سلاح الميليشيات يثبت سطوته في العراق من خلال موجة الاختطاف والاغتيال

قضية اختطاف الناشطة الألمانية هيلا ميويس في بغداد تسلط الضوء على التحديات الأمنية مجدداً.
الأربعاء 2020/07/22
ضبط فوضى السلاح فكرة مستعصية

بغداد - تبحث السلطات الأمنية العراقية عن ناشطة ألمانية اختطفت في بغداد ليل الاثنين – الثلاثاء، في قضية جديدة تسلّط الضوء على التحديات الأمنية التي لا تزال مطروحة بقوة في العراق الذي لم ينجح رغم الجهود الكبيرة والتضحيات التي بذلها بشريا وماديا في استعادة توازنه واستقراره بشكل كامل الأمر الذي يؤثّر على أوضاعه الداخلية وسمعته في الخارج.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، الثلاثاء، إن القوات الأمنية العراقية لا تزال تبحث عن المواطنة الألمانية المختفية، هيلا ميويس.

وأضاف معن متحدّثا لوكالة الأنباء الألمانية “إلى غاية الآن، القوات الأمنية لا تزال تبحث عن المواطنة الألمانية التي اختفت الليلة الماضية في أحد شوارع بغداد”. وأوضح أن هناك “اهتماما أمنيا وتوجيهات من وزير الداخلية عثمان الغانمي للقوات الأمنية بمختلف قطاعاتها  لتكثيف الجهود للبحث عنها”، موضّحا “هيلا زميلة عزيزة علينا وتحظى بتقدير واحترام من قبلنا وعملت كثيرا من أجل العراق ومن الواجب علينا البحث عنها، والقوات تواصل جهودها منذ الليلة الماضية”.

وكان نشطاء حقوقيون ذكروا في وقت سابق أن مسلحين مجهولين اختطفوا المواطنة الألمانية في العاصمة العراقية.

ويعاني العراق منذ سنة 2003 فوضى سلاح عارمة أثّرت على مستوى الأمن والاستقرار في البلد، بسبب وجود ميليشيات مسلّحة تجمع أغلبها علاقات وثيقة بالأحزاب الحاكمة.

ورغم تردّد فكرة ضبط فوضى السلاح في الخطاب السياسي العراقي، إلّا أن تطبيقها على أرض الواقع بدا في الكثير من المنعطفات والأحداث أمرا بالغ الصعوبة.

ومؤخّرا حاولت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي جسّ نبض الميليشيات من خلال قيام جهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الدفاع بمداهمة مقرّ لميليشيا حزب الله العراق في ضاحية من ضواحي العاصمة بغداد، وتوقيف عدد من عناصر الميليشيا المشتبه بتحضيرهم لهجوم بصواريخ الكاتيوشا على مقارّ رسمية داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، لكنّ ضغوطا سياسية وإعلامية، وأيضا تهديدات باستخدام السلاح أفضت إلى إطلاق سراح عناصر الميليشيا.

ويستخدم سلاح الميليشيات في العراق أداة ضغط سياسي وتصفية حسابات، ليست فقط داخلية، بل خارجية أيضا، حيث إن عمليات تنفّذها تلك الميليشيات ضدّ سفارة الولايات المتحدة في العراق وأيضا ضدّ بعض المواقع التي تضم جنودا أميركيين، تحسب لفائدة إيران في صراع النفوذ الذي تخوضه ضد الولايات المتّحدة في العراق. ويبدو لمتابعين للشأن العراقي أن عمليات الاختطاف والاغتيال تستهدف مباشرة حكومة الكاظمي بسبب ما تبديه من رغبة في بناء علاقات متوازنة للعراق بدول الإقليم والعالم، ما يعني في أحد وجوهه بناء علاقة ندية مع إيران وهو ما لا ترغب فيه الميليشيات التابعة لها وتعمل على عرقلته.

وكان اغتيال الباحث العراقي هشام الهاشمي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية المسلّحة، مؤخّرا في بغداد على يد مجموعة مسلّحة، قد اعتبر بمثابة رسالة تهديد لرئيس الوزراء، على اعتبار الهاشمي المعروف بمواقفه الناقدة للميليشيات أحد المقرّبين من مصطفى الكاظمي، وهو الأمر الذي قد ينطبق أيضا على اختطاف المواطنة الألمانية من زاوية أنّه رسالة إلى الدول المتعاونة مع الحكومة العراقية بأن الأخيرة غير قادرة على ضبط الأوضاع في البلاد.

3