حكومة الوفاق تدفع لتركيا ثمن دعمها

طرابلس- بدأت تركيا تجني ثمار تدخلها المباشر في ليبيا بعد أن فوض رئيس حكومة الوفاق، واجهة الإسلاميين الليبيين، فايز السراج محافظ البنك المصرفي في طرابلس الصديق الكبير بتحويل الديون المتراكمة على ليبيا لصالح تركيا.
وجاء ذلك على هامش زيارة الكبير التي أداها مؤخرا إلى تركيا ولقائه مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وعقب زيارة وزير الخارجية ورئيس المخابرات ووزير المالية إلى طرابلس قبل أيام قليلة.
وأوضح موقع الساعة 24 الليبي أن الديون المتأخرة تشمل سداد الصفقة المتعلقة بالطائرات المسيرة بكل أنواعها.
وهذه الطائرات اقتنتها حكومة السراج في إطار صفقة مع أنقرة من أجل استخدامها في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عند محاولته استعادة العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات الإسلامية.
وتواجه حكومة الوفاق انتقادات بسبب هذه الصفقات خاصة وأنها تأتي في وقت يعاني فيه الليبيون، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، من تدهور الوضع الاقتصادي والأمني.
ويرى منتقدو حكومة السراج أنه بينما تتراجع خدمات أساسية في غرب ليبيا على غرار أزمة الكهرباء والمياه والفشل في خفض أسعار المواد الأساسية يعمل السراج على دعم الاقتصاد التركي عبر تسديد أقساط ديون بمليارات الدولارات.
السراج فوض محافظ البنك المصرفي في طرابلس بتحويل ديون متراكمة على ليبيا لصالح تركيا
وبالفعل، هذه ليست المرة الأولى التي تدعم فيها حكومة طرابلس الاقتصاد التركي حيث سارع السراج في يناير إلى نجدة الليرة التركية المتهاوية من خلال ضخ أربعة مليارات دولار في خزينة المصرف المركزي التركي.
وسعت أنقرة إلى استنزاف ثروة الشعب الليبي من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم جديدة مع حكومة الوفاق، وهي عبارة عن تعويض مبدئي بقيمة 2.7 مليار دولار عن أعمال نفذت في ليبيا قبل حرب 2011.
ومن جانبه، أعلن المصرف المركزي ببنغازي مساء الثلاثاء أن ودائع بنحو 8 مليارات دولار حولتها حكومة الوفاق إلى تركيا، مشيرا إلى أن تعويضات بـ3 مليارات دولار أرسلت لشركات تركية بعد اتفاق السراج وأردوغان. وكانت تركيا قد وقعت في نوفمبر الماضي مذكرة تعاون عسكري واقتصادي مع حكومة السراج.
كما تحاول تركيا وضع يدها على مؤسسة النفط الليبية، لكن الجيش الوطني والقبائل قررا توقيف إنتاج وتصدير النفط لمنع محاولات نهب ثروات الليبيين من قبل أنقرة وزعماء الميليشيات الذين راكموا بدورهم ثروات كبيرة.
وتسعى تركيا إلى تعقيد الوضع في ليبيا رغم الجهود التي تبذلها دول الجوار وقوى عالمية أخرى على غرار مصر وفرنسا لحل الأزمة عبر الدفع بمبادرات سياسية.