تحدي ترامب: بناء منصة اجتماعية خاصة تعوضه عن تويتر

واشنطن – قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، إنه سينظر في بناء منصته الخاصة، وذلك بعد أن أوقفت شركة تويتر حسابه نهائياً، الجمعة 8 يناير 2021، خشية حدوث المزيد من التحريض على العنف، بعد اقتحام المئات من أنصاره لمبنى الكونغرس الأربعاء الماضي.
ونشر ترامب تغريدات على حساب الرئاسة (قبل أن يتم حذفها أيضاً)، بعد أن حظرت شركة تويتر حسابه الشخصي الذي يتابعه أكثر من 89 مليون متابع، في أحدث ضربة يتلقاها الرئيس المنتهية ولايته قبل أيام من موعد مغادرته للسلطة، والمقرر يوم 20 يناير 2021.
وهاجم الرئيس الأميركي موقع تويتر، واتهم إدارته بالتآمر لإسكاته، والتنسيق مع الديمقراطيين واليسار الراديكالي لوقف حسابه، كذلك أشار إلى أنه سينظر في بناء منصته الخاصة، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل حول ذلك، معتبراً أنه لولا المادة 230 من قانون الاتصالات لما كان تويتر ينجو بفعلته.
وتنص المادة 230 من القانون الذي أقره الكونغرس في العام 1996، على أن مواقع التواصل الاجتماعي محمية من الدعاوى القضائية المحتملة الخاصة بالتعليقات ومقاطع الفيديو التي ينشرها المستخدمون حتى في حالة ارتباطها بخطاب الكراهية أو الدعاية الإرهابية.
وقبل أن يتخذ موقع تويتر قراره بالإيقاف النهائي لحساب ترامب، حظرت شركة فيسبوك المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الذي يحمل الاسم ذاته، وتطبيق إنستغرام، حساب ترامب. وقامت منصتا تويتش وسنابشات أيضاً بتعطيل حسابات ترامب، بينما قامت منصة “شوبيفاي” بإزالة المتاجر عبر الإنترنت التابعة للرئيس المنتهية ولايته، كما قامت منصة “ريديت” بإزالة مجموعة فرعية تابعة لترامب.
كما حظر تويتر الموالين لترامب بما في ذلك مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين في عملية تطهير واسعة النطاق للحسابات التي تروج لنظرية المؤامرة وتمرد الكابيتول، كان لبعضها مئات الآلاف من المتابعين.
وقال ترامب في بيان “كنا نتفاوض مع مواقع أخرى مختلفة، وسنصدر إعلانًا كبيرًا قريبًا، بينما ننظر أيضًا في إمكانيات بناء منصتنا الخاصة في المستقبل القريب”. ويتوقع خبراء أن المنصة لن يتم إطلاقها بين عشية وضحاها.
وأحدثت الخطوة التي أقدمت عليها تويتر بإيقاف حساب دونالد ترامب الشخصي بشكل دائم، كثيراً من ردود الفعل على المنصة ذاتها التي ضجت بأصوات المؤيدين والمعارضين للقرار الذي يُعتبر مصيرياً لشخص “يحتاج تويتر مثل حاجته للأكسجين”، وفق ما قاله محاميه السابق مايكل كوهين.

من جانبه، علّق السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على قرار تويتر، وهاجم الأخير في سلسلة من التغريدات كتبها على حسابه في تويتر. وقال غراهام إن قرار موقع تويتر حيال توقيف حساب ترامب يعتبر خطأً جسيماً، واعتبر أن السماح للمرشد الإيراني علي خامنئي بالتغريد على تويتر، مقابل منع ترامب من ذلك، “يشي بالكثير عمن يديرون تويتر”، على حد تعبيره.
وشجبت نيكي هيلي سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة في تغريدتها الخطوة قائلة “إسكات الناس، فضلاً عن الرئيس الأميركي، يحدث في الصين وليس في بلادنا، هذا غير معقول”.
فيما قال دونالد جونيور في تغريدته “إننا نعيش قصة 1984 التي كتبها أورويل. حرية التعبير لم تعُد حاضرة في أميركا. لقد ماتت مع شركات التكنولوجيا الكبرى، وما تبقى منها أصبح حكراً على قلة مختارة”.
من جانبه، وصف مارك وارنر، السيناتور الديمقراطي الذي كثيراً ما ينتقد وادي السيليكون، تعليق حساب دونالد ترامب بأنه “خطوة متأخرة”. وأضاف كذلك “من المهم أن نتذكر أن هذا أكبر بكثير من شخص واحد، الأمر يتعلق بمنظومة كاملة تسمح للمعلومات المضللة والكراهية بالانتشار والتفاقم دون رادع”.
ويتوقع أستاذ الإعلام المدني إيثان زوكيرمان، من جانبه، أن يؤدي إلغاء منصة ترامب إلى تحولات مهمة عبر الإنترنت. وأضاف “قد يكون هناك انقسام سريع لعالم وسائل التواصل الاجتماعي على أسس أيديولوجية”. وتابع “ترامب سوف يجذب الكثير من الجمهور أينما ذهب. وقد يعني ذلك المزيد من المنصات مع جمهور أصغر ومعزول أيديولوجيًا”.