إغلاق شامل في لبنان مع ارتفاع قياسي لعدوى كورونا

معدل الإصابات يزداد بشكل قياسي بعدما سمحت الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة للملاهي والحانات بفتح أبوابها.
الجمعة 2021/01/15
تدابير صارمة

بيروت – بدأ لبنان فجر الخميس إجراءات إغلاق عام أكثر تشددا من سابقاتها تتضمن منع تجول على مدار الساعة لنحو أسبوعين، في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بفايروس كورونا ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المنهك.

وبدت الحركة محدودة في عدد من شوارع بيروت وضواحيها وكذلك في المناطق وأقفلت المؤسسات التجارية والأسواق ومعظم الشركات الخاصة أبوابها.

وقدّرت قوى الأمن الداخلي نسبة الالتزام بالإقفال العام بـ94 في المئة، في وقت سيّرت قوى الأمن وشرطة البلديات دوريات وأقامت حواجز متنقلة للتدقيق بالسيارات وبالتزام الشروط الوقائية.

وازدادت حالات العدوى خلال الأسبوع الماضي بنسبة سبعين في المئة عما كانت عليه في الأسبوع السابق، ما جعل لبنان من البلدان التي تشهد حاليا واحدة من أكبر الزيادات في الإصابات في العالم.

وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الأربعاء إصابته بالفايروس ودخوله المستشفى.

واضطر مصابون خلال الأيام الماضية للانتظار لساعات طويلة في أقسام الطوارئ أو الانتقال من مستشفى إلى آخر بحثا عن أسرّة. وعمدت مستشفيات إلى معالجة مصابين وافدين إليها داخل سياراتهم نتيجة اكتظاظ غرف الطوارئ وأقسام العناية الفائقة والعزل.

وتحدّث المدير العام لمستشفى الجعيتاوي في بيروت الأب بيار يارد عن “وضع استثنائي” ليل الأربعاء الخميس مع تدفّق المصابين الذين يحتاجون لمتابعة طبية. وقال إن قسم الطوارئ في المستشفى استقبل نحو “ثلاثين إلى أربعين” مصابا. وأضاف “امتلأ قسم الطوارئ بمرضى كورونا، لم يعد هناك مرضى عاديون”.

Thumbnail

وغرّد الطبيب فراس أبيض مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، المرفق الحكومي الذي يقود جهود التصدي للوباء، الخميس “في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وحدها، قدم إلى غرفة الطوارئ أربعة مرضى كوفيد أصيبوا بسكتة قلبية. أحدهم شاب في التاسعة عشرة من عمره”. وأضاف “إنه لأمر جاد… لا يمكن للإغلاق أن يفشل”.

وازداد معدل الإصابات بشكل قياسي بعدما سمحت الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة للملاهي والحانات بفتح أبوابها، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المنهار، رغم تحذير القطاع الصحي.

وسجّلت معدلات إصابات يومية قياسية تخطت الخمسة آلاف بينما بلغ عدد المصابين الإجمالي وفق آخر حصيلة الأربعاء 231936 بينها 1740 وفاة.

ويأتي تدهور الوضع الصحي فيما يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر. وأبدت منظمة “أنقذوا الأطفال” (سايف ذي تشيلدرن) الثلاثاء قلقها “العميق” من أن يؤثر الإغلاق على العائلات والأطفال الذين يعانون من أوضاع اقتصادية هشّة، ما لم يتم دعمهم بشكل فوري.

ووافق البنك الدولي الثلاثاء على تقديم مساعدة طارئة للبنان قدرها 246 مليون دولار على شكل تحويلات مالية وخدمات اجتماعية لنحو 786 ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر.

2