فوز ريال مدريد بلقب الليغا يحيي آماله في دوري أبطال أوروبا

برشلونة يفشل في الحفاظ على "ثوب البطل" باعتراف نجومه.
الخميس 2020/07/16
فرصة مثالية

بات ريال مدريد على بعد خطوة من لقب الدوري الإسباني الذي سيكون التتويج به مفتاح الفريق نحو مقارعة مانشستر سيتي في دوري الأبطال وإحياء آماله الأوروبية من جديد بعدما خسر اللقب الموسم الماضي لصالح بطل الدوري الإنجليزي هذا العام ليفربول.

مدريد – سيكون ريال مدريد الإسباني أمام فرصة تاريخية لحسم لقب الليغا واعتلاء منصة التتويج من جديد بطلا للدوري الإسباني بعد موسمين سيطر فيهما الغريم التقليدي برشلونة. وهي فرصة أيضا سيكون فيها التتويج خير دافع للعملاق المدريدي لكي يجدد آماله مع المسابقة الأبرز، دوري الأبطال، التي انهزم فيها ذهابا على أرضه ويتطلع إلى رد الاعتبار أمام مانشستر سيتي على أرض الأخير الشهر المقبل.

ويدخل الريال مباراته ضد ضيفه فياريال الخميس ضمن المرحلة الـ37 ما قبل الأخيرة من الدوري الإسباني لحسم اللقب وتقمّص “ثوب البطل” الذي بات يضيق على العملاق الكتالوني المشغول بمشكلاته الداخلية المتفاقمة.

ويخوض فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان هذه المرحلة التي تقام كل مبارياتها في اليوم ذاته، متصدرا الترتيب بفارق أربع نقاط عن غريمه الكتالوني الذي يستضيف أوساسونا.

لويس سواريز: علينا أن ننتقد أنفسنا. لقد تركنا اللقب يفلت منا
لويس سواريز: علينا أن ننتقد أنفسنا. لقد تركنا اللقب يفلت منا

ويقر محللون ومتابعون للدوري الإسباني بأن المستوى الذي ظهر عليه بطل أوروبا في المواسم الماضية بعد فترة التوقف الاضطراري بسبب وباء كورونا يبدو مطمئنا خصوصا أن الفريق ينتظره مشوار حاسم للعودة إلى دائرة الأضواء بدوري الأبطال.

ويمكن للنادي الملكي أن يضمن إحراز لقبه الـ34 في الليغا وتعزيز رقمه القياسي، بموجب سيناريوهات عدة ضمنها الفوز على فياريال دون الالتفات لنتيجة برشلونة.

لكن النادي الملكي الذي يحتاج فقط إلى نقطتين في المباراتين المتبقيتين، سيكون قادرا أيضا على التتويج أيضا في حال فشل غريمه الكتالوني في الفوز على ضيفه.

ويبدو ريال مرشحا فوق العادة لحسم اللقب دون انتظار المرحلة الـ38 الأخيرة المقامة الأحد، في ظل نتائجه المثالية منذ استئناف الليغا في يونيو الماضي.

وحقق النادي الملكي تسعة انتصارات في تسع مباريات منذ العودة آخرها الاثنين في المرحلة الثانية والثلاثين ضد مضيفه غرناطة (2-1).

وشدد زيدان بعد الفوز الذي حمل الرقم 25 للفريق في 36 مباراة (مقابل ثمانية تعادلات وثلاث هزائم)، على ضرورة “أن نكون فخورين جدا بالفريق لأنه ليس من السهل تحقيق 9 انتصارات في 9 مباريات”.

وحذّر قائلا “لدينا مباراتان أخريان ولم نفز بأي شيء بعد. لقد حققنا ثلاث نقاط مهمة، لكننا سنلعب الخميس وعلينا التعافي سريعا. نتطلع للفوز بالليغا وبكل شيء أمامنا”. وتابع “اقتربنا من تحقيق غايتنا، لكننا لم نصل إلى الهدف بعد”.

وينسب إلى زيدان فضل كبير في ما يقدمه ريال حاليا من عروض يستطيع أن يدعمها في دوري الأبطال الذي غاب عنه الموسم الماضي، لكنه سيصطدم بعقبة كبرى كونه سيواجه مانشستر سيتي المتوهج بدوره للتتويج بأول لقب في تاريخه.

