تقسيم الشعراء إلى أجيال زمنية أمر مغلوط

دار الشعر في تطوان تحتفي بتجربة أحمد بنميمون الشعرية من خلال لقاء بعنوان "شاعر بيننا".
الخميس 2021/01/28
بنميمون عنوان مرحلة ورمز جيل شعري

تطوان (المغرب) - أكد الشاعر والكاتب المغربي محمد العربي غجو أن الشاعر أحمد بنميمون قيمة فنية وشعرية وإنسانية كبرى، وهو عنده “عنوان مرحلة ورمز جيل وأيقونة مخاض ثقافي ومجتمعي، وشاهد على تحولات المغرب المعاصر ثقافيا وشعريا وسياسيا”.

وجاء ذلك في لقاء بعنوان “شاعر بيننا”، الذي نظمته مؤخرا دار الشعر في تطوان، حيث أقر غجو أن بنميمون هو عنوان على ولادة القصيدة المغربية الحديثة من رحم المعاناة، وعنوان جيل شعري واجه سلطة الرقابة والمصادرة ففجر الكلمة وفخخ العبارة وأذاب رصاص المرحلة في محلول قصيدة عنفوانية منتفضة جريئة طافحة بمعاني الممانعة والمقاومة.

أحمد بنميمون: أنا متفائل بمستقبل القصيدة في التفعيلية والعمودي والنثر
أحمد بنميمون: أنا متفائل بمستقبل القصيدة في التفعيلية والعمودي والنثر

ورأى غجو أن بن ميمون، بالرغم من كونه شاعرا سبعينيا في المنطلق والمنشأ، وبالرغم من كون نصوصه الشعرية والمسرحية ساهمت في رسم الملامح العامة لشعر تلك المرحلة وطبعتها بميسمها وبصماتها، غير أنه، وضدّ كل منطق تحقيبي، يحاول سجن المبدع داخل أطر زمنية محددة، قائلا “يمكننا الإقرار بأن كتابته الشعرية ظلت مرنة ومنفتحة ومتفاعلة مع كل أشكال الكتابة الشعرية”.

 واختتم المتدخل ورقته باستحضار قصيدة حوارية بين بنميمون وصديقه الراحل عبدالله راجع، أحد أعلام جيله والمنظرين له.

ومن عبدالله راجع، انطلق الشاعر أحمد بنميمون في كلمته حول علاقتهما، ومن ثم بين أن هناك تناولا للشعر المغربي منذ الستينات إلى هذه المرحلة برؤية أخرى تعرّض لها الناقد الشاعر عبداللطيف الوراري، حينما دعا إلى تجاوز اعتبار تقسيم الشعراء إلى أجيال، بل إلى حساسيّاتٍ. وذلك ما تثيره، في رأيه، بأنّ هناك شعراء بدأوا منذ الستينات وما زالوا إلى هذه اللحظة يتابعون الكتابة بالحيويّة نفسها التي كانوا عليها، أو تجدّ قليلا.

ويقر الشاعر بأن العمل برؤية هذا الناقد وتقسيم الشعر والشعراء إلى حساسيات، هو أفضل من التصنيف بأن هؤلاء من جيل الستينات وآخرين من جيل السبعينات إلى الثمانينات، وصولا إلى اللحظة الراهنة.

وتوقف بن ميمون عند مأزق قصيدة النثر، تبعا لموقفه الخاص، مؤكدا أن الكثير مما يكتب اليوم على مدى صفحات طويلة لا صلة له بقصيدة النثر ومقوماتها الفنية، وفي مقدمتها الكثافة الشعرية، كما تحدثت عنها سوزان برنار. لكن شاعرنا يظل متفائلا بمستقبل القصيدة العربية، سواء أكانت تفعيلية أم عمودية أو نثرية.

ويذكر أن برنامج “شاعر بيننا” هو نشاط شعري تقترحه دار الشعر في تطوان، منذ تأسيسها في ربيع 2016، حيث تستدعي شاعرا عربيا أو مغربيا مرموقا، وناقدا يضيء تجربته ويقدمها للقراء. وهي فقرة حوارية، أيضا، يأخذ فيها الشاعر والناقد بأطراف الأحاديث حول راهن القصيدة العربية ومستقبلها.

15