الصواريخ الصينية تقتحم أوروبا عبر بوابة صربيا

وزير الخارجية الألماني: إن كانت بعض الدول تعتقد أن بوسعها عقد صفقات مربحة مع الصينيين، سوف تُفاجأ عندما تدرك أنها أصبحت دولا تابعة.
الثلاثاء 2020/08/04
الصواريخ الصينية في البلقان

بلغراد - اشترت صربيا جيلا جديدا من صواريخ سطح/جو متوسطة المدى موجهة بالرادار من الصين، في أول صفقة شراء تبرم في أوروبا لصواريخ “أف.كيه- 3” الدفاعية.

وأدرجت صفقة شراء نظام أف.كيه- 3 الدفاعي في التقرير السنوي لشركة الأسلحة الحكومية “يوجو أمبورت أس.دي.بي.آر”، التي تديرها الدولة، والذي جرى تقديمه الأسبوع الماضي إلى وكالة السجلات التجارية الحكومية.

وقالت شركة يوجو أمبورت إنها أبرمت 163 صفقة استيراد مع 31 دولة مقابل 620.3 مليون دولار عام 2019، وتضمنت صفقات شراء الأسلحة طائرات مسيرة مسلحة من الصين.

وأضافت الشركة أن “الجزء الأكبر في عمليات الاستيراد يتعلق بتحديث طائرات ميغ-29 وامتلاك أنظمة الطائرات المسيرة ونظام الدفاع الجوي أف.كيه- 3.

وفي عام 2018 أبرمت الشركة 162 صفقة استيراد مع 32 دولة بقيمة 482.7 مليون دولار، بما فيها صفقات شراء طائرات هليكوبتر روسية الصنع ما بين قتالية وأخرى لأغراض النقل.

وتعتبر بكين صربيا جزءا من مبادرتها “الحزام والطريق” التي تهدف لمد روابط تجارة خارجية جديدة أمام الشركات الصينية.

وتستثمر الصين مليارات اليورو في هذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان، وخاصة في القروض الميسرة والبنية التحتية ومشاريع الطاقة.

وتعد صربيا أكبر شريك استراتيجي للصين في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث أقامتا شراكة استراتيجية في عام 2009 التي ارتقت إلى شراكة استراتيجية شاملة في 2016.

ويقول الدبلوماسي النمساوي ولفجانج بيتريتش إن دول غرب البلقان قد تلعب دورا حاسما في التعاون المستقبلي بين الصين والاتحاد الأوروبي. وأضاف بيتريتش أن المنطقة تمثل منطقة عبور بين شرق أوروبا وغربها، وأن الاتحاد الأوروبي يظل أهم شريك اقتصادي لدول غرب البلقان.

وتسعى الصين منذ سنوات للتقرب من دول أوروبا الوسطى في سياق شراكة “16+1”، واستثمرت في عدد من القطاعات الاستراتيجية في بعض دول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما في مرفأ بيرايوس باليونان وأكبر شركة كهرباء في البرتغال، وسط تصاعد المنافسة التجارية بين واشنطن وبكين.

وتواصل الصين بسط نفوذها الاقتصادي وتمكنت من ضم إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، إلى “طرق الحرير الجديدة”، خطتها الضخمة لنشر بنى تحتية بحرية وبرية تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

ووقعت إيطاليا اتفاقات تتضمن استثمارات صينية في مرفأي جنوى وترييستي، في انفتاح على الصين أثار قلق بعض القادة الأوروبيين الذين انتقدوا التوجهات الإيطالية.

ولفت القادة الأوروبيون في بيان لهم إلى أن “بنى تحتية استراتيجية هامة مثل شبكات الكهرباء أو خطوط القطارات فائقة السرعة أو المرافئ، لم تعد بأيد أوروبية بل صينية”، مضيفين “أوروبا بحاجة ماسة إلى استراتيجية حيال الصين”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا إلى “التنبه والدفاع عن السيادة الأوروبية” بوجه بكين التي وصفتها المفوضية الأوروبية بأنها “خصم على جميع الأصعدة”.

ومن جانبه قال  وزير الخارجية الألماني هايكو ماس « إن كانت بعض الدول تعتقد أن بوسعها عقد صفقات مربحة مع الصينيين، سوف تُفاجأ عندما تدرك أنها أصبحت دولا تابعة” مشيرا إلى أن “الصين ليست ديمقراطية ليبرالية».

5