوريا مع تراجع نفوذ القوات الحكومية.

وبقيت مؤسسات تابعة للنظام في مركزي مدينتي القامشلي والحسكة، وارتبط وجود النظام هناك بوجود مؤسسات إدارية تابعة له.

وتتهم دمشق الأكراد بشكل دوري برغبتهم في الانفصال، لكن نهاية عام 2019 وبعد هجوم تركي على شمال سوريا، اضطرت القوات الكردية إلى طلب تدخل القوات الحكومية التي انتشرت إلى جانب القوات الروسية الحليفة في شمال وشمال شرق البلاد لإيقاف الهجوم التركي.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 387 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

2