انتهت مظلومية قطر وتجددت مظلومية الإخوان

الرياض – يتصدر هاشتاغ #لا تقتلوا_سلمان_العودة قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على تويتر.
ومنذ أسبوع يرتفع “الصراخ” الإلكتروني للتذكير بمظلومية الداعية السعودي سلمان العودة القابع في السجن والمطالبة بالإفراج عنه لأنه اقترف “ذنبا وحيدا يتمثل في نشر تغريدة: اللهم ألِّفْ بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
وقبل مدة قصيرة كانت “مظلومية قطر” ترند برعاية الماكينة الإعلامية في وقت بدا فيه الخطاب الإعلامي القطري متناقضا بين “المظلومية” و”مزاعم الانتصار”.
وانتشرت عدة هاشتاغات على تويتر، على غرار #لا تقتلوا_سلمان_العودة و#سلمان العودة، تفاعل معها مؤثرون قطريون وغيرهم ممن يعملون في المنصات الإعلامية القطرية وهم إعلاميون من مختلف الدول العربية تقطعت بهم السبل في قطر معاضدين بالآلاف من الحسابات الوهمية وحسابات لـ”منظمات” تحمل علامة التوثيق الزرقاء.
وكان سلمان العودة قد اعتُقل في سبتمبر عام 2017، ضمن أكثر من عشرين شخصا آخرين بتهم تتعلق بـ”الإرهاب والتآمر على الدولة”. وقالت منظمة العفو الدولية إنه اعتقل بعد ساعات قليلة من كتابته تغريدة رحب فيها بتقارير عن مصالحة محتملة بين السعودية وقطر.
وانتقد العودة في السابق النظام السعودي، ثم التزم الصمت، أو أحجم عن تأييد السياسات السعودية علنا، بما في ذلك خلاف الرياض مع قطر.
وقال مغردون إن العودة اعتقل بسبب تلك التغريدة، ويجب اليوم أن يفرج عنه بعد انتهاء الأزمة الخليجية.
وقال ابن الداعية، عبدالله العودة، في تغريدة على هامش المصالحة الخليجية:

ويشير عبدالله إلى تغريدة نشرها حساب وكالة الأخبار السعودية “واس” التي نقلت فيها عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قوله إن “سياسة المملكة بقيادة #خادم_الحرمين_الشريفين قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية وتسخير كافة جهودها لما فيه خير شعوبها وبما يحقق أمنها واستقرارها”.وقال حساب معتقلي الرأي الموثق الذي لا يعرف من يديره: 

وأضاف:

وسبق لعبدالله العودة أن أعلن “للأمة العربية الإسلامية والعالم” في سلسلة تغريدات أن والده يتعرض “لموت بطيء” في سجنه بالسعودية.
وقال حساب تركي الشلهوب الذي يدعي أنه معارض سعودي فيما يؤكد مغردون أنه ليس سوى حساب آلي وهمي “السجون وُجدت للمجرمين واللصوص وقُطّاع الطرق والمفسدين.. أما في السعودية فقد أصبحت مقابر للأحياء من المصلحين والمفكرين وأصحاب الرأي والنصيحة”.
ويعرف عن الدعاة السعوديين، على غرار محمد العريفي وسلمان العودة، الذين انسحبوا من الواجهة بعد احتكارها لسنوات طويلة، فتاواهم وتصريحاتهم الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين وسياسات دولة قطر حتى أنهم التزموا الصمت خلال الأزمة الخليجية ما فسر على أنه “انتصار لقطر ضد بلادهم”.
وعادت قطر من خلال قضية العودة إلى استخدام سلاح التجييش الديني من بوابة المظلومية، كوسيلة للضغط النفسي على الآخرين وإشراكهم في الشعور باضطهاد الآخرين، وهي لعبة الإخوان بامتياز.
ووفق خبراء، فإن القطريين وحلفائهم من الإخوان، أنظمة وجماعات ومؤسسات مدنية واقتصادية، يجيدون سحب الصراع السياسي إلى أرضية الصراعات الشعبوية، وهي حيلة تجيدها الكيانات التي تستلهم قوتها ووقودها من رأي عام مغيب عبر تجييش ميليشياتها الإلكترونية لبث دعايتها.
ومنذ 2011 تستهدف قطر المجتمع السعودي بالتشكيك في سياسات السعودية واستغلال بعض القضايا الاجتماعية بإثارتها وتضخيمها.
وتجيد قطر في لعبتها الإعلامية تجنيد ما يسميه البعض “تجار الكلمة والقلم” تحت مسميات مختلفة تتنوع بين محللين وصحافيين ومفكرين وخبراء للترويج لوجهة النظر القطرية حتى أن بعضهم انقلبوا حتى على بلدانهم الأصلية.
وغرد إخواني موريتاني يدرس في جامعة قطرية:
mshinqiti@

خير ما ندعو به الليلة وأنسبُه بعد #فتح_الحدود بين قطر والسعودية، هو دعاء الشيخ العلّامة المصلح #سلمان_العودة “اللهم ألِّفْ بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
ويمتهن الإعلام القطري التضليل الإعلامي عبر تجزئة الصورة وبعثرتها ليقدم مشهدا مزيفا، مركزا على ما يساعد على إبراز المظلومية.
وفي المقابل بدت الردود السعودية على تويتر خجولة. ولا تعرف حد اللحظة الإستراتيجية الإعلامية التي ستعتمدها السعودية في مواجهتها الإعلامية القادمة مع قطر، إذ أن الحسابات السياسية تختلف كليا عن حسابات الرأي العام التي تعمل كل دولة جاهدة على كسبها في صفها.
وقال مغرد سعودي:

ولم يشرح المغرد تفاصيل القضية في تغريدته التي لقيت تفاعلا كبيرا.
وتسيطر السلطات السعودية على تويتر واستطاعت تسخير مغردين مؤثرين لفائدة الدفاع عن سياساتها وقيادة الرأي العام في الكثير من الأحيان.