"إيجيبت آرت فير".. يجمع التشكيليين بعدما فرقهم الوباء

القاهرة - تستعد العاصمة المصرية لعقد الدورة الثانية من المعرض الدولي للفنون “إيجبت آرت فير” الذي من المقرر انطلاقه في الفترة الممتدة من 12 إلى 14 فبراير القادم.
ويجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة للمعرض الذي سيجمع تشكيلة متنوعة من الفنانين والفنانات من كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويعد “إيجيبت آرت فير” الحدث الأول من نوعه الذي يجمع مجموعة واسعة من الفنانين العرب والمُهتمين والنقاد والرعاة وجامعي الأعمال الفنية من كافة أنحاء المنطقة. وسيُساهم هؤلاء المُشاركون جميعا بحضورهم الفاعل في إثراء الحدث بالمزيد من الحوار والتفاعل بين الجمهور والفنانين والنقاد والعارضين والعاملين في القطاع التشكيلي بما يضمن تطوّر هذا الفن مستقبلا.
وستنضمّ هذا العام إلى مجلس أمناء المعرض مجموعة بارزة من الشخصيات العامة والفنانين والأكاديميين، من بينهم على سبيل المثال الفنان أحمد نوار، ومحمد عبلة، والفنانة السورية كندة علوش، بالإضافة إلى نخبة بارزة من رجال الأعمال والشخصيات العامة.
ويسعى المعرض الدولي الذي يعدّ أكبر حدث فني من نوعه تشهده القاهرة، إلى مدّ خيوط الحوار والتعاون بين الفنانين وأصحاب صالات العرض التشكيلي (الغاليريهات) والجمهور من كافة الأطياف، وخاصة جامعي الأعمال الفنية والقيمين والنقاد، وكذلك المهتمين بالممارسات الفنية الحديثة والمعاصرة في مصر والمنطقة العربية.
قال عضو مجلس الأمناء محمد يونس إنّ “هذه الدورة تأتي في ظل ظروف استثنائية عصيبة فرضها وباء كورونا على النشاط الثقافي والاقتصاد العالمي، ما استلزم منا المزيد من التحدي والجهد، وعلى الرغم من وجود هذه التحديات والصعاب إلا أن الإصرار على تنظيم هذا الحدث الهام في مثل هذا التوقيت، يُعدّ فرصة سانحة لحركة الفن في مصر والمنطقة من أجل النهوض من جديد، ومؤشرا للتعافي من هذه المحنة القاسية التي ألمّت بالمنطقة والعالم أجمع”.
ويضيف يونس أنّ “معرض مصر الدولي للفنون هو أحد الفعاليات الدولية الهامة والطموحة، الساعية للتواصل الجاد والمُثمر بين المُهتمين بالفن من مؤسسات وأفراد، ونعني بالفن هنا الممارسة الإبداعية بمعناها الأوسع والأشمل وعلاقتها الضرورية والأكيدة بكافة المجالات والنشاطات الأخرى”.
و”إيجيبت آرت فير” كغيره من التظاهرات الدولية في مجالات فنية عديدة، التي اختارت أن تتحدى جائحة كورونا وتلتزم بتدابير الوقاية وببروتوكول صحي صارم على أن يتم إلغاؤها بسبب الإغلاق أو ارتفاع الإصابات بكوفيد – 19، ونذكر منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وتستضيف الدورة الثانية لمعرض مصر الدولي للفنون طيفا واسعا من الإنتاجات الفنية لمُبدعين من مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي تمثل فرصة حقيقية لتأسيس نهج جديد من التعاون الفني البنّاء بين عواصم المنطقة العربية كافة.
ولهذا الغرض وُجهت الدعوة للمشاركة إلى أفراد وغاليريهات ومؤسسات فنية من مصر والعالم للمساهمة في إثراء المشهد الفني في القاهرة بمزيج من التجارب الإبداعية الخلاقة، على أمل أن تسهم هذه التوليفة الفنية المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري والعربي.
ووجه معرض مصر الدولي للفنون الدعوة إلى جميع المشاركين في هذه الدورة من أجل الحوار والتباحث البناء حول التحديات التي تواجه المُهتمين بالعملية الإبداعية عبر سلسلة من حلقات النقاش والندوات التي ستنظمها وتديرها نخبة من الفنانين والنقاد والقيمين.
كما ستتاح لهم فرصة الاطلاع سويا على العشرات من التجارب والأساليب الإبداعية الخلاقة لفنانين من مصر والعالم، يتشاركون معا في فضاء العرض نفسه تحت سماء القاهرة.
وأقيمت الدورة التأسيسية لـ”إيجيبت آرت فير” على مدار يومي 8 و9 مارس 2020 بالقاهرة، وشهدت إقبالا كثيفا حيث تخطى عدد الحضور 4500 زائر.
وشارك فيها نحو 100 فنان تشكيلي من بينهم 20 من الفنانين العرب والأجانب، الذين يعتبرون من الرواد بالإضافة إلى فنانين معاصرين من جيل الوسط وصولا إلى جيل الشباب، ومن مختلف المجالات الفنية كالنحت والرسم والتصوير. كما شارك أكثر من 12 غاليري بعرض أعمال مشتركة.
وتعددت الاتجاهات الفنية وتنوعت المدارس التشكيلية المشاركة كالتعبيرية والواقعية والتجريدية والسوريالية وغيرها من معالجات وصياغات وتقنيات الفنون المعاصرة.
وتضمنت الدورة الأولى محاضرات ومؤتمرات فكرية قدمها خبراء في الفن التشكيلي للفنانين الشباب، بهدف تشجيعهم على مواصلة الإبداع، ومن بينها محاضرة للفنان محمد عبلة عن الفن المعاصر ومشاكله ومستقبله، ومحاضرة عن أهمية “الآرت فير”، وأخرى عن سبل تسويق واستثمار التصوير الفوتوغرافي لخالد أبوالذهب ونجيب معين، كما ألقى الفنان أشرف رضا محاضرة عن الحركة التشكيلية الحديثة وإشكاليات سوق الفن التشكيلي.
وجاءت خطوة تأسيس “إجيبت آرت فير” إثر نجاح مثل هذه المعارض عالميا وخاصة تجربة لبنان، حيث يقام سنويا “بيروت آرت فير” ليجمع الفنانين المحليين بتشكيليين من المشرق وشمال أفريقيا، كي يقتسموا التجربة الإبداعية ويطوروا الساحة التشكيلية عاما تلو آخر.