تشبث الطفل بأمه طوال الوقت علامة على قلق الانفصال

الصغار يعتقدون أن بقاءهم على قيد الحياة يعتمد على وجود من يقدم لهم الرعاية بالقرب منهم.
الأربعاء 2020/11/04
الإحساس بالأمان مع الأم

واشنطن - يؤكد علماء النفس أن قلق الانفصال فترة طبيعية في مرحلة نمو الأطفال الصغار والكبار، مشيرين إلى أن الأطفال الصغار يمرون بفترة من قلق الانفصال، لكن معظم الأطفال يتغلبون عليها إثر بلوغهم سن الثالثة تقريبًا.

ويؤشّر قلق الانفصال لدى الطفل على الخوف المفرط من الانفصال عن المنزل أو الأشخاص الذين تعلق بهم، ويعتبر هذا النوع من القلق مرحلة طبيعية في نمو الرضيع، حيث يساعد الأطفال على فهم العلاقات والاندماج في البيئة المحيطة بهم، وينتشر بين الأطفال خاصة في السن التي تتراوح بين 8 و18 شهرا.

ولأن الطفل في هذه السن لا يستطيع إدراك مفهوم الوقت، وعند تركه في الغرفة لبضع دقائق أو في المنزل مع المربية لبعض الساعات لا يشعر بالوقت كما نشعر به نحن، يصبح أمر تركه مخيفا جدا بالنسبة إليه، وخاصة أن الصغار يعتقدون أن بقاءهم على قيد الحياة يعتمد على وجود من يقدم لهم الرعاية بالقرب منهم.

و تقول الأستاذة المساعدة في علم النفس بولاية فلوريدا الأميركية ميراندا ويلسون لموقع “بارنتس” إن “من المفارقات أن القلق يمكن أن يكون علامة على زيادة استقلال الطفل، إذ لدى الطفل رأي خاص في (مثل هذا) الموقف، وهو أن والديه لا ينبغي أن يغادرا، وقد يريد ممارسة السيطرة”.

قلق الانفصال عند الأطفال يعد علامة على حالة أكثر خطورة تُعرَف باضطراب قلق الانفصال وتبدأ في سنٍّ مبكرة

لكن عند بعض الأطفال، يُعَدُّ قلق الانفصال علامة على حالة أكثر خطورة تُعرَف باضطراب قلق الانفصال وتبدأ في سنٍّ مبكرة، قبل دخول المدرسة؛ حيث يكون هناك فارق كبير بين بكاء الطفل الطبيعي كل صباح عند الذهاب إلى الحضانة، وبين علامات اضطراب قلق الانفصال التي يجب الانتباه لها والتي تبدأ عادة عندما تغادر الأم، مثل البكاء الشديد والصراخ، أو نوبة الغضب التي تنتاب الطفل، أو رفض التعامل مع من يقدم له الرعاية، أو الإمساك بقوة بجسم والدته أو بملابسها، في محاولة لإقناعها بضرورة عدم المغادرة.

وقد تظهر على الطفل أيضا علامات الخوف والقلق عندما تكون الأم في غرفة أخرى، أو عندما يُترك بمفرده وقت النوم.

ويمكن أن تتفاقم الحالة لتؤدي إلى ظهور أعراض مثل القيء أو القلق المستمر، خاصة عندما تكون بيئة الطفل مشحونة بالتوتر جراء نزاعات بين الوالدين أو طلاق أو أي سبب آخر، ويجب التواصل مع الطبيب الخاص للطفل عند حدوث ذلك.

ولتخفيف أعراض قلق الانفصال ينصح خبراء علم النفس بتأكيد مشاعر الأمان للطفل من خلال منحه الكثير من الحب والاهتمام، إذ يمكن التواصل مع الصغار بشكل أسهل عندما يحظون بالاهتمام والعطف اللازمين.

وكذلك ينصحون بالانتباه للطفل في التجمعات الكبيرة، وتجنب دفعه إلى التفاعل مع الآخرين بعيدا عن الوالدين. ويرى الخبراء أنه عند خروج الطفل للعب مع أقرانه يفضل أن يوجد في مكان قريب من الوالدين حتى يتمكن من العثور عليهما عندما يريد، أو يشعر بالاطمئنان لوجودهما حوله حتى وإن ابتعد عنهما لمسافة قريبة.

21