سياسيون يباركون هجوم أنصار عون على قناة "الجديد" اللبنانية

استنكار أوساط صحافية وأحزاب سياسية الاعتداء على مبنى قناة “الجديد”.
الجمعة 2020/12/18
تأجيج غضب الأنصار والتحريض ضد القناة

بيروت - استنكرت أوساط  صحافية وأحزاب سياسية الاعتداء بالحجارة والعصي على مبنى قناة “الجديد”، إثر مقدمتها الإخبارية عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بينما بارك قياديون في الحزب الهجوم على القناة وساهموا بالتحريض عليها.

واحتفى منصور فاضل نائب رئيس التيار الوطني الحر لشؤون الشباب، بالهجوم على القناة معتبرا من قاموا به أبطالا، وقال في تغريدة “يُغطي الوحل الجوهرة، لكنه لا يستطيع تلطيخها. وما أجمل العمل الذي قام به بعض الأبطال بالأمس، لأنه كان نزيهاً وصادقاً”.

وجاء ذلك إثر بث قناة “الجديد” مقدمة في نشرة أخبار مساء الثلاثاء، قالت فيها إن “مصادر الزائرين لقصر بعبدا تؤكد أن الرئيس ميشال عون بات لا يصحو إلا على نصف اللقاء وتأخذه الغفوة ويطيب له النوم في عز النقاش وهذه الواقعة تؤكدها أربعة مصادر كانت لها فرصة الاجتماع بالرئيس وخرجت بانطباع يعلوه النعاس السياسي العميق”.

وتابعت “الرئيس تنتابه أيضا عوارض النسيان التي وضعته على نكران تام حيال ما جرى الاتفاق عليه في 12 جلسة مع الرئيس المكلف وهذا النكران تسبب بالتعطيل فيما عكس تيار جبران التهمة وألقى بها على الرئيس الحريري ودعاه إلى وقف المشاركة أو افتعال إشكالات وتصعيد المواقف واختلاق مخاطر تهدد موقع رئاسة الحكومة”.

منصور فاضل: ما أجمل العمل الذي قام به بعض الأبطال بالأمس

وبعد وقت قصير، اعتدى مجموعة من أنصار حزب التيار الوطني الحر على مبنى “الجديد”، وذكرت القناة أن عددًا من أنصار التيار الوطني الحر والرئيس عون تجمعوا أمام مبنى القناة ثم انهالوا بالسباب والشتائم على الموظفين والعاملين بالمحطة وقاموا برشقهم بالحجارة والعصي.

وبثت مقطع فيديو يظهر تجمع عدد من الشباب ويوثق آثار الاعتداء على مبنى القناة.

وتوالت ردود الفعل المستنكرة للاعتداء، وأصدر المكتب الإعلامي المركزي في “التجمع الوطني الديمقراطي” بلبنان ولجنة حقوق الإنسان والحريات في التجمع، بيان استنكار، ودعا “الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية إلى توقيف المعتدين ومحاسبتهم، وإنزال أشد العقوبات في حقهم، لانتهاكهم حرية الرأي والتعبير بالعمل العنفي اللاسلمي المدان والمرفوض”.

وأبدى في بيان رسمي، تضامنه “المطلق مع الكلمة الحرة ومع قناة الجديد لفضحها مواقع الفساد في إدارات الدولة المختلفة”. ودانت مبادرة “إعلاميون من أجل الحرية” في بيان الاعتداء على مبنى قناة “الجديد”، ورأت أنّه “يشكل انتهاكاً صارخاً للحريات الإعلامية على أيدي من يجاهرون بكونهم تيار رئيس الجمهورية ميشال عون، كما يمثل السقف الأعلى من الإفلاس الذي وصلت إليه السلطة الحاكمة”.

وعلى الضفة الأخرى، ساهم سياسيون موالون للرئيس عون مع أعضاء من حزب التيار الوطني الحر وقيادييه في تأجيج غضب الأنصار والتحريض ضد القناة، حيث هاجم عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أنطوان بانو القناة على حسابه عبر تويتر، وكتب “يقولون الإعلام المأجور يرفّع العميل ويعتّم على الأصيل. جملة تلخّص ممارسات قناة الجديد الموبوءة: إشاعات تضليلية، كتابات تحريضية، أبواق إعلامية وأقلام مأجورة بمحاولة فاشلة لاستهداف رمز الكرامة فخامة الرئيس. كرامته من كرامتنا ولن يقوى عليه ولا علينا مجموعة من اللصوص المرتهنين الفاسدين”.

وتوالت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات والهجمات على الصحافيين ووسائل الإعلام في لبنان في غياب أي حماية من قبل الدولة، وفق ما أكد عدد من الإعلاميين الذين تعرضوا لاعتداءات وتهديدات خصوصا من قبل الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل.

18