أفضل موقع يستقطب الزوار في مراكش يستعيد حيويته

مجمع حديقة ماجوريل في مراكش يفتح أبوابه أمام زواره بعد أشهر من إغلاقه بسبب فايروس كورونا.
الجمعة 2020/10/02
الحديقة بانتظار عشاقها

أعلن القائمون على حدائق ماجوريل بمدينة مراكش المغربية افتتاح المجمع أمام الزوار بعد أكثر من ستة أشهر قضّتها خالية من عشاقها وزوارها، لكن شرط أن يلتزموا بارتداء كماماتهم وتعقيم أيديهم باستمرار.

مراكش (المغرب)- رحب مجمع حديقة ماجوريل في مراكش (جنوب وسط المغرب)، والذي يضم أيضا متحف البربر ومتحف الفن الإسلامي، بالزوار للمرة الأولى منذ أشهر من إغلاقه بسبب فايروس كورونا.

وسيخضع الزوار لقياس درجة حرارتهم عند الدخول مع الالتزام بارتداء الكمامة طوال فترة بقائهم داخل مجمع الحدائق.

وأكد القائمون على مؤسسة حدائق ماجوريل أنه تم الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية الصحية التي وضعتها الحكومة، بما في ذلك التباعد الاجتماعي، والارتداء الإجباري للكمامات علما وأنه سيتم تقديم الكمامة لمن لا يتوفر عليها، وتوفير وسائل التعقيم، وقياس درجة حرارة الجسم عند المدخل.

ومع توفير عبوات مطهر الأيدي في الكثير من الأماكن داخل المجمع، فإن الزوار مطالبون بغسل وتطهير أيديهم على فترات أثناء وجودهم داخله.

ومع تذبذب مشاعر المغاربة بين رغبتهم في العودة إلى نسق حياتهم الطبيعي وتزايد مخاوفهم من الإصابة بالعدوى بكورونا، يتوقع أن يكون الإقبال على الحدائق محتشما.

ويأتي إعلان المؤسسة عن إعادة فتح حديقة ماجوريل والمتحف الأمازيغي للجمهور من الأربعاء إلى الأحد، في وقت ترتفع فيه أصوات تطالب بـ”حماية المدينة التي تختنق”، إذ تواجه مراكش، التي تعد قبلة السياحة المغربية، أزمة غير مسبوقة بسبب افتقادها لزوارها الذين يصل عددهم سنويا عادة إلى مليون زائر.

فمتحف الأمازيغ الذي يقع في حديقة ماجوريل مثلا يستقبل لوحده أكثر من 140 ألف زائر سنويا.

ويعرض المتحف المكرس لأمازيغ المغرب ومجتمعاتهم وثقافاتهم وتقاليدهم، من الريف في الشمال إلى الصحراء في الجنوب، قطعا أثرية من الأمازيغ مثل السجاد والأزياء والحلي وإبريق الشاي وغيرها حيث يحوي المتحف أكثر من 600 قطعة أثرية فريدة.

وكان فنانو مراكش الشعبيون والحكواتيون والحلايقية حاولوا، في يوليو الماضي، بعث الحياة في هذه المدينة، حيث نظموا لقاء افتراضيا تضمن عروضا عن بعد في إطار تظاهرة فنية في رسالة تستدعي فيها زوارها المغاربة والأجانب إلى العودة لمعقل الثقافة الشعبية في المغرب.

مكان مميز
مكان مميز

وتعج هذه الساحة العائدة للقرن الحادي عشر عادة بالزوار لكن مرقصي الأفاعي وعازفي الشوارع وباعة التذكارات والعرافات هجروها فيما بقيت سيارات الأجرة وعربات الجياد خالية منذ أعلن المغرب حالة الطوارئ الصحية في منتصف مارس الماضي وأغلق حدوده لمكافحة جائحة كوفيد – 19.

فيما يعد مجمع حديقة ماجوريل واحدا من أكثر المواقع التي يقصدها الناس في المغرب، وهو أضخم عمل للرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي أقدم على صباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع وهو ما فاجأ سكان المدينة الحمراء.

وأُنقذ هذا المجمع بعد رحيل ماجوريل، في الثمانينات من القرن الماضي، على يد إيف سان لوران أشهر مصمم أزياء فرنسي، وشريكه بيار بيرجيه، من خلال إنشائهما متحف إيف سان لوران الذي تم افتتاحه العام الماضي.

وأصبح الآن المكان أحد أهم معالم مدينة مراكش السياحية حيث تم تحويل المبنى المحاط بالحديقة إلى متحف للفنون الإسلامية وتحتوي الحديقة على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس خصوصا مختلف أنواع نبات الصبار.

وجعل هذا الفضاء المراكشيين المولعين بالعمارة الإسلامية والأندلسية التي تولي اهتماما خاصا للحدائق يهتمون بالمنتزهات الشاسعة، فجعلوها مدينة الحدائق اليانعة المؤثثة بالنخيل والأشجار والورود العطرة، ساعدتهم في ذلك وفرة المياه التي تصل إلى بساتينها بعد ذوبان ثلوج جبل توبقال الشامخ في شرق المدينة، فتنزل مياها صافية عبر وادي تانسيفت الذي يمر بمحاذاة المدينة التاريخية.

وساهمت مؤسسة حدائق ماجوريل على امتداد 6 أشهر في دعم التدابير التي اعتمدتها المملكة لمكافحة الفايروس، كما حافظت على جميع التزاماتها تجاه 200 من العاملين بها.

وتعتبر مراكش على غرار الدار البيضاء عاصمة البلاد الاقتصادية، من أكثر المناطق تضررا بالفايروس في المغرب. وفي حين تدعو الأطراف الناشطة في قطاع السياحة إلى إنقاذه يعرب الكثير من رواد الإنترنت عن قلقهم من الوضع الصحي واكتظاظ المستشفيات.

24