وأخرج زيدان من بعض لاعبي ريال أفضل ما لديهم: أهداف مواطنه كريم بنزيمة (ثاني ترتيب هدافي الليغا هذا الموسم مع 19 هدفا، بفارق ثلاثة فقط خلف القائد الأرجنتيني لبرشلونة ليونيل ميسي)، لمحات الكرواتي لوكا مودريتش التي أعادت إلى الأذهان كرته الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2018، ودور محوري لقائد الفريق سيرجيو راموس، زادته أهمية أهداف من نقطة الجزاء كانت فاصلة مرارا في منح النقاط الثلاث، وخيارات في التشكيلة الأساسية أثبتت نجاعتها على المستطيل الأخضر، على رغم أنها لاقت انتقادات المشجعين في بعض الأحيان.

وفي مقال نشرته صحيفة “ماركا” المدريدية الثلاثاء، اعتبر المعلق روبن خيمينيز أن أي انتقاد لزيدان هو في غير محله.

وقال “في لقبَي الليغا (2017 والمرتقب) قاتل يوما بيوم، اللاعبون بذلوا الجهد والعرق لثمانية وثلاثين مرحلة، وهو اعتمد على 38 تشكيلة أساسية مختلفة”. وتابع “انتقاد زيدان سخيف. هم (منتقدون) لا يتعلمون، ويواصلون القيام بذلك”. وعلى الجانب الآخر تزايدت عثرات برشلونة خلال فترة ما بعد العودة وخسر الصدارة التي كانت في حوزته وبات الغموض يلف نجومه للبقاء وأولهم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وعانى النادي الكتالوني على أكثر من صعيد: تباينات خافية بين الإدارة واللاعبين وفي مقدمهم ميسي المتردد -بحسب التقارير الصحافية- في تجديد عقده الممتد حتى نهاية الموسم المقبل، انتقادات لضعف مدربه كيكي سيتيين وخياراته وأداء مخيب في بعض المباريات أفقده نقاطا ثمينة.

ومنذ عودة الدوري، حقق برشلونة ثلاثة تعادلات وستة انتصارات، آخرها الفوز السبت بهدف يتيم على بلد الوليد.

وبالنسبة إلى الأوروغوياني لويس سواريز، ثاني هدافي برشلونة هذا الموسم في الليغا خلف ميسي، دفع برشلونة ثمن أخطائه.

وقال في تصريحات لصحيفة “موندو ديبورتيفو”، “علينا أن ننتقد أنفسنا (..) لقد تركنا اللقب يفلت منا”.

وتابع حديثه “ندرك أن المسؤولية تقع علينا، نحن لا نبحث عن أعذار. الآن، للحفاظ على شرف برشلونة، علينا الفوز في المباراتين المتبقيتين وبعدها التركيز على دوري أبطال أوروبا الذي يمكننا القتال لأجله”.

وبعد نهاية الموسم المحلي، سيكون على النادي الكتالوني خوض مباراة الإياب في الدور ثمن النهائي للمسابقة القارية العريقة، عندما يستضيف نابولي الإيطالي (1-1 ذهابا) في الثامن من أغسطس المقبل.

ويواجه الريال أيضا مهمة صعبة في إياب ثمن النهائي، إذ يتوجب عليه قلب تأخره ذهابا (1-2) أمام مانشستر سيتي الإنجليزي. وفي حال تمكن قطبا الكرة الإسبانية من تخطي ثمن وربع النهائي، ستجمع مواجهة مرتقبة بينهما في نصف النهائي، بحسب قرعة المسابقة التي أقيمت الأسبوع الماضي.

وحسمت أربعة أندية المراكز الأربعة المؤهلة إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل، هي ريال وبرشلونة وأتلتيكو مدريد الثالث وإشبيلية الرابع.

وتتواصل يين أتلتيكو وإشبيلية المعركة على إنهاء الموسم في المركز الثالث، إذ يتقدم القطب الثاني للعاصمة بفارق الأهداف.

ويحل أتلتيكو الخميس ضيفا على خيتافي، بينما سيكون إشبيلية في ضيافة ريال سوسييداد المنافس على إحدى بطاقتي التأهل إلى مسابقة “يوروبا ليغ”، مثله مثل فياريال.

23