الوباء يكبح توسع مشروعات أصحاب متاجر التسوق الخليجية

مجموعة ماجد الفطيم الإماراتية ترجئ إطلاق خامس مراكزها وأكبرها في سلطنة عمان، فيما علقت إعمار مولز العقارية أعمال التشييد في مشروعين في دبي.
الثلاثاء 2020/06/09
الاكتفاء بما هو معروض

اضطر مشغلو مراكز التسوق في منطقة الخليج إلى تأجيل تنفيذ مشروعات عملاقة جديدة، بعد أن قلبت جائحة فايروس كورونا وانخفاض أسعار النفط رأسا على عقب قطاع تجزئة قامت دعائمه على مراكز ضخمة تلبي احتياجات السائحين والمواطنين الأثرياء.

دبي - تواجه مشاريع مزمعة في قطاع التجزئة في دول الخليج العربي شبح التأجيل بعد أن ألقت أزمتا الوباء وتراجع أسعار النفط بظلال قاتمة على المستثمرين الذين أجبروا على كبح نهمهم للتوسع مؤقتا.

وقالت مجموعة ماجد الفطيم، أكبر شركة لإدارة مراكز التسوق في الشرق الأوسط، لرويترز إنها أرجأت إطلاق خامس مراكزها وأكبرها في سلطنة عمان، وهو مول عمان الذي تبلغ مساحته 145 ألف متر مربع، لأن تجار التجزئة ليست لديهم السيولة لتجهيز المتاجر.

وفي دبي، أفاد مصدران مطلعان أن إعمار مولز علقت أعمال التشييد في مشروعين. وقالا إن المشروعين هما مركز قرب موقع معرض إكسبو 2020 العالمي الذي تأجل لمدة عام إلى أكتوبر 2021، وآخر على مساحة 185 ألف متر مربع في منطقة دبي هيلز السكنية.

وقال آلان بجاني الرئيس التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم “في ما يتعلق بمراكز التسوق تحت الإنشاء، تجري مراجعة الجداول الزمنية. هذا وضع مائع”. وأضاف “سنرى كيف تمضي الأمور ونتأقلم.. هكذا سيكون الأمر في الإثني عشر شهرا المقبلة”.

وصارت مراكز التسوق الفارهة، التي تضم علامات تجارية عالمية وأماكن ترفيه مثل النوافير الراقصة ومنحدرات التزلج الداخلية، حجر الزاوية لقطاع التجزئة بالمنطقة المنتجة للنفط، وبخاصة خلال أشهر الصيف الشديدة الحرارة.

وفي ظل تنامي عدد السكان والتدفق المطرد للسائحين، جرى التخطيط لمزيد من المشروعات في السنوات الأخيرة، حتى مع اشتداد المنافسة وثبات مستوى الإقبال.

وتوقعت ألبن كابيتال العام الماضي نمو قطاع التجزئة بالخليج من 253 مليار دولار في 2018 إلى 308 مليارات بحلول 2023.

ولكن الجائحة بدلت الوضع في غضون أشهر، فقد باتت المتاجر التقليدية من بين الأكثر تضررا من الإغلاقات المرتبطة بفايروس كورونا.

وقال زائر إنه جرت تغطية واجهات عدة متاجر في مول الإمارات بدبي الأسبوع الماضي وتعليق إخطارات منازعات بين الملاك والمستأجرين على دفع قيم الإيجار على بعض الواجهات.

آلان بجاني: نجري مراجعة الجداول الزمنية للمشاريع قيد الإنشاء
آلان بجاني: نجري مراجعة الجداول الزمنية للمشاريع قيد الإنشاء

وتتوقع المجموعة المالية هيرميس انخفاضا بنسبة 20 في المئة في مبيعات المتاجر بدبي في 2020 إذا سُمح للزائرين الأجانب في الربع الثالث من العام، وتراجعا بنسبة 40 في المئة إذا ظلت قيود السفر قائمة حتى نهاية العام.

