"أشباح" تقض مضجع الأجهزة الأمنية جنوب سوريا

دمشق – يواجه النظام السوري صعوبة في ضبط الوضع الأمني في جنوب البلاد لاسيما في محافظة درعا، التي استعادها في يوليو 2018، وسط دعوات من الموالين له بضرورة إعادة النظر في التسويات التي جرت مع آلاف العناصر من القوى المعارضة الذين يتهمون بالوقوف خلف حالة اللااستقرار في المنطقة.
ولا يكاد يمر يوم دون تعرّض القوات الحكومية المنتشرة في درعا لتفجيرات أو محاولات اغتيال تنسب لـ“مجهولين”، الأمر الذي يثير قلق النظام السوري ويحبط حليفته روسيا، التي تعتبر أن ما يجري هو ردة فعل متوقعة على استمرار الأخير في اتباع ذات النهج القديم في التعاطي مع المناطق المحررة والذي يستند فقط على المعالجة الأمنية.
وتخشى روسيا من أن تؤدي سياسة نظام الرئيس بشار الأسد إلى خسارة الإنجازات العسكرية التي تحققت منذ تدخلها المباشر في سوريا في العام 2015.
واستهدف هجوم جديد ضابطا في المخابرات السورية في ريف درعا وسط توتر أمني في المنطقة. وأفادت مصادر محلية بأن عبوة ناسفة انفجرت مساء الأربعاء، في سيارة أحد عناصر المخابرات الجويّة في المنطقة الواقعة بين “داعل – ابطع” ما أدى إلى إصابته ومقتل مرافقه.
ما يحصل في درعا من عمليات متواترة يعكس حالة الغضب والتململ في صفوف سكان المحافظة والجنوب عموما
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا في وقت سابق عنصرا في صفوف “الأمن العسكري”، من خلال إطلاق النار عليه داخل منزله الواقع في بلدة أم ولد شرق درعا، مما أسفر عن مقتله على الفور. وبذلك ترتفع أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال إلى أكثر من 417 خلال الفترة الممتدة بين يونيو وأبريل الجاري.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 256، وهم 51 مدنيا، إضافة إلى 137 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و45 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا “تسويات ومصالحات”، وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية من بينهم قادة سابقون، و17 من الميليشيات السورية التابعة لـ”حزب الله” اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 6 مما يُعرف بـ“الفيلق الخامس” الذي أنشأته روسيا.
وتشهد درعا في الأشهر الأخيرة نسقا متسارعا من العمليات التي تركز خصوصا على الأجهزة الأمنية، وقد بلغت في مارس منحى خطيرا حينما حاولت مجموعة مسلحة السيطرة على مدينة الصنمين، قبل أن تتمكّن القوات الحكومية من استعادتها باجتياح للمدينة ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف المدنيين.
ولا تنفك الأصوات المقربة من النظام السوري عن الإيحاء بوجود أجندة خارجية تسعى إلى إثارة القلاقل في الجنوب ولم لا إعادة عقارب الساعة إلى العام 2013 في محاولة لخلط الأوراق مجددا؟ في معرض تبرير تلك الأصوات لحالة التوتر المتصاعدة.
ويقول نشطاء إن الإشكال يكمن في أن النظام لا يريد الإقرار بفداحة سياساته المراهنة فقط على القبضة الأمنية، معتبرين أن ما يحصل في درعا من عمليات متواترة يعكس حالة الغضب والتململ في صفوف سكان درعا والجنوب عموما، وأن الوضع لن يستكين مع استمرار هذه الذهنية.