انطلاق مهرجان ليوا للرطب دون زوار

الدورة السادسة عشرة من المهرجان تشهد توسعا كبيرا من حيث المشاركة إلى جانب الرفع من قيمة الجوائز وزيادة فئات الرطب والفواكه وتغيّب الأنشطة والفعاليات الموجهة للأطفال.
الأحد 2020/07/19
كرنفال سنوي يعجز حتى كورونا عن إلغائه

بدأت فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان ليوا للرطب لتفتح المجال أمام المزارعين وأهل الاختصاص من مختلف أنحاء الإمارات للتنافس على تقديم أفضل أنواع التمور وأفخرها، رغم غياب الزوار بسبب انتشار كورونا.

أبوظبي – انطلقت الدورة السادسة عشرة من مهرجان ليوا للرطب بمنطقة الظفرة، وبسبب تفشي فايروس كورونا المستجد ستقتصر الفعاليات على مسابقات الرطب والفواكه، لكن دون زوار، حرصا على سلامة المشاركين والعاملين.

وعلى الرغم من غياب عشاق التراث ومحبي شجرة النخيل ومنتجاتها المتنوعة عن المهرجان الذي يعد كرنفالا تراثيا عائليا ومقصدا للجميع منذ انطلاقه في عام 2004، تشهد الدورة الحالية توسعا كبيرا من حيث المشاركة إلى جانب الرفع من قيمة الجوائز وزيادة فئات الرطب والفواكه المشاركة بالمهرجان، بحسب فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية.

ويعد المهرجان المقام في مدينة ليوا بالظفرة (المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي)، حدثا سنويا للتفاعل بين المزارعين وتبادل الخبرات للحصول على أجود أنواع الرطب، والترويج لأفضل التمور وأفخرها وكيفية الحصول على منتج صحي بأساليب مستدامة.

ويحتفي المهرجان بشجر النخيل الذي لطالما شكّل جزءا أصيلا من الثقافة الإماراتية ولعب دورا هاما كمصدر غذاء يومي لسكان الصحراء بثماره التي تتربع على “عرش الفاكهة” عند الإماراتيين.

وستغيب عن المهرجان الأنشطة والفعاليات التي تقام سنويا للأطفال في قرية الطفل التي تتضمن عروضا للمسرح ومسابقات ثقافية وألعابا تقليدية، فضلا عن ورش عمل فنية متنوعة، يطالع الأطفال وذووهم عبرَها تاريخ ليوا وأهم القلاع فيها وأهمية النخيل والرطب وغيرها.

وقال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، إنه سيتم نقل المحاضرات التوعوية الثقافية المتعلقة بالمهرجان وأهدافه، وذلك من خلال بث مباشر عبر منصة “متواصلين معاكم” الافتراضية التابعة لمجالس أبوظبي، حيث ستقدم المنصة عددا من الخبراء من مختلف الجهات الحكومية والمعنية بالزراعة بشكل عام والنخيل بشكل خاص.

وأكد أنه “رغم الظروف السائدة بسبب انتشار الوباء، تم ابتكار هذه المنصات الافتراضية لإبقاء حلقات التواصل مع كافة المهتمين بالمهرجان مفتوحة”، مشددا أن “مهرجان ليوا للرطب يحافظ على مكانته المرموقة كمنصة تجمع بين المزارعين والمستهلكين وأصحاب الخبرة والجهات ذات الاختصاص من جهات حكومية أو خاصة مثل الشركات والمصانع ومراكز الأبحاث والابتكارات الزراعية وغيرها”.

وأضاف أن مكتب شؤون المجالس خصص مسابقة تتعلق بالمهرجان، وتمتد على كامل أيام المهرجان، عبر منصات التواصل الاجتماعي لمجالس أبوظبي، حيث تستهدف المسابقة المتابعين والمهتمين بالزراعة والثقافة والتراث، وستكون هناك جوائز قيمة للمتفاعلين مع المسابقة.

ومهرجان ليوا للرطب الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي هو أول فعالية كبرى تنتظم بعد أزمة كورونا، وستتواصل فعالياته، إلى غاية الـ23 من يوليو الحالي.

ولفت عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان، أن جوائز هذه الدورة شهدت زيادة 60 جائزة وزيادة قيمة الجوائز النقدية لخمس فئات بالمهرجان، حيث أن لجنة المهرجان لمست حجم الاهتمام والإقبال من المزارعين للتسجيل بمختلف المسابقات.

وأشار إلى أن التوسع في فئات المسابقة سيشجع المزارعين بشكل أكبر على التوسع في زراعة المزيد من أصناف الرطب والفاكهة. وأوضح أن عدد المسابقات في المهرجان يبلغ 22 مسابقة منها 11 مزاينة للرطب، و7 مسابقات للفواكه، ومسابقة أجمل مخرافة (وهي السلة المجدولة من خوص النخيل وتستخدم في حمـل الرطب)، و3 مسابقات للمزرعة النموذجية، وقد خصص لها 283 جائزة.

وقال مسلم عبيد الخالص العامري، الرئيس التنفيذي لشركة الفوعة، إن هذا المهرجان كان ولا يزال يحمل أهمية تراثية كبرى، حيث يعتبر ملتقى هاما لجميع المهتمين بالنخيل والتمور، مؤكدا أن إصرار الشركة على المشاركة رغم الظروف الاستثنائية لهذا العام يأتي انطلاقا من حرصها على تعزيز مكانة النخلة لدى الأجيال الجديدة. 

ولفت العقيد حمدان سيف المزروعي، مدير مديرية شرطة منطقة الظفرة، إلى أن مديرية شرطة تعمل بالتنسيق مع إدارة المهرجان على تسخير كافة الجهود من أجل الحفاظ على سلامة المشاركين والعاملين في المهرجان وصحتهم، إذ أن المهرجان يقام هذا العام بطريقة مختلفة؛ نظرا لانتشار فايروس كورونا.

وأضاف أنه تم تكثيف حملات التوعية للجمهور والتأكيد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي، وخصوصا أن مدينة ليوا بشكل خاص ومنطقة الظفرة بشكل عام تشهد تواجدا كثيفا من الناس بالتزامن مع موسم الرطب.

24