ألمانيا تستأنف عمليات ترحيل السوريين الخطرين

برلين – تستأنف ألمانيا بداية من يناير القادم ترحيل مدانين من اللاجئين السوريين أو ممن يصنفون بأنهم خطرين، ما يثير جدلا واسعا في البلاد التي كانت في طليعة الدول المرحبة بالسوريين الفارين من الحرب الأهلية.
وقال وزير الدولة في وزارة الداخلية هانس يورغ انغيلكه للصحافيين إن “الحظر العام على الترحيل إلى سوريا ستنتهي مدته في نهاية هذا العام”.
وأضاف يورغ انغيلكه “الذين يرتكبون جرائم أو يسعون وراء أهداف إرهابية لإلحاق أذى خطير بدولتنا وشعبنا، يجب أن يغادروا البلاد وسوف يغادرون”.
وتابع “نحو 90 سوريا يشتبه في أنهم من المتطرفين، موجودون في ألمانيا”. ويشكل هذا القرار اختراقا في بلد استقبل حوالي 790 ألف سوري منذ عشر سنوات ويضمّ حالياً أكبر جالية سورية في أوروبا.
وعلّقت ألمانيا منذ العام 2012 عمليات الترحيل إلى سوريا بسبب النزاع الدامي الذي أسفر خلال قرابة عشرة أعوام عن أكثر من 380 ألف قتيل والملايين من اللاجئين وحوّل البلد الذي يحكمه الرئيس بشار الأسد بقبضة من حديد إلى ساحة خراب.
وجاء القرار خلال مؤتمر عبر الهاتف بين وزير الداخلية الفيدرالي المحافظ هورست زيهوفر، الذي كثيرا ما طالب بإنهاء حظر الترحيل، ونظرائه الـ16 على مستوى الولايات.
90 سوريا يشتبه في أنهم من المتطرفين الإسلاميين موجودون في ألمانيا
وفشل الحزب المسيحي الاجتماعي الشريك الأصغر في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل المكونة من ”ائتلاف واسع” يمين-يسار، في مسعى تمديد الحماية المطبقة منذ 2012 لستة أشهر.
وقال الحزب إن الوضع المحفوف بالمخاطر في سوريا لا يسمح بالدفاع عن عمليات الترحيل إليها. وتصاعدت الدعوات لتغيير في الموقف منذ توقيف سوري في نوفمبر بشبهة تنفيذ اعتداء دام بسكين في مدينة دريسدن.
وقال المدعون إن الشاب البالغ من العمر 20 عاما، والمتهم بقتل سائح وإصابة آخر بجروح خطيرة، كان مدانا بعدد من الجرائم ومعروف بقربه من الأوساط الإسلامية. وكان يقيم في ألمانيا بموجب وضع خاص يمنح للأشخاص الذين تُرفض طلباتهم للجوء، ولكن لا يمكن ترحيلهم.
وقال بوريس بيستوريوس من الحزب المسيحي الاجتماعي ووزير داخلية مقاطعة سكسونيا السفلى، إنه من الناحية العملية فإن إجراءات الترحيل إلى سوريا يمكن أن تبقى شبه مستحيلة “لعدم وجود مؤسسات دولة لدينا علاقات دبلوماسية معها”.
لكنه انتقد بشكل حاد رمزية معنى أن تصبح ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليون مهاجر، بينهم مئات الآلاف من السوريين، في ذروة أزمة تدفق المهاجرين بين 2015 و2016، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تقوم بإلغاء حظر الترحيل. وقال بيستوريوس “إنه وضع استثنائي لا نحتاج بالضرورة أن نفتخر به”.