قوى شيعية تحرض على الصدام بين الحكومة والمحتجين

وكلاء إيران في العراق يخشون أن يجدوا أنفسهم محاصرين في الشارع الشيعي خلال مرحلة التحضير للانتخابات.
السبت 2020/08/29
تأليب الشارع العراقي على الكاظمي

الناصرية (العراق) – تدفع القوى السياسية الشيعية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لشن حملة قمع ضد المتظاهرين في وسط وجنوب البلاد الذين يمانعون عودة الأحزاب الموالية لإيران إلى ممارسة أنشطتها السياسية والميدانية في مناطقهم.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في العراق مطلع أكتوبر من العام 2019، يحظر المتظاهرون على الأحزاب المتهمة بالولاء لإيران ممارسة أي نشاط ميداني أو سياسي في بعض المدن وتحديدا الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوب البلاد، وهي واحدة من أبرز معاقل التشيع والفقر في الوقت نفسه.

ورغم تراجع زخم الاحتجاجات في العديد من المدن العراقية، وفي مقدمتها العاصمة بغداد، بسبب مخاطر تفشي وباء كورونا، حافظت الناصرية والبصرة ومعاقل شيعية في الوسط والجنوب على وتيرة تظاهر ثابتة، تشتد كلما سخن النقاش السياسي بشأن ملف ما.

وعندما تصاعد النقاش بشأن القانون الذي ينظم إجراء الانتخابات العامة بين الأحزاب والتيارات السياسية في بغداد، قاد متظاهرون جرافات لتهديم ما تبقى من مقرات الأحزاب والميليشيات الشيعية التابعة لإيران في الناصرية، بعد أن جرى إحراق كل منها أكثر من مرة سابقا.

وطالت عمليات الهدم ثلاثة مقرات تخص حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري وميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، وهي جهات تعد الأشد التصاقا بإيران من بين القوى السياسية والميليشيات الشيعية، في علامة واضحة على رفض الشارع الشيعي مشاركة أطراف محسوبة على طهران في عملية تقرير مصير العراقيين أو تمثيلهم سياسيا.

ويرى زعماء أحزاب وميليشيات موالية لإيران أن الكاظمي يستخدم الاحتجاجات في الوسط والجنوب ورقة للضغط على الأحزاب والميليشيات الشيعية الموالية لإيران، لتجريدها من فرص حراكها الميداني استعدادا لانتخابات يدور الكثير من الجدل بشأن موعدها وقانونها، برغم وجود إجماع غير معلن على ضرورة إجرائها في موعد مبكر، وهو صيف أو خريف العام القادم، أو في موعدها المحدد سلفا وهو ربيع 2022. وتستند اتهامات الأحزاب والميليشيات الشيعية للكاظمي باستخدام الشارع ضدها إلى حقيقة أنه أفسح في مكتبه أماكن لنشطاء ومشاركين في قيادة الحراك الشعبي ليلعبوا أدوارا استشارية، مثل مشرق عباس وكاظم السهلاني ورائد جوحي وهشام داود وحارث حسن.

وقال رئيس كتلة الفتح النيابية، ثاني أكبر كتل البرلمان العراقي محمد الغبان، إن “قادة الكتل ناقشوا مع الكاظمي ما يجري من أحداث وتصعيد في المحافظات الجنوبية”، مشيرا إلى أن “قادة الكتل أكدوا أهمية إعادة هيبة الدولة وسيادة القانون وعدم السماح للمخربين بالعبث بأمن البلاد”، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في مدن الجنوب.

وينتمي الغبان إلى منظمة بدر التي تعرض مقرها في الناصرية للحرق والتجريف على أيدي المتظاهرين، وهي جزء من مكونات تحالف الفتح الذي يضم أبرز زعماء الميليشيات والأحزاب الشيعية الموالية لإيران.

وتخشى قوى إيران في العراق أن تجد نفسها محاصرة في الشارع الشيعي خلال مرحلة التحضير للانتخابات، ما يدفعها لمواجهة علنية مع المحتجين، قد تكلفها ما تبقى من صلتها مع الجمهور.

3