الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة نقص الغذاء

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - طورت شركة أميركية تعمل في مجال تقنيات الزراعة فكرة جديدة ربما تساعد في مستقبل الأمن الغذائي.
يأتي ذلك في ظل غموض مستقبل الأمن الغذائي في العالم الذي بات يمثل مصدر قلق كبير، لاسيما في ضوء الزيادة الكبيرة في أعداد البشر بالتزامن مع تناقص مساحة الرقعة الزراعية.
وتعتبر مشكلة الطلب المتزايد على الغذاء أحد أهم التحديات المستقبلية التي تواجهها البشرية على كوكب الأرض، مع وصول عدد سكان العالم نحو 8 مليارات في ظل تطوّر العلوم الطبية التي أنقذت الملايين من الأرواح، وقد تتفاقم المشكلة مع توقع وجود 2 مليار إنسان إضافي لإطعامهم بحلول عام 2050.
ويبدو أن الحل الذي تقدمه الشركة الأميركية، ومقرها مدينة سان فرانسيسكو، يعد بمستقبل مميز للزراعة، وهو الأمر الذي استرعى انتباه أرباب التكنولوجيا والأعمال مثل إريك شميدت رئيس غوغل السابق، وجيف بيزوس مؤسس أمازون وبنك سوفت، الذين قدّموا جميعا تمويلا وصلت قيمته 400 مليون دولار أميركي.
وكانت منظمة “ناشيونال جيوغرافيك” المعنية بحماية البيئة وتنبأت مؤخرا بأنه بحلول عام 2050، سيكون هناك أكثر من ملياري إنسان إضافي يتعين إطعامهم، في حين أن المساحات الصالحة للري والزراعة سوف تظل كما هي دون تغيير.
ويرغب نات ستوري، الذي سهم في تأسيس شركة “بلينتي”، في ابتكار أسلوب جديد للزراعة، وتدور فكرة ستوري حول إقامة حقول رأسية في أجواء مناخية يتم التحكم فيها بشكل اصطناعي.
وتقول الشركة إن مساحة الحقل الرأسي لن تتجاوز 2 فدان ولكنها سوف توفر كمية من الخضروات والفاكهة تعادل إنتاج حوالي 720 فدانا من الأرض الزراعية.
ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية، سوف يتم التحكم في ظروف المناخ والإضاءة والري بواسطة روبوتات تعمل تحت منظومة للذكاء الاصطناعي. وتتم محاكاة ضوء الشمس بواسطة لوحات LED، لذلك تتم زراعة الطعام في أفضل الظروف على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وتتم إعادة تدوير المياه واستعادة المياه المتبخرة، ما يجعل نسبة الهدر قريبة من الصفر.
وتهدف التجربة إلى أن تتواصل الزراعة في ظروف مثالية على مدار العام، فضلا عن إعادة تدوير الماء الناتج عن عملية التبخر الزراعي واستخدامه في الري مرة أخرى.
وتقوم منظومة الذكاء الاصطناعي بمتابعة نمو المحاصيل وإدخال تعديلات بشكل مستمر على الظروف البيئية المحيطة مثل الحرارة وكمية المياه والضوء من أجل توفير أفضل ظروف لنمو المحصول.
وأكدت النتائج أيضا أن طريقة الزراعة تلك فعَّالة للغاية، حيث تستخدم 99 في المئة أقل من الأراضي و95 في المئة أقل من المياه من عمليات الزراعة العادية. وأكد أحد المسؤولين في الشركة أن تلك التقنية يمكن تنفيذها حتى في المحلات التجارية الكبرى نظرا لحاجتها لمساحة صغيرة.
ونقل الموقع الإلكتروني “تيك إكسبلورر” المتخصص في التكنولوجيا عن ستوري قوله “تخيل وجود مزرعة بمساحة 1500 فدان يتم دمجها داخل مساحة لا تزيد عن حجم متجر بقالة، مع تحقيق زيادة في المحاصيل الزراعية بواقع 350 ضعفا”.
وأكد أنه في هذا العصر الذي تتأثر فيه أنشطة الزراعة بالأمراض وحرائق الغابات والأعاصير، سوف تلعب الفكرة التي تقدمها شركة بلينتي دورا رئيسيا في استقرار سلسلة الغذاء في المستقبل.