فيضان النيل الأزرق يهدد الخرطوم بالغرق

الخرطوم - مع بداية كل فصل خريف تتجدد المعاناة في السودان، لتتجدد معها الأزمات المزمنة والأحزان التي تسببها هطول الأمطار وتشكل السيول وتنتج عنها أضرار كبيرة في ربوع البلاد.
وتسببت السيول والفيضانات الموسمية التي ضربت السودان منذ أكثر من شهر بمقتل 95 شخصا وإصابة 46 آخرين، منذ بداية فصل الأمطار الخريفية في يونيو، فيما انهار20.957 منزل كليا، و37.516 جزئيا، بجانب تضرر 152 مرفقا، و318 من المتاجر والمخازن، ونفوق 5.479 من المواشي و59 من الدواجن، كما غرق جزء من أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم، تحت المياه.
وجاء الفيضان رغم بدء إثيوبيا في ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق في يوليو. ومن المتوقع أن يساعد سد النهضة السودان في السيطرة على الفيضانات في المستقبل.
وعادة ما يشهد السودان الفيضان في الصيف، لكن هذا العام تسببت مستويات المياه غير المسبوقة في إغراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بينما يخشى السكان في أنحاء الخرطوم على منازلهم بسبب المياه الآخذة في الارتفاع.
ومن المتوقع أن يتم ملء خزان سد النهضة تدريجيا على مدى الأعوام القليلة المقبلة بالتزامن مع بدء تشغيل السد، لكن إثيوبيا لم تتوصل لاتفاق بعد على شروط الملء والتشغيل مع دولتي المصب السودان ومصر.
وقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إن فيضان النيل للعام الحالي أدَّى إلى خسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات بالبلاد.
95 شخصا قتلوا وأصيب 46 آخرون منذ بداية فصل الأمطار الخريفية في السودان
وتدفقت مياه النيل فجر الأحد، وحاصرت جزيرة “توتي”، وغمرت شارع النيل، وتدفقت إلى محيط القصر الرئاسي ومجلس الوزراء.
وكان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان قد وجه السلطات المختصة السبت الماضي إلى إنشاء غرف طوارئ خاصة، لترتيب مساعدات للمتضررين من السيول والفيضانات.
وأعلنت وزارة الري والموارد المائية أن مستوى مياه النيل الأزرق وصل ارتفاعا غير مسبوق منذ مئة عام، إذ بلغ 17.48 متر، وهو يفوق بـ22 سم أعلى رقم مسجل 17.26 متر.
وتعرضت العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات على مدار الأيام الماضية لأمطار غزيرة، فيما ضربت سيول مناطق في “شرق النيل”، شرقي العاصمة.
وأعلن والي (حاكم) ولاية الخرطوم، أيمن نمر، حالة الاستنفار القصوى لمجابهة الفيضانات والسيول التي ضربت العاصمة.
وقال نمر، في بيان إن “حجم الكارثة التي أصابت ولاية الخرطوم أكبر من مقدرات إمكانيات الولاية المحدودة”.
ولفت إلى أن أكثر من 60 منطقة بالخرطوم تأثرت بالفيضانات والسيول وتضرر أكثر من 5 آلاف منزل.
وأعلن “حالة الاستنفار القصوى بالعاصمة”، مشيرا إلى فقدان أرواح جراء الفيضانات، دون ذكرها.
ودعا المنظمات والأحزاب السياسية ولجان المقاومة للانخراط في مواجهة أثر الفيضان.
وأعلنت الأمم المتحدة عن دعمها لجهود الاستجابة الوطنية السودانية لتداعيات الفيضانات الشديدة الأخيرة التي تعرضت لها البلاد، داعية المجتمع الدولي إلى توسيع نطاق الدعم للخطة الإنسانية للسودان والمقدرة بـ1.6 مليار دولار، مول منها حتى الآن ما نسبته أقل من 44 في المئة.
وأكد ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في تصريحات أدلى بها أن الدعم الأممي بهذا الشأن شمل خدمات المأوى في حالات الطوارئ واللوازم المنزلية، إلى جانب المياه والصرف الصحي والنظافة والطعام والخدمات الصحية ومكافحة ناقلات الأمراض.
وكشف عن القدرة على الاستجابة السريعة، حيث تم تخزين الإمدادات لتلبية احتياجات 250 ألف شخص مسبقا قبل هطول الأمطار، لكنه في نفس الوقت أشار إلى نفاد المخزون بسرعة.
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو ويستمر حتى أكتوبر.