نيويورك تايمز تنسحب من أخبار أبل: شراكة لا تناسب أهدافنا

واشنطن - أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن مقالاتها لن تظهر بعد الآن في تطبيق “أخبار أبل” Apple News، حيث قررت الصحيفة الأميركية إنهاء شراكتها مع “أخبار أبل”.
وفي حين أن الخدمات الأخرى، مثل “أخبار غوغل” Google News، ترسل القراء إلى مواقع الناشرين على الويب، فإن “أخبار أبل” تحتفظ عمومًا بالقراء في التطبيق. أو كما تقول صحيفة نيويورك تايمز فإن نهج أبل لا يتوافق مع هدف الصحيفة في الوقت الحالي المتمثل في بناء علاقات مباشرة مع القراء الذين يدفعون أموالا مقابل الخدمات.
وقالت ميريديث كوبيت لييفن، رئيسة العمليات في صحيفة نيويورك تايمز، في مذكرة للموظفين “جوهر النموذج الصحي بين نيويورك تايمز والمنصات هو مسار مباشر لإعادة هؤلاء القراء إلى بيئاتنا، حيث نتحكم في عرض تقريرنا، والعلاقات مع قرائنا، وطبيعة قواعد عملنا”.
وأضافت “علاقتنا مع أخبار أبل لا تتناسب مع هذه الأهداف”.
وقال متحدث باسم شركة أبل إن صحيفة نيويورك تايمز عرضت على “أخبار أبل” بضع قصص فقط يوميًا، وأن الشركة ستواصل تزويد القراء بمعلومات موثوقة من آلاف الناشرين. وأضاف “نحن ملتزمون أيضًا بدعم الصحافة عالية الجودة من خلال نماذج الأعمال المتعلقة بالإعلانات والاشتراكات والتبادل التجاري”.
وتعد نيويورك تايمز واحدة من أوائل المؤسسات الإعلامية التي غادرت خدمة “أخبار أبل”.
يذكر أن نيويورك تايمز عملت مع فيسبوك سابقًا من خلال برنامج “المقالات الفوريّة” لكنها أوقفت الشراكة بدعوى “أنها لم تحصل على ما يكفي من الإيرادات”.
وتكافح المؤسـسات الإخبارية للتنافس مع شركات التكنولوجيا الكبيرة من أجل جذب انتباه القراء والعائدات الإعلانية.
ويرتبط النشاط التجاري الإخباري بعلاقة معقدة مع شركات التكنولوجيا؛ حيث قضت شركات، مثل فيسبوك وغوغل وأبل، على مبيعات الإعلانات الصحافية من خلال جعل منصاتها واحدة من الطرق الرئيسية التي يمكن للناس من خلالها استهلاك الأخبار دون الرجوع إلى المواقع الصحافية مباشرةً مما يفقدها زوّارها.
ومع ذلك، عندما أسست أبل التطبيق الإخباري في أواخر عام 2015، وعدت بالعمل مع الناشرين لمساعدتهم، وعلى عكس شركات التكنولوجيا الأخرى، لم تنافس أبل المواقع الإخبارية للحصول على العائدات الإعلانية.
وتبنت الشركة نهجًا يتعارض مع الطريقة التي تعامل بها نظراءها، حيث سمحت للمؤسسات الإخبارية فقط بالظهور ضمن التطبيق، وكان البشر، وليس الخوارزميات، مسؤولين عن تصنيف أهم الأخبار.
وحصل التطبيق على قرابة 125 مليون قارئ شهريًا، مما جعله أحد مصادر الأخبار الأكثر قراءة على مستوى العالم، لكن الإعلانات في التطبيق لم تجلب سوى القليل من الإيرادات للمؤسسات الإخبارية، كما أن الشركة تحصل على نسبة 30 في المئة مقابل أي اشتراكات تباع ضمن التطبيق.
وقدمت أبل للناشرين في العام الماضي طريقة جديدة لكسب المال من خلال “أخبار أبل بلاس” (Apple News Plus)، وهي خدمة اشتراك داخل تطبيقها الإخباري توفر الوصول إلى مئات المنافذ، التي عادةً ما تكون مدفوعة الأجر، مقابل 9.99 دولار شهريًا.
وأخبرت أبل الناشرين بأنه يجب تخفيض الأسعار، كما يجب عليهم أن يتشاركوا نصف عائدات “أخبار أبل بلاس” مع عشرات المؤسسات الإخبارية الأخرى، بينما أخذت أبل النصف الآخر لنفسها.
والعام الماضي، كشف تقرير لمجلة “بيزنس أنسايدر”، أن خدمة الأخبار التابعة لشركة أبل “أخبار أبل بلاس” لا تحقق الكثير من الدخل لناشري الأخبار كما سبق أن وعدتهم أبل.
ولم تتمكن الشركة من الوفاء بوعودها التي قطعتها لشركات النشر التي سجلت في خدمتها من قبل.
وأشار التقرير إلى أن بعض الناشرين بحثوا عن وسيلة لجعل المحتوى أكثر ملاءمة للتطبيق بدلاً من تصميم “بي دي أف” الموجود الآن، ولا يزال البعض الآخر يعتقد أن أبل لا تضع ثقلها الكامل في “أخبار أبل بلاس”.
ويقول مراقبون “كل ما تُمْكِن قراءته هو أن خدمات الأخبار لا تبشر بالخير لشركات النشر التي غالباً ما تكون تحت رحمة مالك المنصة ونادراً ما تبنى علاقات مع قرائها”.
يذكر أنه في مارس 2018، اشترت أبل شركة تيكستير Texture التي تمتلك تطبيق “ذي نتفليكس أوف ماغازينيز” “the Netflix of magazines”، والذي يتيح للمستخدمين القراءة من مكتبة تضم 200 مجلة في الشهر مقابل 9.99 دولار.