إفراط الرياضيين في شرب السوائل يؤدي إلى التسمم المائي

واشنطن- لا يمكن التغافل عن شرب المياه، فهي تمثل نحو ثلثي وزن الجسم، وتنقل المغذيات والفضلات في مختلف أرجائه. كما تنظم المياه درجة حرارة الجسم وتعمل على التخفيف من الاحتكاك بين المفاصل وامتصاص الصدمات، وتلعب دورا أيضا في أغلب التفاعلات الكيميائية داخل الجسم.
ومن المعروف أن البشر يفقدون الماء من خلال التعرق والتبول وحتى التنفس، ولذا فلا بد من تعويض الكميات التي نفقدها من الماء لتلافي الإصابة بالجفاف. إذ تظهر أعراض الجفاف بعدما يفقد جسم الشخص ما بين واحد واثنين في المئة من المياه، ثم تتفاقم الأعراض، ما لم يتم شرب كميات كافية من السوائل، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة.
وتوصلت نتائج دراسة أميركية حديثة إلى أن قلة نسب السوائل من جسم الإنسان قد تؤثر سلبا على النشاط الذهني والبدني، فيما حذر الباحثون أيضا من الإسراف في شرب المياه ما قد يضرّ بتوازن الأملاح في الجسم.
وقالت ميندي ميلارد ستافورد المشاركة في إعداد الدراسة والأستاذة بكلية العلوم الحيوية ومديرة المعمل الفسيولوجي بمعهد جورجيا للتكنولوجيا “نعرف أن الأداء البدني يتأثر لدى وصول نسبة فقد السوائل إلى اثنين في المئة من كتلة الجسم خاصة إذا نتج عن ممارسة تمارين رياضية في أجواء دافئة”.

تشخيص الإصابة بالجفاف غير ممكن، وبالتالي من المهم متابعة كمية السوائل التي يتناولها الرياضيّ أو يفقدها أثناء التمارين
وأضافت “وبالتالي فسؤالنا كان عما يحدث للدماغ عند بلوغ المستوى ذاته من فقد السوائل، وهو أمر شائع الحدوث مع أشخاص يتسمون بالنشاط. فخلايا الدماغ تحتاج إلى الماء مثل الخلايا العضلية تماما”. وأكدت أنه على الرغم من أن التأثيرات لم تكن كبيرة عند فقد سوائل نسبتها اثنين في المئة من الوزن إلا أنها تزداد بزيادة الجفاف.
وراجع الباحثون بيانات 33 دراسة شملت 413 بالغا فقد المشاركون فيها سوائل نسبتها بين واحد وستة في المئة من كتلة أجسامهم بسبب ممارسة التمارين الرياضية أو وضع قيود على تناول السوائل.
وقال الدكتور رونالد روث وهو أستاذ طب الطوارئ بجامعة بيتسبرغ “أعتقد أن ذلك يعزز ما كنا متيقنين من صحته… الصورة الكبيرة هنا هي أنه كلما ازداد جفافك قلت حدة تركيزك”.
وأشار روث إلى أن تشخيص الإصابة بالجفاف قد يكون صعبا وبالتالي من المهم بالنسبة إلى الرياضيين متابعة كمية السوائل التي يتناولونها والتي يفقدونها، مع الانتباه لأعراض مثل الإرهاق والضعف في العضلات وقلة كمية البول والارتباك. لكنه حذر أيضا من الإسراف في تناول المياه التي قد تضر بتوازن الأملاح في
الجسم.
وقد يؤدي الإفراط في تناول السوائل إلى انخفاض تركيز الصوديوم في الدم، وعندها تنتقل المياه في الجسم إلى داخل الخلايا لاستعادة مستويات الصوديوم الطبيعية وتسبب انتفاخا في خلايا الدماغ والرئتين.
وأشارت دراسة بريطانية سابقة إلى أن حوالي 15 رياضيا على الأقل لقوا حتفهم على مدى السنوات العشر الماضية جراء التسمم المائي بسبب الإفراط في شرب الماء أثناء المنافسات الرياضية.
وقالت ميلارد ستافورد “من المهم أن تعرف التوازن الصحيح لشرب المياه… دون نقص أو إسراف”. وأشارت إلى أن لون البول يعد طريقة بسيطة لمراقبة معدلات السوائل في الجسم وقالت “إذا كان شفافا أكثر من اللازم فهذا يعني على الأرجح تناول مياه أكثر مما ينبغي… لكن إن كان أصفر داكنا فذلك يعني أن الكليتين بحاجة إلى المزيد من المياه للحفاظ على التوازن في الجسم”.