أبرز ممولي حزب الله يعود إلى بيروت بعد إفراج واشنطن عنه

بيروت- عاد رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين الذي أدين في الولايات المتحدة بتهمة الالتفاف على عقوبات أميركية فرضت عليه باعتباره “مساهما ماليا كبيرا” لحزب الله، إلى بيروت بعد إطلاق سراحه لأسباب اختلف حولها المراقبون لاسيما وأنها تزامنت مع وجود تفاهمات أميركية إيرانية حول تبادل سجناء.
وبعد ثلاث سنوات قضاها في السجن، وافق قاض فيدرالي في واشنطن في نهاية مايو على طلب استرحام طارئ تقدّم به تاج الدين (64 عاما) نتيجة “مشاكل صحية خطرة” تجعله عرضة للإصابة بفايروس كورونا المستجد.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن إطلاق سراح تاج الدين لا يعني شطب اسمه من اللائحة السوداء، وبناء على ذلك فإن أي أميركي يتعامل معه سيجد نفسه معرضا لعقوبات.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن تاج الدين الذي كان محكوما بالسجن لمدة خمس سنوات، وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي.
ورحبّت عائلة تاج الدين في بيان الأربعاء بعودته التي قالت إنها “تمّت بالتماس إنساني قدمه محاموه أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن استنادا إلى القانون الأميركي الذي يسمح بإطلاق سراح من يواجه بسبب سنّه خطر تعقيدات فايروس كورونا”.
وأوضحت أن عودة تاج الدين الذي وُضع في الحجر الصحي قبل إطلاق سراحه، إلى بيروت “كانت مرتبطة بآليات معقدة بسبب وضعه القانوني وبأوضاع السفر الحالية” ما أخرها إلى حين “توفّر طائرة نقلته من الولايات المتحدة الى لبنان”.
بعد نحو عامين على توقيفه، حكمت محكمة أميركية على تاج الدين بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار
وأثار قرار الإفراج عن تاج الدين تكهنات، إذ اعتبر البعض أن الخطوة جاءت ردا على إطلاق لبنان في مارس سراح المواطن الأميركي اللبناني عامر الفاخوري المتهم بتعذيب سجناء عندما كان قياديا في ميليشيا تعاملت مع إسرائيل أثناء احتلالها جنوب لبنان.
وهناك من ربط المسألة باستكمال مسار صفقة أميركية إيرانية لتبادل سجناء أفرزت حتى اليوم إطلاق سراح العالمين الإيرانيين سايروس عسكري، ومجيد طاهري، والجندي الأميركي السابق مايكل وايت. إلا أن وليم تايلور، محامي تاج الدين، رفض هذه الادعاءات، مؤكدا “إنه إفراج لأسباب إنسانية”.
وفي أغسطس 2019، وبعد نحو عامين على توقيفه، حكمت محكمة أميركية على تاج الدين بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها 50 مليون دولار. وأوقف تاج الدين في المغرب في 12 مارس 2017 بناء على طلب من السلطات الأميركية وسلم إلى الولايات المتحدة.
ووجهت إليه محكمة اتحادية في واشنطن في 24 من الشهر ذاته تهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية ضد الجماعات “الإرهابية” وتبييض الأموال.
وفي مايو 2009، اعتُبر تاج الدين الذي يعمل في تجارة المواد الخام في الشرق الأوسط وأفريقيا، “مساهما ماليا مهما” لمنظمة “إرهابية” بسبب دعمه لحزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة “إرهابيا” منذ 1997.