تويتر تحتوي التدخل الخارجي بتحديد مصادر نتائج الانتخابات الأميركية

واشنطن – حددت شركة تويتر عددًا من وسائل الإعلام الأميركية كمصادر رسمية لنتائج الانتخابات الأميركية، بالإضافة إلى وضع علامة تحذير على أي تغريدة ينشرها مرشح أو حملة تعلن الفوز بالانتخابات الأميركية قبل النتائج الرسمية.
وتحاول الشركة الأميركية محاصرة الأخبار الكاذبة والشائعات والأهم الحسابات الأجنبية التي تسعى إلى التأثير على الناخبين وإرباكهم، إذ أن الكشف عن هذه الحسابات لا يتم بصورة فورية دائما، وما تقوم به مواقع التواصل الاجتماعية بين فترة وأخرى بحظر الصفحات والحسابات الخارجية المضللة قد يكون متأخرا بعد أن أدت هذه الحسابات دورها.
وذكر موقع تويتر في رسالة نشرها، الاثنين، أن وسائل الإعلام التي يعتبرها مصادر رسمية لنتائج الانتخابات هي شبكات “إيه.بي.سي”، و”سي.بي.أس نيوز”، و”سي.أن.أن”، و”فوكس نيوز”، و”أن.بي.سي” التلفزيونية إلى جانب وكالة “أسوشيتد برس” للأنباء، وموقع “ديسشن ديسك إتش كيو”، وهو تجمع يضم صحافيين ومحللين من العديد من وسائل الإعلام الأميركية لمتابعة وتحليل أخبار الانتخابات.
وتواجه تويتر وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي الكبرى محاولات من أطراف عديدة للتأثير على هذه الانتخابات بطرق غير قانونية، ومنها مجموعة قرصنة روسية تدعى”سايبر بيركوت” تدرك جيدا ما يتوجب فعله أثناء الانتخابات، بحسب إليزابيث براو، زميلة في معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسة العامة، في تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
ويمكن للمجموعة الروسية تزوير التصويت الإلكتروني إذا لزم الأمر، لإظهار فوز المرشح الذي حصل على 1 في المئة من الأصوات في الانتخابات، على سبيل المثال.
وكادت المجموعة أن تحقق ذلك في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية قبل ست سنوات. لكن اكتشاف الاختراق جاء في الوقت المناسب وقبل فوات الأوان. وهذا ما يجب على الناخبين الأميركيين أن يستعدوا له لاحتواء ارتباك محتمل في الساعات القادمة، وربما بعد ذلك. وتمثّل هدف الهجوم في “تشويه سمعة العملية الانتخابية”، حسب تعبير مسؤول أوكراني لمراسل وايرد، آندي غرينبرغ.
وعلى الرغم من أن العديد من الأميركيين يفترضون تدخل الصين وإيران وروسيا في الانتخابات لدعم قادتها للرئيس دونالد ترامب أو منافسه الديمقراطي جو بايدن، إلا أن الواقع يشير إلى أهداف أخرى: تتدخل هذه الدول في الانتخابات الأميركية لإثارة الارتباك.
ويحلم خصوم الولايات المتحدة ألا يستطيع مواطنوها حتى الاتفاق على ما يعتبر حقيقة وواقعا. وهذا سيناريو أقل خطورة من المراهنة على مرشح معين. وأشار الأستاذ في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاغو، كونستانتين سونين، الأسبوع الماضي، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى جميع القادة الأميركيين أعداء.
وتعتبر المبالغ الضئيلة التي أنفقتها روسيا للتدخل في الانتخابات الأميركية الأخيرة (كلّفت إعلانات فيسبوك حوالي 46 ألف دولار) استثمارا مذهلا. إذ لا يثق الكثير من الناخبين في صحة النتيجة. وفي نفس الوقت لا يزال التدخل في الانتخابات موضوعا مهيمنا في تغطية الولايات المتحدة لهذه الفترة، مع اقتناع ثلاثة أرباع الأميركيين بأن الحكومات الأجنبية قد تتدخل في هذه الانتخابات أيضا.
وسواء كان هذا ما ستفعله (يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنها تتدخّل بالفعل)، فسيظل الجمهور مشككا في مصداقية النتيجة. ويضيف التقرير، نظرا إلى ما قد ينجرّ عن التدخل في الانتخابات الأميركية، من الأفضل أن نراقب ما إذا “ستبدع” روسيا والصين وإيران. سيكون استثمارا جيدا بالنسبة لهم أن ينفقوا أكثر مما فعلوا في انتخابات 2016، لكن هذه الدول قد تعتبر الأميركيين مرتبكين ومفككين بما فيه الكفاية، مما يجعل حملات التضليل بالحدّة التي شهدناها في 2016 لا تستحق العناء.
ويمكن أن يعتمد الخصوم ما قد يتطلب من الولايات المتحدة المشتتة أن تتخذ إجراء سريعا بدلا من ذلك، وما قد يجعل ماهية الاستجابة الصحيحة غير واضحة. هل سيختارون هجوما مسلحا على دولة مجاورة؟ سلسلة من الهجمات الإلكترونية على المستشفيات ؟ تعطيل أبحاث لقاح كوفيد – 19؟
لكن مثل هذه الأعمال المثيرة ستكون تتويجا للعمليات الماضية. إذ لا تحتاج روسيا ولا أي دولة أخرى إلى أي حيل قديمة أو تجربة حيل جديدة لنشر الفوضى: فالولايات المتحدة مشغولة بإرباك نفسها ويمكن لخصومها الجلوس ومشاهدة فوضى الأيام القادمة.