الراعي يعلن الحرب على مشروع المثالثة

بيروت - أعلن البطريرك الماروني في لبنان، مار بشارة بطرس الراعي، اعتزامه شن حرب على مشروع “المثالثة”، الذي يدفع حزب الله نحو إرسائه في لبنان.
و”المثالثة” هو تقسيم عملية صناعة القرار بين السُنة والشيعة والمسيحيين، بدلا من “المناصفة” الحالية بين المسلمين والمسيحيين، القائمة منذ اتفاق الطائف عام 1989، بعد الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990).
وقال الراعي، في حوارٍ تلفزيوني مع قناة “أم.تي.في” اللبنانية “واقعنا يحتاج لميثاق استقرار، وإذا كان المقصود المثالثة ويُعمل عليها تحت الطاولة، فسنرفضها فوق الطاولة، وسنقوم بحرب معنوية ضدها؛ لأن هذا موت للبنان”.
وكثر الحديث في الأيام الأخيرة عن مفاوضات تجري في الكواليس على صيغ حكم جديدة في لبنان، وسبق وأن طرح الرئيس الفرنسي إرساء عقد سياسي جديد في هذا البلد.
ويخشى العديد من اللبنانيين ولاسيما الموارنة من مساعِ لعقد صفقة إقليمية ودولية شاملة بشأن الصراعات في المنطقة يكونون هم أحد ضحاياها كمشروع المثالثة.
ودعا الراعي إلى التمييز بين “المقاومة” لإسرائيل وبين مشكلة السلاح، وعلى الدولة حلّ هذه المشكلة.وبعد أيام من اشتباكات في منطقة خلدة (جنوب) بين عرب المنطقة وجماعة حزب الله اللبنانية، حث الراعي، الأحد، الدولة على “لمّ السلاح المتفلّت، وجعله تحت إمرة الجيش والقرار السياسي”.
وقال الراعي مساء الاثنين “حتى الآن العلاقة مقطوعة مع حزب الله، منذ يوم زيارتي إلى القدس (2018) لاستقبال البابا (فرنسيس)”.
وشدد على أن “البلد لا يحتمل، وننتظر أي حكومة ستُشكل، وإذا كانت على نهج الحكومات السابقة، أي محاصصة بين الكتل النيابية، فهذا لا يبشّر بالخير”.
وتوجد في لبنان ثلاث رئاسات، هي رئاسة الجمهورية ويتولاها مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة ويتولاها مسلم سُني، ورئاسة مجلس النواب (البرلمان)، يتولاها مسلم شيعي.
وكلّف الرئيس اللبناني، ميشال عون، الإثنين، السفير لدى برلين، مصطفى أديب، بتشكيل حكومة تخلف حكومة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس الجاري، بعد 6 أيام من انفجار مرفأ العاصمة بيروت، الذي خلف خسائر بشرية وأضرارا مادية بما لا يقل عن 15 مليار دولار، وفق أرقام رسمية غير نهائية.
وزاد هذا الانفجار الوضع سوءًا في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.