وزير خارجية الجزائر يسعى إلى التهدئة مع المغرب

وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم يؤكد خلال لقاء تلفزيوني مساعي بلاده لتسوية ملف الصحراء المغربية.
السبت 2020/07/25
محاولة تقوية الموقف الجزائري

نقل وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ملف الصحراء المغربية إلى روسيا حيث أكد من هناك مساعي بلاده للدفع نحو التهدئة وتسوية شاملة لهذا الملف رغم الشكوك التي تحوم حول تحركات الجزائر وموقفها من المغرب.

 الرباط – أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم متانة العلاقات بين الرباط والجزائر، وتوجه قيادة بلاده نحو تجنب الصراع في المرحلة المقبلة، رغم الانتقادات التي توجه لبلاده بأنها تذكي في كل مرة الخلافات حول هذا الملف.

وقال المسؤول الجزائري في حوار مع التلفزيون الروسي “روسيا اليوم”، على هامش زيارته إلى موسكو، في حديثه عن مستوى العلاقات الجزائرية المغربية، إن ’’بلده يتمنى الخير للمغرب ولا يريد أن يسمع من مسؤول جزائري أي كلام غير لائق تجاه هذا البلد’’.

وأوضح وزير الخارجية الجزائري أن ’’بلاده لن تدخل في أي صراع مع المغرب’’، معتبرا أن هذه التصرفات لن تصدر من عند المسؤولين الجزائريين، وأن ’’المغرب لن يطوله أي سوء من الجزائر التي لا تطلب سوى الاحترام فقط’’.

وتعليقا على ما قاله بوقادوم، أكد هشام معتضد الأكاديمي والمحلل السياسي المقيم بكندا، في تصريح لـ”العرب” أن ’’تبني وزير الخارجية الجزائري تصريحات ودية من موسكو يندرج في إطار التوجه الذي بات يعتمده قصر المرادية منذ أيام تجاه المغرب.. وهو بمثابة تكتيك للتسويق السياسي والإعلامي طالما هناك غياب تام لترجمة هذه التصريحات إلى تدابير فعلية على الميدان’’.

وأكد معتضد أن ’’ما أدلى به بوقادوم لا يترجم الرغبة السياسية والدبلوماسية للجزائر لطي مواقفها حيال المغرب وملف الصحراء ويأتي متناقضا لتحركاتها الميدانية’’.

وسعى بوقادوم خلال الحوار التلفزيوني إلى أن يربط تصريحاته بخصوص مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية بمستقبل المغرب العربي الكبير متمنيا أن ’’يكون موحدا’’، لافتا إلى أن بلاده تطلب الاحترام المتبادل في العلاقة مع دول الجوار.

وشدد المسؤول الجزائري على أن هذا الاحترام “لا يغير مواقفنا الدولية المعروفة والمقبولة عند العالم، بما فيها المغرب”، ما رأى فيه منتقدون استمرار دفاع بلاده عن بوليساريو.

وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قد قال في لقاء تلفزيوني قبل أيام، إن بلاده تحترم المغرب وتنتظر مبادرة منه من أجل حل المشاكل العالقة بين البلدين، رغم أن بلاده لم تتفاعل مع مبادرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس قبل عامين تقترح إنشاء لجنة مشتركة لحل الإشكالات العالقة بين البلدين.

روسيا تجدد التزامها بالحلّ السلمي
روسيا تجدد التزامها بالحلّ السلمي

ويرى معتضد أن ’’الخطاب الذي تحاول الجزائر تسويقه منذ أسابيع، على المستوى الدولي، حول علاقتها مع المغرب يصطدم بتحركاتها السياسية حيال المغرب بالإضافة
إلى إخلالها الدبلوماسي بأدبيات حسن الجوار’’.

وعقب اللقاء الذي جمع وزير الخارجية صبري بوقادوم، بنظيره الروسي سيرجي لافروف، بالعاصمة الروسية الأربعاء، أكد لافروف ’’أهمية تسوية ملف الصحراء بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي’’.

وشدد لافروف على أن بلاده تؤكد ضرورة حل الأزمات الدولية بالطرق السلمية، وعدم التدخل الأجنبي، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، مشددا في السياق ذاته على ضرورة “تحرك الأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية، وتطبيق القرارات الأممية المتعلقة بها”.

ويرى مراقبون أن الروس لا يريدون أي توتر مع المغرب وهم يضعون أعينهم على شراكة تكون المناطق الصحراوية وجهة لاستثمارات الشركات الروسية، لهذا يبدو أن المغرب منفتح على أي مبادرة تدعم الحل السياسي بالصحراء دون أن يكون مستعجلا في علاقة باستثمارات موسكو وتتم دراسته بتمهل نظرا لتعقيداته الكبيرة.

وقبل أسبوعين، ندد كل من سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، في رسالة إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باتشيليت، بـ”الدعاية التضليلية التي تقودها الجزائر وجبهة البوليساريو لحرمان سكان الجهتين من التنمية’’.

ومساعي صبري بوقادوم لوضع ملف الصحراء على طاولة المباحثات الثنائية مع نظيره الروسي لتقوية موقف بلاده حول هذا الملف، خاصة في ظل الوضع الجيوستراتيجي الحالي المرتبط بالأزمة الليبية، حسب هشام معتضد، فشلت بتأكيد روسيا على لسان وزير خارجيتها على دعمها الكامل للتسوية السياسية لملف الصحراء على أساس القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.

وتعتبر قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن في السنوات الأخيرة أن الجزائر طرف أساسي في النزاع، لاعتبارات تتعلق بالدعم الذي تقدمه للبوليساريو، رغم أن الرئيس الجزائري أكد أن ’’هذا الملف متروك للمغرب للدخول في حوار مع الجبهة، وإذا وافق الصحراويون على مقترحاتهم فسوف نشيد بذلك’’.

4