أمة الدكاكين تتأقلم مع الحجر الثالث

الإنترنت تفتح قنوات التواصل التجاري مع العملاء.
السبت 2021/01/09
التكيف مع المناخ الاقتصادي الاستثنائي

تأقلمت الدكاكين في العاصمة البريطانية لندن مع الحجر الصحي الثالث حيث تكيّفت مع المناخ الاقتصادي الاستثنائي، واستكشفت قنوات تواصل جديدة مع الزبائن، عبر الانتقال إلى الإنترنت بهدف تلبية حاجيات المستهلكين.

لندن - تكيّف أصحاب الدكاكين في لندن مع الحجر الصحي الثالث، حيث يظهر ذلك بوضوح في ازدهار التجارة عبر الإنترنت لمتاجر المواد الغذائية المستقلة، حرصا على بقاء البريطانيين في منازلهم وتسوقهم محليا.

قبل عام، كانت مدربة اليوغا بريندا وارد تتنقل بين الفنادق وصالات الألعاب الرياضية والمدارس لتقديم دروسها. لكن، مع دخول لندن في فترة الحجر رقم 3، استقرت بغرفة معيشتها واستقبلت الطلاب الذين تواصلت معهم عن طريق مكالمات الفيديو.

وبعد أن نقلت جميع دروسها إلى الإنترنت، انضمت المدرّبة البالغة من العمر 53 عاما إلى مجموعة من أصحاب الأعمال الصغيرة الباحثين عن طرق للتكيف مع عمليات الإغلاق التي أفرغت الشوارع الرئيسية من روادها وأدت إلى تراجع النشاط الاقتصادي.

وقالت مدربة اليوغا لرويترز عبر الهاتف من منزلها الذي تحول إلى استوديو في شمال غرب لندن “أظن أنني أصبحت أكثر انشغالا مما كنت عليه قبل الوباء”، مضيفة أنها فوجئت تماما بمدى نجاحها في تنظيم حصص التدريب عبر منصة الفيديو “زوم”.

وبموجب الإغلاق الأخير، توجّه الكثيرون إلى العمل من المنزل كلما أمكن ذلك. وتقرر إغلاق أماكن الضيافة والمتاجر غير الضرورية. وطال هذا الحجر الرياضة المنظمة في الداخل والخارج باستثناء مسابقات النخبة.

وتواجه العديد من الشركات المستقلة صراعا من أجل البقاء، ويقول اتحاد الشركات الصغيرة إن حزمة الدعم الجديدة التي بلغت 4.6 مليار جنيه إسترليني (6.25 مليار دولار) للشركات المتعثرة لم تكن كافية لمساعدة الشركات الصغيرة التي تمر بمرحلة عصيبة.

وحسب تقديرات الحكومة هناك نحو 5.9 مليون شركة صغيرة في بريطانيا، يقل عدد موظفيها منفردة عن 50 موظفا. لكنها تجمع مشتركة 13 مليون شخص.

ونظرا إلى أن الوباء يعيد تشكيل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، يجد العديد من المواطنين (سواء كانوا هواة لتربية الكلاب أو خبازين أو موسيقيين) طرقا للتكيف.

6.25

مليار دولار حزمة الدعم الجديدة للشركات المتعثرة لم تكف للتخفيف من الضغوط

قال رحيل أحمد، وهو رئيس المنتجات الاستهلاكية في باركلايكارد “تأقلمت العديد من الشركات الصغيرة طوال الوباء، ولم تتردد في التكيف مع المناخ الاقتصادي الحالي، وأقبلت على استكشاف قنوات جديدة للوصول إلى الزبائن بعد انتقال العديد منها إلى الإنترنت لأول مرة”.

على الرغم من الانخفاض بنسبة 7.1 في المئة في إنفاق المستهلكين في 2020، أظهرت البيانات ازدهار التجارة عبر الإنترنت لمتاجر المواد الغذائية المستقلة مع بقاء البريطانيين في منازلهم وتسوقهم محليا.

نقل المحترفون (من أطباء نفسيين ومعلمين ومدربي اللياقة البدنية) أعمالهم إلى الإنترنت بعد أن أنهت عمليات الإغلاق الاختلاط الشخصي، فوجد البعض أنهم يجتذبون زبائن جددا نتيجة لذلك.

وقال روب ويذرهيد، وهو مستشار رقمي يقيم في بلدة بولتون بشمال لندن، إنه بينما كان يعمل لصالح الشركات القريبة قبل انتشار الوباء، أصبح اليوم يخدم لفائدة زبائن من جميع أنحاء العالم. وتابع قائلا “لا يهم حقا ما إذا كنت على بعد ميل واحد، أو مئة ميل، أو ألف ميل”.

استفاد البعض من تغيير أنماط المستهلكين، مثل خدمات توصيل الطعام وشركات المنتجات الغذائية للكلاب التي تلبي احتياجات مربي الحيوانات العالقين في منازلهم.

وقد شهدت شركة توصيل الخضروات “تاور غرين هامليتس” في لندن ارتفاعا من حوالي 100 اشتراك في بداية العام الماضي إلى 500 خلال الإغلاق الأول في أبريل حين فرّ المتسوقون من محلات السوبر ماركت المزدحمة وطوابيرها.

وقالت جاكي برانيف، وهي من مالكي الشركة “كان الأمر جنونيا. تمثّل الهدف الأساسي في إطعام الناس ومحاولة إبقائهم في منازلهم”.

انطلق بعض الأشخاص في مشاريع جديدة بعد خسارتهم لوظائفهم بسبب فايروس كورونا المستجد. وأسس غوس ديري، البالغ من العمر 23 سنة، شركة “باكس بروذرز جين” مع أشقائه جيك وماكس بعد تسريحه من وظيفته كمهندس في رياضة المحركات الآلية في سبتمبر. واستهلّت الشركة نشاطها في أكتوبر، وجمعت 40 ألف جنيه إسترليني في الأسابيع الثمانية الأولى من عملها.

وعلى الرغم من أن الإغلاق سيضعف بعض الفرص، لا يزال الإخوة يشهدون مبيعات ثابتة ويطوّرون مجالات نشاطهم تحسبا لاستئناف المزيد من الاختلاط في الصيف إذا انخفضت حالات الإصابة بالفايروس. ويبقى ديري راضيا عن هذا العمل الجديد، بل ويفضّله على منصبه السابق في الهندسة.

10