لصالح من سيصوّت اليهود الأميركيون

خلال قرن من الزمن صوّت اليهود الأميركيون مرة واحدة للجمهوريين وكان ذلك مع وارن جي هاردينغ الرئيس الـ 29 للبلاد.
الاثنين 2020/11/02
اقتراب مرحلة الحسم

يحاول المرشح الجمهوري دونالد ترامب كسب أصوات الناخبين اليهود الأميركيين المهمة سياسيا في الطريق إلى تثبيت أقدامه في البيت الأبيض، حيث وصف نفسه مرارا بأنه “أفضل صديق” كان لدى إسرائيل في تاريخها، لكن استطلاعات الرأي تشير حتى الآن إلى أن تلك الفئة ستصوّت كما جرت العادة تاريخيا لصالح مرشح الديمقراطيين.

واشنطن – عندما بدأ الرئيس الجمهوري دونالد ترامب حملته الانتخابية مبكرا كان يستهدف كافة الشرائح الاجتماعية، ولكنه ركز أيضا على الاستفادة من أصوات اليهود الأميركيين لإعادة انتخابه مرة أخرى أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، والذي يحظى حتى الآن بدعم تلك الفئة.

وكان ترامب قد اعتبر أثناء حضوره بفلوريدا في ديسمبر الماضي في مؤتمر عقده المجلس الإسرائيلي الأميركي، وهو منظمة غير ربحية من بين مموليها قطب الكازينوهات الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أديلسون وزوجته ميريام، وكلاهما من أبرز أنصار المرشح الجمهوري، أن اليهود الأميركيين أخطأوا بالتصويت للديمقراطيين في عهد باراك أوباما.

وقال في ذلك لقد “صوّت العديد منكم لأشخاص في الإدارة السابقة سيكون عليكم في يوم ما تفسير ذلك لي إذ لا أعتقد أنهم أحبوا إسرائيل كثيراً”. وأضاف “لم يكن لدى الدولة اليهودية يومًا صديقًا أفضل في البيت الأبيض من رئيسكم دونالد ترامب”.

ويشكل اليهود قسما صغيراً فقط من شريحة الناخبين في فلوريدا لكن تأثيرهم يعد قويًا وحاسمًا في الولاية المتأرجحة، أي التي يمكن أن تغيّر معسكرها بين الجمهوريين والديمقراطيين من انتخابات لأخرى. وتاريخيًا، لطالما صوّت غالبية اليهود لصالح الديمقراطيين.

ويعمل ترامب جاهدا لكسب تأييد اليهود الأميركيين في وقت يأمل بتكرار استراتيجيته، التي اتبعها في 2016 في الانتخابات الحالية، التي يسعى للفوز بولاية ثانية فيها عبر تراكم أصوات المجمعات الانتخابية في الولايات الرئيسية، فهو يراهن كثيرا على التحولات السياسية، التي أحدثها منذ توليه السلطة.

ومع أن المرشح الجمهوري يحظى حتى الآن بدعم غير محدود من اليمين الإسرائيلي وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بالولايات المتحدة، غير أنه لا يزال يفتقد لأصوات اليهود الأميركيين أنفسهم.

وقد أظهر استطلاع نشرته اللجنة اليهودية الأمريكية أن حوالي 75 في المئة من اليهود الأميركيين، البالغ عددهم حوالي سبعة ملايين نسمة، سيصوتون لبايدن، مقابل 22 في المئة فقط سيصوتون لترامب. ولكن 63 في المئة من سكان إسرائيل اليهود يدعمون بغالبيتهم مرشح الجمهوريين.

وقال خيمي شاليف المحلل السياسي المقيم بالولايات المتحدة في ندوة افتراضية نظمتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأربعاء الماضي، إن “توجهات اليهود الأميركيين معاكسة تماما لتوجهات اليهود الإسرائيليين، فآخر الاستطلاعات تظهر أن ما بين 75 و77 في المئة من اليهود الأميركيين سيصوتون لبادين مقابل 22 في المئة فقط سيصوتون لترامب”.

وتظهر المعطيات المنشورة بالمكتبة الافتراضية اليهودية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، أنه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة صوت 24 في المئة من اليهود الأميركيين لترامب، مقابل 71 في المئة صوتوا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وتشير البيانات أن اليهود الأميركيين صوتوا بنسب أعلى لصالح المرشحين الديمقراطيين، باستثناء انتخابات 1920 حينما صوت 19 في المئة لصالح الديمقراطي جيمس كوكس، مقابل 43 في المئة لصالح الجمهوري وارن جي هاردينغ، الذي أصبح الرئيس الـ29 للولايات المتحدة.

لمن سيصوت الأميركيون
لمن سيصوت الأميركيون

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2012 صوت 69 في المئة لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما، مقابل 30 في المئة صوتوا للمرشح الجمهوري ميت رومني. أما في الانتخابات الرئاسية عام 2008، صوت 78 في المئة من اليهود الأميركيين لصالح أوباما و22 في المئة لصالح الجمهوري جون ماكين.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2004 صوت قرابة 76 في المئة من اليهود الأميركيين لصالح الديمقراطي جون كيري و24 في المئة لصالح الجمهوري جورج بوش الابن. وتكرر المشهد في الانتخابات الرئاسية لعام 2000، حينما صوت 79 في المئة لصالح الديمقراطي آل غور، مقابل 19 في المئة فقط صوتوا لصالح جورج بوش الابن.

وعلى الرغم من أن ترامب لا يحظى بدعم أصوات اليهود الأميركيين، فإن قاعدته الانتخابية تكاد تكون من الإنجيليين اليمنيين الداعمين للسياسة اليمينية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

واستنادا على استطلاع للرأي نشره مركز بيو للأبحاث، ومقره الولايات المتحدة، خلال منتصف أكتوبر الماضي، فإن 78 في المئة من البروتستانت الإنجيليين البيض سيصوتون لترامب مقابل 17 في المئة فقط سيصوتون لبايدن.

ولا يعني ميل اليهود الأميركيين للتصويت لصالح بايدن أن تكون هذه هي توجهات الأثرياء منهم، الذين قدموا الدعم بمئات ملايين الدولارات لصالح المرشحين الجمهوري والديمقراطي، حيث لا تبدي مؤسسات اللوبي الصهيوني الكبرى في الولايات المتحدة، موقفا محددا علنيا من أي من المرشحين للحفاظ على علاقة مع الرؤساء مستقبلا.

ولكن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) لطالما أشادت بشدة بمواقف ترامب، بشأن كل ما يتعلق بإسرائيل، خاصة تجاه الفلسطينيين وإيران، في الوقت الذي رصدت فيه وكالة تلغراف اليهودية الأميركية أواخر سبتمبر الماضي، تمويل 15 ثريا يهوديا للحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوري والديمقراطي.

وذكرت الوكالة في تقرير أن توم ستير قدم 54 مليون دولار للديمقراطيين وستيفن وكريستين شوارزمان قدما 28.4 مليون للجمهوريين و8400 دولار للديمقراطيين، في حين قدم شيلدون وميريام أديلسون 28 مليون دولار للجمهوريين، أما دونالد سوزمان فقدم 22.3 مليون للديمقراطيين و5600 دولار للجمهوريين، في حين قدم جيمس ومرلين سيمونز 21 مليون دولار للديمقراطيين.

7