"الباب السابع" كتاب يرصد تاريخ السينما بالمغرب

الرباط- بمبادرة من ابنته تودة البوعناني والكاتب عمر برادة صدر بالفرنسية كتاب “الباب السابع” للفنان المغربي الراحل المتعدد المواهب أحمد البوعناني (1938-2011)، حيث أشرفا بمساعدة آخرين على إخراجه في حلة تليق بمكانة صاحبه ككاتب وسينمائي متخصّص في المونتاج.
ويعتبر الكتاب الذي ظل مخطوطا منذ ثمانينات القرن الماضي، بمثابة قراءة ذاتية بقلم مخرج فيلم “السراب” (1979) لتاريخ السينما بالمغرب من 1907 إلى 1986، حيث ضمنه العديد من المعطيات المرتبطة بالأفلام والسينمائيين وبأهم الوقائع السينمائية منذ البدايات الأولى للسينماتوغراف إلى منتصف ثمانينات القرن الماضي مع التذكير بسياقاتها التاريخية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.
ويعكس هذا الكتاب الصادر حديثا عن منشورات كولت بالرباط، في 336 صفحة من الحجم الكبير، والذي تم تزييّن غلافيه الأمامي والخلفي بصورة لزوجته السينمائية نعيمة سعودي (1947- 2012)، مأخوذة من فيلمه المتوسط الطول “المنابع الأربعة” (1977)، في جوانب منه آراء مؤلفه في بعض الأفلام ومواقفه من بعض الوقائع والأحداث السينمائية.
ويبدو من اختياره لعنوان “الباب السابع” أنه معجب بفيلم أندري زوبادا الذي يحمل العنوان نفسه، وهو فيلم يعود تاريخ إنجازه في نسختين بالعربية والفرنسية إلى العام 1947. وبالإضافة إلى صورتي الغلاف تتخلل الكتاب صور أخرى ورسومات بلغ عددها حوالي 40 صورة جلها من أرشيف المؤلف.
وتتوزع مواد الكتاب، بالإضافة إلى مقدّمة بقلم المؤلف وكلمات المشرفين على الإعداد والنشر (تودة البوعناني وعمر برادة وماري بيير بوتيي)، على الأبواب التالية: كانت ذات مرة السينما (1895- 1956): التواريخ الأساسية الكبرى، الليل الكولونيالي (1907- 1956)، بلد الأميرة النائمة هذا، من مسغيش إلى حرب الريف (1907- 1926)، من “روح البلاد” إلى “ابن الغابة البيضاوية” (1927- 1943)، من لون من السينما “العربية” إلى “طبيب رغم أنفه” (1944- 1956)، بصدد مقدّمات الأفلام (تيترات الأفلام)، تاريخ صغير على هامش السينماتوغراف: محمد عصفور يبحث عن الكنز المرصود، بعد ثلاثين سنة (1956- 1986): التواريخ الأساسية الكبرى، المغرب بالأبيض والأسود: الإنتاج الوطني من 1956 إلى 1969، مجلات مصورة: الأنباء المغربية، من أجل نظرة جديدة: الإنتاج الوطني من 1970 إلى 1979، من أجل حفنة صور: الإنتاج الوطني من 1980 إلى 1982، عزلة الممثل، خاتمة: 1983- 1984.
بالإضافة إلى المرفقات الأخرى ككرونولوجيا الأفلام المصوّرة بالمغرب في عهد الحماية، وكرونولوجيا الأفلام المغربية القصيرة (1956- 1985)، وكرونولوجيا الأفلام المغربية الطويلة (1957- 1986) وقاموس السينمائيين المغاربة (122 اسما).
واستند الراحل في كتابه على العديد من المراجع المكتوبة منها الكتب والمجلات والجرائد، فأتى المؤلف محتويا على فهرس للأفلام المذكورة، وفهرس للأسماء المذكورة، بالإضافة إلى الفهرس الإيقونوغرافي (الصور)، ووثائق تاريخية كتقرير “السينما بالمغرب” (1950) لهنري مانغو أول مدير للمركز السينمائي المغربي (1944- 1958)، وملف مجلة أنفاس (العدد الثاني-1966) “من أجل سينما وطنية” بمشاركة ثلة من السينمائيين المغاربة، وجمعية السينمائيين المغاربة: من أجل إنعاش الإنتاج السينمائي الوطني (يونيو 1974)، والفيدرالية المغربية لنوادي السينما: النقد السينمائي المغاربي (مجلة “دفاتر السينما” (العدد 254/255 ديسمبر 1974- يناير 1975).
ويعدّ الكتاب بالعودة إلى مضامينه المختلفة إضافة نوعية للكتب المهتمة بتاريخ السينما بالمغرب، نظرا لما يزخر به من معلومات ومعطيات متنوعة وغزيرة، ونظرا كذلك لكون مؤلفه واكب جميع التجارب السينمائية المغربية الفتية منذ تخرجه من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس في مطلع الستينات من القرن الماضي والتحاقه كموظف بالمركز السينمائي المغربي، المؤسسة العمومية المشرفة على قطاع السينما بالمغرب، وهو الذي مكنه اشتغاله بهذا المركز من مشاهدة جل الأفلام المغربية التي يتوفر بها أرشيف، بما في ذلك نماذج من الأفلام المصوّرة في المرحلة الكولونيالية.
كما مكنه من المساهمة في صنع العديد من الأفلام القصيرة والطويلة والربورتاجات السينمائية المختلفة الأشكال والمواضيع على امتداد ما لا يقل عن ثلاثين سنة.
وأهدى أحمد البوعناني كتابه إلى زوجته نعيمة سعودي، التي ساعدته كثيرا في مسيرته المهنية، وإلى ذكرى المخرج أورسن ويلز، الذي شارك بتحفته “عطيل” في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في العام 1952 ممثلا المغرب في المسابقة، وإلى أندري زوبادا مخرج فيلمي “الباب السابع” (1947) و”عرس الرمال” (1948).
![]()
|
![]()
|