بدء إجراءات شطب السودان من لائحة الإرهاب

السودانيون يأملون في أن تفتح الخطوة الأميركية الأبواب أمام دعم دولي أكبر للمسار الانتقالي الذي تشهده البلاد.
الخميس 2020/10/22
حمدوك: العقوبات الأميركية تهدد المسار الديمقراطي

الخرطوم – أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء أن الولايات المتحدة بدأت إجراءات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في خطوة انتظرها السودانيون طويلا ويأملون في أن تفتح الأبواب أمام دعم دولي أكبر للمسار الانتقالي الذي تشهده البلاد.

وسبق وأن صرح رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بأن استمرار بقاء الخرطوم ضمن اللائحة يهدد بتقويض المسار الديمقراطي في بلاده.

وجاءت تصريحات بومبيو للصحافيين بعد أيام من إعلان الرئيس دونالد ترامب في تغريدة على “تويتر” عن توجه لشطب اسم الخرطوم من القائمة السوداء بعد أن حوّلت أموالا لتعويض ضحايا أميركيين وأسرهم، في عمليات إرهابية يتهم نظام الرئيس عمر البشير بالوقوف خلفها على غرار تفجير المدمرة كول في سواحل اليمن.

ولم يفصح بومبيو عما إذا كان شطب اسم السودان سيكون مشروطا بموافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أنه أكد أن بلاده تعمل “بدأب” لدفع الخرطوم نحو هذا القرار.

مايك بومبيو: نعمل بدأب لإقناع السودان بتطبيع العلاقة مع إسرائيل
مايك بومبيو: نعمل بدأب لإقناع السودان بتطبيع العلاقة مع إسرائيل

وقال “نواصل العمل معهم بنشاط لإظهار لماذا من مصلحة الحكومة السودانية اتخاذ هذا القرار السيادي. نأمل أن يقوموا بذلك، ونأمل أن يقوموا به سريعا”.

ويرى مراقبون أنه من غير المستبعد أن تكون حصلت توافقات سرية على أن يجري إعلان تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية بعيد شطب الخرطوم من اللائحة السوداء.

وما يعزز هذه الفرضية ما كشفه وزير إسرائيلي في وقت سابق الأربعاء بأن توقيع اتفاق آخر للسلام سيجري قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ورجّح وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس، أن تعلن دول عربية إضافية، تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مطلع شهر نوفمبر المقبل.

وأوضح أكونيس في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، “سيكون هناك تطبيع للعلاقات مع دول أخرى، وليس بالضرورة مع السودان”.

وشدد أكونيس “لدي أساس معقول لأقول إن الإعلان سيصدر قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، هذا ما أفهمه من مصادري”.

ورفض أكونيس الكشف عن الدولة أو الدول التي قد تعلن عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وأشار إلى أن “الإعلان متروك لإدارة الرئيس الأميركي”.

وأعلنت الإمارات والبحرين، عن تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، الشهر الماضي، في تحول ستكون له انعكاسات شديدة على التحالفات في المنطقة.

وسبق وأن ضغطت الولايات المتحدة على السودان لاتخاذ خطوة التطبيع بيد أن انقسامات بين مكونات السلطة الانتقالية حالت دون ذلك.

ويقول مراقبون إن ربط الولايات المتحدة لخطوة شطب السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، بمسألة العلاقة بإسرائيل بأسلوب لا يخلو من ابتزاز شكل إحراجا حتى لأولئك الداعمين لمسار العلاقة مع تل أبيب في الخرطوم.

ويلفت هؤلاء إلى أن الإعلان عن عدم وجود رابط بين المسألتين من شأنه أن يرفع هذا الحرج، لاسيما مع بروز تيار شعبي بات يدفع هو الآخر نحو التطبيع.

2