وفد إسرائيلي زار الخرطوم لبحث إعلان مرتقب لتطبيع العلاقات

حكومة حمدوك تتراجع عن تحفظاتها حيال اتفاق سلام مع إسرائيل.
الجمعة 2020/10/23
بومبيو وفن اقتناص الفرص

تطبيع العلاقات الإسرائيلية السودانية بات مسألة وقت فقط، في ظل تسريبات عن زيارة وفد إسرائيلي للخرطوم وحديث عن اتفاق بين أقطاب السلطة في السودان على هذه الخطوة، وترجح مصادر إسرائيلية أن الإعلان قد يجري نهاية الأسبوع الجاري.

القدس – أفادت مصادر محلية في القدس الخميس أن وفدا إسرائيليا زار الخرطوم الأربعاء للبحث في تطبيع العلاقات بين البلدين، بعد أكثر من شهر على توقيع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقا للسلام مع الدولة العبرية.

وأقلعت طائرة مستأجرة الأربعاء من مطار بن غوريون قرب تل أبيب متوجهة إلى العاصمة السودانية، وفق ما ظهر على موقع تتبع مسار الطائرات “فلايت رادار 24”.

وأوضحت مصادر إسرائيلية فضلت عدم الكشف عن هويتها الخميس، أن وفدا إسرائيليا زار السودان للبحث في اتفاق للسلام بين البلدين.

ويعتقد متابعون أن الهدف من الزيارة وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المرتقب، في ظل معلومات أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية الخميس بأن الاتفاق قد يجري الإعلان عنه نهاية الأسبوع الجاري.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبّر الأربعاء عن أمله في أن تعترف الخرطوم “بسرعة” بإسرائيل، في معرض حديثه عن بدء إجراءات شطب السودان من اللائحة السوداء.

ولعب بومبيو دورا محوريا في الاختراقات الحاصلة على مستوى العلاقات الإسرائيلية العربية، وكان من تولى إقناع الخرطوم بـ”مزايا” اتفاق سلام مع تل أبيب، لعل في مقدمتها رفع السودان من القائمة السوداء التي تكبل اقتصاده وتعوق فرص تعافيه.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين استعداده لشطب السودان عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، بعدما وافقت الخرطوم على دفع تعويضات بقيمة 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأميركيين وعائلاتهم.

ويرجح على نحو واسع أن الاتفاق الأميركي السوداني تضمن تفاهما سريا على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، وهو هدف تضعه إدارة ترامب في صلب أولوياتها.

إيلي كوهين: إسرائيل قريبة جدا من تطبيع علاقاتها مع السودان
إيلي كوهين: إسرائيل قريبة جدا من تطبيع علاقاتها مع السودان

وتناولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية صباح الخميس المحادثات الإسرائيلية في الخرطوم، إذ قالت إن الحكومة الانتقالية وافقت داخليا على تطبيع العلاقات، وأنها “اتخذت قرارا مبدئيا بهذا الشأن”.

وذكرت الصحيفة “تم الاتفاق بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي كان يعارض إبرام اتفاقية تطبيع مع إسرائيل” لأن الحكومة الانتقالية “لا تملك سلطة التطبيع مع إسرائيل”.

وأشارت الصحيفة إلى إعلان محتمل من قبل ترامب عن الاتفاق “في الأيام القليلة المقبلة”، وسينضم إليه كل من البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر تقنية الفيديو.

ورجّح المسؤولون الإسرائيليون أن يتم الإعلان بعد “انتهاء المشاورات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان بشأن الجدول الزمني المتوقع للقضية”.

وكان نتنياهو قد التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني في فبراير في أوغندا، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي اللقاء بأنه “تاريخي”، بيد أن الحكومة الانتقالية في السودان قابلته بموجة غضب واستنكار واعتبرته تجاوزا للصلاحيات.

ومع توقيع كل من الإمارات والبحرين لاتفاقي سلام مع إسرائيل برزت مؤشرات عن ليونة في الموقف السوداني. وجرت لقاءات جديدة بين البرهان ومسؤولين أميركيين في أبوظبي لإعادة إنعاش فرص الاتفاق على تطبيع سوداني مع إسرائيل.

وفي تصريح لوسائل الإعلام المحلية، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين، الخميس إن إسرائيل “قريبة جدا من تطبيع علاقاتها مع السودان”، وهو ما أكده مستشاره الخاص للشؤون الخارجية آري شاليكار.

ويعيش السودان منذ الإطاحة برئيسه السابق عمر البشير، مرحلة انتقالية يتقاسم فيها عسكريون وقادة الحركة الاحتجاجية إدارة البلاد لحين إجراء انتخابات عامة مقررة في العام 2022.

وتواجه الحكومة الانتقالية صعوبات اقتصادية في ظل انخفاض حاد في قيمة العملة المحلية (الجنيه السوداني)، الأمر الذي زاد من الأصوات المنادية برفع العقوبات التي كانت واشنطن فرضتها على السودان في تسعينات القرن الماضي.

وتوصف الخطوة الأميركية برفع العقوبات بأنها تاريخية وداعمة للحكومة السودانية الساعية لطي صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد.

ووضع السودان على القائمة الأميركية للدول الإرهابية في عهد عمر البشير في العام 1993، الذي كان استقبل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الأراضي السودانية.

وشهدت الأشهر الأخيرة أيضا زيادة واشنطن للضغوط على الخرطوم لدفعها نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من نوفمبر، لكن إدارة ترامب أكدت أن لا صلة بين رفع العقوبات والتطبيع المحتمل بين السودان وإسرائيل، الحليف الرئيسي لواشنطن، وهو ما لا يتوافق مع آراء المراقبين.

2