منع التغطية الصحافية في الشوارع العراقية يصبح ظاهرة

بغداد - اقتحم عناصر من القوات الأمنية في منطقة بغداد الجديدة موقع تصوير قناة “البغدادية”، أثناء تغطية خاصة لفريق العمل في البث المباشر للبرنامج الصباحي، وطالبوه بإيقاف التغطية، في حادثة تتكرر مرارا وأصبحت بمثابة قاعدة في حين أن استمرار التغطية دون معوقات أصبح استثناء في الشوارع العراقية.

وأفاد مراسل قناة “البغدادية” رامي الحمداني لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة، بأنه كان برفقة زميله المصور باسم محمد، في تغطية خاصة عن ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية وتأثيره على المواطنين.

وأشار الحمداني إلى أنه أوعز إلى زميله المصور لإنهاء التغطية ومغادرة المكان بعد أن ساد التوتر عناصر الأمن المتواجدين هناك.

ولا يكاد يمر يوم دون أن يشتكي إعلامي أو صحافي من حوادث مماثلة، بالمنع من التغطية أو التصوير أو تلقي تهديدات بسبب العمل الصحافي، من قبل أطراف عديدة. وأشارت الجمعية إلى تكرار أسلوب منع التغطيات الصحافية، وعدم قيام وزارة الداخلية بمعالجة سلوكيات عناصرها إزاء وسائل الإعلام، وعدته انتهاكا لحرية العمل الصحافي، وتكميما للأفواه.

وطالبت الجمعية وزارة الداخلية والجهات المختصة بمراعاة مبادئ الدستور، الذي أتاح حرية العمل الصحافي، ووضع حدا للاعتداءات المتكررة التي تصدر من القوات الأمنية بحق الصحافيين أثناء أداء واجباتهم الصحافية.

ووثقت الجمعية الأربعاء، أكثر من 300 انتهاك ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في البلاد خلال 2020، كان أخطرها خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام بالتزامن مع الاحتجاجات وسط وجنوبي البلاد.

وقالت في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني “تم اغتيال 4 صحافيين وإصابة 10 آخرين، مع حالتي تهديد بالقتل والتصفية الجسدية، واعتقال 74 صحافيا والاعتداء على 167 آخرين”.

كما رصدت الجمعية أيضا “14 هجوما مسلحا ضد صحافيين ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى إغلاق 31 فضائية ومؤسسة إعلامية، وكذلك 3 حالات لرفع دعاوى قضائية وإصدار أحكام وأوامر مذكرات قبض بحق صحافيين”.

وتعهدت السلطات العراقية مرارا بحماية الصحافيين وحرية التعبير في البلاد، وترجع سبب إغلاق القنوات والمؤسسات الصحافية إلى مخالفة قوانين النشر المطبقة في البلاد.‎

وجاء العراق في المرتبة 162 من أصل 180 دولة بالعالم، في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2020 الذي أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود”.