نهاية المحطة لأشهر مراسلي الشرق الأوسط روبرت فيسك

لندن - توفي الصحافي المخضرم ومراسل الشرق الأوسط المعروف في بريطانيا والعالم روبرت فيسك، الأحد، عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد أن أصيب بوعكة صحية، الجمعة، وتم نقله إلى مستشفى سانت فينسنت وتوفي بعد ذلك بوقت قصير، بحسب صحيفة “إيرش تايمز” الأيرلندية.
وعمل فيسك كمراسل لشؤون الشرق الأوسط لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية لحوالي عشرة عقود من الزمن، وحاز على جوائز عدة، شمل ذلك جائزة أورويل للصحافة، وعدة انتصارات في جوائز الصحافة البريطانية في فئتي المراسل العالمي للعام، والمراسل الأجنبي للعام.
واعتبر صحافي عربي، أن روبرت فيسك بارع في التأليف لكنّ ميزته الأساسية تبقى في معرفته نقطة الضعف عند القارئ العربي الباحث دائما عمن يشفي غليله.
وأضاف أن الصحافي المخضرم الذي كان مراسلا لصحيفة التايمز، قبل انتقاله إلى الإندبندنت، بارع في التأليف ويمتلك مخيّلة واسعة يحسد عليها، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة والواقع. أو الفكرة التي يصر عليها وكأن العالم العربي وجد كي يكون تحت حكم ديني ثيوقراطي.
ويمتاز فيسك بقدرته الفائقة على العمل، في أماكن الصراعات والحروب، حيث إن الصحافة بالنسبة له “هي رحلة شاقة من أجل الوصول إلى الحقيقة، يخلع خلالها الصحافي كل رداء فكري أو حزبي، ويعرض نفسه للخطر لكي يمتلك الحقيقة.. أن تشتبك مع الحدث بل وتصنعه في الكثير من الأحيان”.
ويرى فيسك أن “اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الشرق الأوسط دولا صغيرة تابعة للغرب إبان الحرب العالمية الأولى قد ماتت، وأن القادم سيكون مفزعا”.
وأقام فيسك في بيروت بلبنان، وأمضى أكثر من أربعين عاما يغطي الحروب في المنطقة، خصوصا في لبنان وسوريا، إضافة إلى الاجتياحات الإسرائيلية للبنان والحرب العراقية الإيرانية، والحرب الأهلية بالجزائر، والاحتلال الأميركي للعراق، والثورات العربية في العام 2011.
ولفيسك سجل طويل في تغطية الاضطرابات خارج منطقة الشرق الأوسط أيضا، حيث واكب اضطرابات إيرلندا الشمالية في مطلع سبعينات القرن الماضي، وتوجه بعدها إلى البرتغال لتغطية ما يعرف بـ”ثورة القرنفل”.
وأجرى في التسعينات ثلاث مقابلات مع زعيم تنظيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن. وفي أول مقابلة بينهما عام 1993، وصف بن لادن بأنه “رجل خجول” ويبدو “تماما مثل محارب الجبال في أسطورة المجاهدين”.