وكالة الطاقة الدولية تستبعد تعافي الطلب على النفط

قللت وكالة الطاقة الدولية من فرص انتعاش أسعار النفط في ظل الظروف الحالية رغم بدء توزيع لقاح مضاد لكورونا في عدد من الدول، حيث لا يمنح ذلك دفعا قويا لأسعار الخام ما يستوجب انتظار أشهر أخرى ومراقبة تطورات العوامل المحيطة بالسوق.
لندن - خففت وكالة الطاقة الدولية من حظوظ انتعاش أسعار النفط في ظل الوضع الراهن حيث أن بدء توزيع لقاح لا يمحو تقلبات السوق ولا يغير العوامل الأساسية ما يعسر مهمة انتعاش الأسعار.
وقالت وكالة الطاقة الدولية الخميس إن “من المستبعد أن يتلقى الطلب العالمي على النفط دفعة كبيرة من توزيع لقاحات للوقاية من مرض كوفيد – 19 قبل وقت متأخر من 2021، في وجهة نظر أدت إلى تثبيط مكاسب أسعار النفط التي حققتها منذ الإعلان عن إحراز تقدم بشأن لقاح للفايروس في وقت سابق من الأسبوع الجاري”.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري “من السابق لأوانه جدا القول كيف ومتى ستسمح اللقاحات باستئناف الحياة الطبيعية. في الوقت الراهن، توقعاتنا لا تتنبأ بتأثير كبير في النصف الأول من 2021".
وأضافت “التوقعات الضعيفة للطلب وارتفاع إنتاج بعض الدول… يشيران إلى أن العوامل الأساسية الحالية ضعيفة جدا لكي تقدم دعما قويا للأسعار”.
وتراجع خام برنت 0.8 في المئة إلى 43.46 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة في لندن، لينهي مكاسب حققها لثلاثة أيام متتالية.
وأشارت الوكالة إلى أن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سحبت بدرجة بسيطة من مخزوناتها من النفط الخام لشهرين على التوالي بحلول سبتمبر، لكن مستويات المخزن لا تزال غير بعيدة عن ذروة مايو المسجلة في أوج الجائحة.
وعزت الوكالة تعديل توقعها للطلب العالمي على النفط لعام 2020 بالخفض 400 ألف برميل يوميا مقارنة بأحدث تقديراتها إلى عودة تفشي كوفيد – 19 في أوروبا والولايات المتحدة وفرض إجراءات العزل العام من جديد.
وتحسنت الصورة جزئيا نتيجة لتوقعات أفضل للصين والهند حيث رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب لديهما. لكن التوقعات لا تزال تفترض عدم حدوث موجات جديدة من الجائحة.
وحذرت الوكالة من أن خطط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها مثل روسيا لتعزيز الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من يناير تعني أن العرض سيفوق الطلب.
وسيتوقف السحب من المخزونات في الربع الأول من 2021 إذا مضت المجموعة المنتجة للنفط في خططها لتقليص اتفاق خفض الإنتاج.
وقالت وكالة الطاقة الدولية “إذا لم تتغير العوامل الأساسية، فإن مهمة إعادة التوازن للسوق ستحرز تقدما بطيئا”.
وعدلت الوكالة توقعها لنمو الطلب في 2021 لكنه سيظل يمثل انخفاضا عن مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019 بواقع ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وتراجعت أسعار النفط الخميس بعد مكاسب على مدى ثلاثة أيام، حيث تراجع المتعاملون عن توقعاتهم المتفائلة بشأن التوزيع المبكر للقاح كوفيد – 19، وأثارت وكالة الطاقة الدولية شكوكا بشأن تعاف سريع للطلب في ظل زيادة حالات الإصابة بالفايروس في أوروبا والولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش، انخفض خام برنت 20 سنتا بما يعادل 0.5 في المئة إلى 43.60 دولارا للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 41.24 دولارا للبرميل.
وارتفع الخامان أكثر من عشرة في المئة هذا الأسبوع بدعم الآمال في إمكانية السيطرة على الجائحة بعدما كشفت بيانات أن لقاحا تجريبيا تطوره فايزر وبيونتك تتجاوز فعاليته 90 في المئة.
لكن وكالة الطاقة الدولية قالت الخميس إن من غير المرجح أن يتلقى الطلب العالمي على النفط دعما واضحا من استخدام اللقاح قبيل مرور فترة طويلة من 2021.
وقال حسين سيد، كبير استراتيجيي السوق لدى أف.اكس.تي.أم، “مركزية اللقاح تلاشت سريعا إذ أدرك المستثمرون أن الجائحة لن تختفي بالسرعة التي حلت بها”.
وأضاف “في حين أن اللقاح يظل أفضل خبر منذ تفشي الفايروس، فإن الحياة لن تعود إلى طبيعتها خلال أيام أو أسابيع”.
وتكابد أوروبا بالفعل تناميا في الإصابات وتفرض قيودا اجتماعية جديدة. وأمرت نيويورك بإغلاق الحانات والمطاعم مبكرا مع بلوغ أعداد الإصابات في الولايات المتحدة مستويات قياسية.
وفي الأسبوع الماضي، خفّض بنك إنجلترا تصنيف توقعاته لعام 2020 من انكماش بنسبة 9.5 في المئة إلى انكماش بنسبة 11 في المئة، ولكي يكون الانتعاش العام المقبل أبطأ، مع نمو بنسبة 7.25 في المئة بدلا من 9 في المئة. وتوقعت استعادة الأرض المفقودة منذ مارس بحلول أوائل عام 2022.
ولم يبن البنك نماذجه على لقاح تم اكتشافه، وعزا القليل من الاقتصاديين مسار نمو يعتمد على عقار معجزة.
وسبق وقال جورج باكلي، الخبير الاقتصادي البريطاني في نومورا “إنها بالتأكيد أخبار مشجعة للغاية، لذلك قد تمثل مخاطر صعودية من وجهة نظرنا. اللقاح يعني أن هناك الآن فرصة أكبر لـ’تعديل تدريجي’”.
ويزيد اللقاح من احتمال عودة الحياة إلى طبيعتها، ويشجع الناس على العودة إلى المتاجر والصعود إلى الطائرات.