بحريني يحوّل منزله إلى متحف للعملات النادرة

حوّل صحافي بحريني مولع بالمقتنيات القديمة منزله إلى متحف يضم مجموعة من العملات الورقية النادرة بعضها يعود تاريخه إلى نحو قرنين ونصف القرن، بالإضافة إلى أقلام وهواتف لم تعد أنواعها موجودة.
يحتفظ صحافي بحريني في منزله الواقع بمدينة سار (على بُعد 10 كيلومترات غرب العاصمة المنامة) بعملات ورقية ومعدنية نادرة -بعضها يعود إلى سنة 1780- جمعها من عدة دول، على امتداد ثلاثين عاما.
ويحرص حافظ عبدالغفار الذي زار أكثر من 42 دولة خلال رحلاته على البحث عن المقتنيات النادرة، ولا يتوانى عن دفع أثمان باهظة في سبيل اقتناء قلم أو ولاعة أو عملة أو دبوس أو ميدالية.
وقال عبدالغفار (55 سنة) لـ”العرب” “منزلي تحول مع الوقت إلى ما يشبه المتحف، إذ يزورني المهتمون والهواة والأصدقاء، البعض منهم يأتي للشراء بينما البعض الآخر للزيارة والتعرف على مقتنياتي والاستفسار عن كل حقبة من الحقب التاريخية المرتبطة بكل قطعة”.
وتمكن على امتداد 30 عاما من جمع عملات مختلفة ومتنوعة بعضها نادر، سواء كانت هذه العملات خليجية أو عربية أو من دولة أخرى في العالم، مؤكدا أنه على “ثقة بأن تلك الأشياء لا بد أن تكون لها قيمة مستقبلية، فإما أن تكون نادرة أو صعبة المنال، أو أن بلد المنشأ قد صنع منها كميات قليلة”.
ولفت إلى أن من أبرز المقتنيات التي يمتلكها “عملة روسية معدنية تعود إلى عام 1780، وأخرى ورقية وهي روسية أيضا من عام 1870، بالإضافة إلى عملة أصدرتها جمهورية هنغاريا عام 1946 (فئة مليار ميلبينغو)، وهي تعكس مدى التضخم وانخفاض قيمة العملة في ذلك البلد عقب الحرب العالمية الثانية”.
ويبحث عبدالغفار عن التميز في مجموعته، إذ يجمع أيضا عملات لم يتم اعتمادها في الأسواق كالتي تتضمن أخطاء في السك أو أخطاء طباعية على شاكلة عملة الفلبين الورقية التي كتب عليها اسم “غلوريا أروفو” بدل الاسم الصحيح للرئيسة السابقة “غلوريا أرويو”، أو العملة السورية التي تم تداولها ولم يطبع عليها إمضاء وزير المالية، إلى أن تم اكتشاف أمرها، وتم سحبها واستبدالها، بعد أن حصل بعض الهواة على كميات منها.
كما يحتفظ بمجموعة نادرة من المقتنيات من بينها العملات المستخدمة في القطب الجنوبي، وعملات المرحلة الانتقالية المسماة “عملات التشيك” و”عملات سلوفاكيا”، و”عملات قيصرية للاتحاد السوفييتي”، و”عملة موحدة الجزائر وتونس”، و”عملة موحدة سوريا ولبنان”، إلى جانب عملات بعض الدول ذات الفئات المرتفعة على شاكلة عملات ألمانيا النازية “فئة مليون وفئة 10 ملايين”.
وتشمل اهتمامات الصحافي البحريني العملات التي تحمل أرقاما تسلسلية مميزة مثل 1111111، و222222، و333333، لافتا إلى أن الرقم المتسلسل المتميز على العملات الورقية يعني الكثير للهواة الجدد.
ويجمع عبدالغفار العملات الورقية لأغلب دول العالم داخل 30 ألبوما، وبذلك يسهّل على زائريه مشاهدة العملة من الجهتين دون أن تتعرض للإتلاف، بفضل صفحات الألبوم الشفافة.
وهوايات الصحافي البحريني متنوعة؛ فإلى جانب العملات يهوى جمع الكثير من الأشياء من بينها بطاقة دعوة أصلية من عهد الملك فاروق يتضمن نصها دعوة لحضور حفلة شاي في حديقة القصر الملكي في أكتوبر 1927، كما يحتفظ ببطاقات الهاتف المنتهية الصلاحية من عدة دول، إضافة إلى احتفاظه بصور تاريخية أصلية (بالأسود والأبيض) تمثل الشخصيات الرسمية والأهلية والأحداث والتطورات المحلية.
ووصل ولعه بالمقتنيات القديمة إلى حد تجميعه الأقلام الخاصة وأجهزة الهواتف القديمة وقوارير المشروبات الغازية والساعات وأجهزة الراديو وبوصلة كانت تستخدم في فترة الغوص، مع ميزان قديم خاص لوزن اللؤلؤ، إلى جانب بعض النماذج من بطاقات التصويت الخاصة بالانتخابات التي جرت في بعض الدول العربية والأجنبية.
وتمتلئ رفوف مكتبته بمجموعة من الأعداد الأولى من مختلف الإصدارات المحلية -صحف ومجلات ونشرات- وجميعها تحمل عبارة “العدد الأول”، إلى جانب بعض الإصدارات العربية التي تحمل عبارة “العدد الأخير” أو “العدد التجريبي رقم صفر”.
ويخصص عبدالغفار غرفة يستعرض فيها على زائريه الكتب المدرسية والدفاتر القديمة التي رافقته في رحلته الدراسية منذ المرحلة الإعدادية.
وأكد أن “هناك العديد من المقتنيات والأشياء القديمة التي تدخل داري، فتكون لها مستقرا أبديا، وغير مستعد على الإطلاق للتفريط في أي منها، لا ضمن عملية بيع ولا خلال عملية مقايضة ولا ضمن مزاد”.
ولا يفرّط عبدالغفار في مجموعاته الخاصة، إلا في حالة وجود بعض العملات المكررة، حينها يقوم إما بالمبادلة مع هواة آخرين أو يطرحها في المزاد الأسبوعي الذي تقيمه جمعية البحرين لهواة الطوابع مساء كل خميس، حيث يتم في اللقاء عرض وبيع وشراء الكثير من المقتنيات المتعلقة بمختلف الهوايات مثل الطوابع والعملات والوثائق والصور والتحف وغيرها.
وأشار إلى أنه “حريص كل الحرص على المشاركة في المزادات التي تقيمها جمعية البحرين لهواة الطوابع أو المزادات التي يقيمها الهواة بين الحين والآخر في السعودية والإمارات والكويت”.
وبعد ثلاثة عقود من التجميع والاقتناء أطلق مطبوعة دورية تحت عنوان “رويال”، وتختص بالسرد التوثيقي والهوايات والمزادات والمقتنيات، إضافة إلى افتتاحه دكانا يختص ببيع وتوفير المواد التراثية والقطع التي تهم الهواة على اختلاف أذواقهم.