الأردنيون يعلنون مقاطعة "العرس الديمقراطي الكوروني"

مغردون يتساءلون عن جدوى إجراء الانتخابات النيابية في ظل كارثة صحية.
الأربعاء 2020/11/04
#مقاطعة_مجلس_الديكور

أطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن حملة دعوا فيها إلى مقاطعة الانتخابات النيابية، التي من المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل بهشتاغ #قاطعوا_الانتخابات_لأجل_حياتكم، مؤكدين أن الحكومة تستهتر بحياتهم.

عمّان – تصدر هاشتاغ #قاطعوا_الانتخابات_لأجل_حياتكم الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن ردا على الإصرار الحكومي على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في 10 نوفمبر الجاري.
وأعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الأحد، أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها الدستوري في 10 نوفمبر الجاري، على أن يعقبها حظر شامل لمدة 4 أيام، وهو ما أثار جدلا واسعا. 
وسجل الأردن، حتى مساء الاثنين، 81 ألف إصابة بكورونا، بينها 911 وفاة. ودخل الأردن ما يسمى بـ”مرحلة الانتشار المجتمعي” مع وصول عدد الإصابات اليومي الى ما يزيد على 3000 إصابة. وسجل الأردن الاثنين 5877 إصابة جديدة بالفايروس في حصيلة قياسية جديدة.

وفي يوليو الماضي، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى إجراء الانتخابات النيابية للمجلس الـ19، والتي حددت الهيئة المستقلة للانتخابات تاريخ العاشر من نوفمبر الجاري موعدا لها.

وتجرى الانتخابات البرلمانية في الأردن ضمن قانون القوائم، الذي تم إقراره في عام 2016، عوضا عن قانون “الصوت الواحد” الذي لا يسمح سوى باختيار مرشح واحد، بعكس قانون القوائم الذي يسمح بمنافسة أكثر من قائمة تفوز منها من تحقق أعلى الأصوات. ووفق ما أعلنته الهيئة المستقلة للانتخابات، بلغت أعداد القوائم النهائية 294، بواقع ألف و674 مرشحا، للمنافسة على 130 مقعدا بمجلس النواب.
في المقابل بدا الارتباك واضحا لدى كبار المسؤولين الصحيين بشأن الاقتراع الذي دعي له حوالي أربعة ملايين ناخب.
وحذر رئيس لجنة تقييم الحالة الوبائية في الأردن سعد الخرابشة من زيادة تفشي الوباء.
وقال على حسابه عبر تويتر:

وأضاف:

@kharabsheh_saad

السادة المرشحون لمجلس النواب، نتأمل منكم ونرجوكم: أولاً: الالتزام بقرار منع المقرات الانتخابية. ثانياً: عدم حث وإحراج مرضى الكورونا المعزولين في المنازل للخروج يوم الاقتراع، أقترح أن يكون هذا شعار حملتكم الانتخابية #كورونا_الأردن #ارحمونا.

وطرح مغرد سؤال رياضيات بمناسبة ما أسماه “انتخابات الأردن الدورة الشتوية” وقال:

 

وتساءل مغردون عن جدوى تشتيت الحكومة لجهودها في هذا الظرف الصحي الطارئ.
وقالت الكاتبة سمر البرغوثي

@salbarghouthi

للأسف في الأردن، ما هي الحاجة إلى تغيير حكومة وإجراء انتخابات نيابية في ظل وجود كارثة صحية، بدلا من أن توجه الدولة جهودها للصحة بالكامل، ما المانع من التأجيل؟ أسوأ أنواع الإدارة أن تعالج عدم الاستعداد بعدم الاستقرار، بدأتم قمة في الانضباط وانتهيتم قمة في التخبط.

واعتبر مغردون أن الحكومة ليست الوحيدة التي تصر على الاستهتار بصحة الأردنيين وأن كل المشاركين يشاركونها الاستهتار.
وأطلق مغردون على الانتخابات “يوم العرس الديمقراطي الكوروني”.
وقارن البعض بين ما يحدث في بعض البلدان من إغلاق وبين ما يحدث في الأردن.
ويقول أردنيون إنهم لا يرون “سببا حقيقيا ومصيريا للإصرار على هذه الانتخابات”. وذهب البعض إلى اعتبار “مقاطعة الانتخابات واجب وطني”.
وأطلق مغردون هاشتاغ #مقاطعة_مجلس_الديكور في إشارة إلى ما قاله النائب في البرلمان الأردني، عبدالكريم الدغمي “إحنا (نحن) مجرد ديكور”. 
وفي أغسطس الماضي، هاجم الدغمي، قانون الانتخاب في البلاد، قائلاً إنه إذا ما دام قانون الانتخاب فردياً في المملكة فإن قائمة العمل النيابي لن تقوم له قائمة. وأشار النائب الأردني خلال حديث له عبر فضائية المملكة الأردنية، إلى أن النواب في الأردن مجرد “ديكور”، مضيفاً “إحنا مجرد ديكور موجودين، مجلس نواب ما شاء الله عنه، وصوت عالي، وعبدالكريم يهدر وفلان يهدر، إحنا مجرد ديكور”. معتبراً بأن مصطلح “ديكور” مصطلح لطيف مقارنة بطبيعة الواقع.
وخلصت نتائج دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية نهاية سبتمبر الماضي، إلى أن 25 في المئة من الأردنيين سيشاركون في الانتخابات، فيما أفاد 59 في المئة من الأردنيين المستطلعة آراؤهم بأنهم “لن يشاركوا في الانتخابات النيابية المقبلة”.

وتتباين الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يطالب بفرض الإغلاق للحد من انتشار الفايروس الذي بات يرهق المنظومة الصحية في الأردن، خاصة بعد وفاة 9 أطباء يومي الجمعة والسبت الماضيين متأثرين بإصابتهم بفايروس كورونا، لكن آخرين يرون أن الوضع الاقتصادي منهك وغير قادر على تحمل المزيد من الحظر في ظل عدم قدرة الحكومة على تعويض الخسائر التي تلحق بالمواطنين.

وكتب طبيب:

وأضاف:

@RaadAlMuhaisen

ما يجب علينا الآن هو توجيه كل موارد الدولة نحو إيجاد مستشفيات ميدانية لعلاج الحالات المتراكمة، وتعزيز شراكة حقيقية بين القطاع العام والخاص، وتشديد إجراءات العزل المنزلي للمصابين، وإعادة إحياء القطاع الصحي قبل فوات الأوان.

واعتبر مغردون أن الحظر الشامل لمدة أربعة أيام الذي أعلنته الحكومة بعد الانتخابات لا يخفف من الحالة الوبائية لكنه “يمتص نتائج الانتخابات” وهي ظاهرة معروفة في الأردن من حيث الزيارات الواسعة والمباركات للنواب الفائزين، وولائم الطعام التي تقام على شرف الفائزين، إضافة إلى أن هناك بعض مظاهر العنف التي قد تشهدها بعض المناطق احتجاجا على نتائج مترشحين لم يحالفهم الحظ.

19