معبر واحد لا يكفي لإنقاذ السوريين

نيويورك – قوبلت موافقة مجلس الأمن على دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر تركي واحد برفض واسع من المنظمات الحقوقية ودول غربية اعتبرت أن هذه الخطوة بمثابة ضربة قاضية توجه للملايين من المدنيين السوريين.
ووافق المجلس على هذا القرار السبت بعد انقضاء أجل عملية إنسانية استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحدة. وفيما وصف المجلس المساعدات المنقولة من تركيا بأنها “شريان حياة” للسوريين في شمال غرب البلاد، حذرت منظمات من أن هذه الخطوة التي تقتصر على إدخال المساعدات عبر معبر تركي واحد ستؤدي إلى مفاقمة معاناة السوريين.
وقالت وكالات إغاثة إن قرار مجلس الأمن الذي قضى بفتح معبر واحد بدلا من معبرين حدوديين لتسليم المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة سيؤدي إلى فقدان أرواح ويزيد من معاناة 1.3 مليون سوري يعيشون في المنطقة.
وكانت الدول الغربية قد طالبت باستمرار نقل المساعدات عبر المعبرين الواقعين على الحدود بين سوريا وتركيا غير أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) الجمعة لإسقاط محاولة أخيرة لإبقاء المعبرين مفتوحين.
وأكدت وكالات الإغاثة العاملة في سوريا في بيان مشترك “ستزداد في شمال غرب سوريا، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود، صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون على الغذاء والدواء الذي تقدمه الأمم المتحدة عبر الحدود”.
وقال البيان “هذه ضربة مدمرة مع تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد – 19 في إدلب المنطقة التي ضعفت بنيتها التحتية في مجال الصحة بشكل كبير”.
وفي بيان منفصل قالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان إن قرار مجلس الأمن أغلق “الطرق المباشرة أمام مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين هم في أمس الحاجة للغذاء والدواء”.
وقال لويس شاربونو مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش “أذعن أعضاء المجلس ومنحوا موسكو ما تريده أي تخفيض آخر كبير في المساعدات الموجهة عبر الحدود إلى السوريين البائسين الذين يعتمدون عليها من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وطلب السفير الألماني في الأمم المتحدة كريستوف هيوسجن من نظيريه الروسي والصيني أن ينقلا لحكومتي بلديهما سؤاله وهو “كيف لأولئك الناس الذين أعطوا تعليمات بتقليص المساعدات عن 500 ألف طفل.. النظر في المرآة غدا؟”.
وانقسم المجلس أيضا بشأن تجديد مدة التفويض بستة أشهر أم عام. وأجاز القرار، الذي أعدته ألمانيا وبلجيكا وجرت الموافقة عليه في النهاية السبت، استخدام معبر واحد لمدة عام.
وقال ديمتري بوليانسكي نائب المبعوث الروسي في الأمم المتحدة عقب التصويت “روسيا تؤيد دوما إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا مع الاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة أراضيها وبالتنسيق مع حكومتها الشرعية. لا ينبغي تسييس هذه القضية”.
وصوت 12 بلدا بتأييد مشروع القرار وامتنعت جمهورية الدومينكان عن التصويت أيضا. وجاء التصويت الناجح بعد محاولتي تصويت فاشلتين على مقترحين روسيين وتصويتين آخرين أعدتهما ألمانيا وبلجيكا واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضدهما.
وقال القائم بأعمال السفير البريطاني في الأمم المتحدة جوناثان ألين عقب التصويت إن وقف دخول المساعدات عبر معبر باب السلام الحدودي سيحرم “1.3 مليون شخص في شمال غرب سوريا من مساعدات إنسانية ضرورية تصلهم عبر الحدود”.
وقالت ألمانيا وبلجيكا في بيان مشترك عقب التصويت “معبر حدودي واحد غير كاف لكن عدم وجود أي معبر سيثير القلق بشأن مصير المنطقة برمتها”.
وعندما أقر مجلس الأمن عملية نقل المساعدات عبر الحدود لأول مرة في عام 2014 كانت تتضمن أيضا الدخول من الأردن والعراق. وتوقف نقل المساعدات عبر الأردن والعراق في يناير بسبب معارضة روسيا والصين.
وقالت الصين عبر سفيرها بالأمم المتحدة تشانغ جون إن بكين لديها دوما تحفظات بشأن نقل المساعدات عبر الحدود لكن وفي ظل الموقف الراهن في سوريا فإنها لا تعارض الإبقاء عليها “في هذه المرحلة”.
وكشف من جهته الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتمديد آلية المساعدات إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا لمدة عام، يضمن استمرار المساعدات الإنسانية لـ2.8 مليون سوري.
وأضاف في بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، أن “المساعدة الإنسانية عبر الحدود ما زالت هي شريان حياة للملايين من المحتاجين في منطقة شمال غربي سوريا وخارجها”.
وجدد الأمين العام، بحسب البيان، “الدعوة لجميع أطراف الصراع بضرورة ضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وفقا للقانون الإنساني الدولي”.