وقالت ماجد الفطيم، التي تشغل 27 مركز تسوق في أنحاء الشرق الأوسط، إن تجار التجزئة في الخليج لا يتوقعون تعافيا ذا بال للقطاع في غضون 18 إلى 24 شهرا مقبلة، مشيرة إلى أن الإقبال على متاجرها بالإمارات في مايو كان دون نصف مستواه قبل عام.

وقال بجاني “جميعهم في موقف صعب. يركزون على مشاكل السيولة، فالتأثير شعر به الجميع بدءا من تجار التجزئة ووصولا إلى الشركات في سلاسل إمدادهم”، مؤكدا أن بعض الشركات سوف “ترفع الراية البيضاء” هذا العام.

وطرحت مجموعة الشايع الكويتية، أكبر مشغل للامتيازات التجارية في الخليج بعلامات مثل ستاربكس وبوتري بارن وذا تشيزكيك فاكتوري، توقعات قاتمة في أبريل ضمن مقطع مصور موجه للموظفين اطلعت عليه رويترز.

وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي جون هادن “المفتوح من متاجرنا اليوم خمسة في المئة… تقلصت إيراداتنا بنسبة 95 في المئة، في حين ظلت قاعدة تكاليفنا كما هي.. لا يمكن لأي شركة في أي مكان في العالم تحمل هذا”.

وبسبب التحول البطيء صوب البيع عبر الإنترنت في المنطقة تفاقمت مشكلات تجار التجزئة، كما أنه رغم إعادة فتح مراكز التسوق الشهر الماضي في السعودية والإمارات، أكبر سوقين بالمنطقة، فمازال بعض الزبائن قلقين بشأن الوباء.

وقالت شيماء في الرياض “فقط طالعت الأشياء عن بعد ولم أشتر أي شيء… لم أستطع حمل نفسي على لمس أي شيء”.

وأشار مسؤول تنفيذي كبير لدى مجموعة أزياء كبرى، رفض ذكر اسمه، إلى أن 96 في المئة من المبيعات بمنطقة الخليج العام الماضي جاءت من مراكز التسوق مقابل أربعة في المئة من التجارة الإلكترونية.

وأوضح أن بلوغ حجم التجارة الإلكترونية 80 في المئة من الإنترنت مقابل 20 في المئة من المتاجر التقليدية سيحدث بعد عقدين من الزمن.

وبحسب تقرير لمجموعة بوسطن للاستشارات، شكلت المبيعات عبر الإنترنت نحو 0.8 في المئة من مبيعات التجزئة بالسعودية في 2018 و1.5 في المئة في الإمارات.

في المقابل، وجدت شركة ديجيتال كومرس 360 للأبحاث أن شبكة الإنترنت اقتنصت أكثر من 14 في المئة من مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة في 2018.

وطرح الكثير من مشغلي مراكز التسوق منصة رقمية للمتاجر لعرض المنتجات عبر الإنترنت للمساعدة على تخفيف الضرر.

فعلى سبيل المثال، وضعت ماجد الفطيم بعض المتاجر التي تبيع الأدوات المنزلية على منصة متجرها للتسوق كارفور. وساعدت إعمار مولز مستأجريها في مراكز التسوق بدبي على وضع المنتجات على منصة “نمشي”، وهو موقع للتجارة الإلكترونية مملوك لها، ونون.كوم.

ويؤكد ربيع خوري الشريك في شركة ميدل إيست فينتشر بارتنرز لرأس المال المخاطر التي مقرها دبي أن الناس مازالوا مترددين ويعتقدون أن التجارة الإلكترونية شيء من المستقبل. وبسبب كورونا، اضطروا لاستخدام التكنولوجيات المتاحة.

وقال إن “من الضروري توافر الشق الرقمي. إذا لم يتوافر لديك، فكأنك دون موقع جيد في مركز تسوق”.

11