لابورت.. كنز سيتي المخفي ينتظر البروز

قيمة المدافع الفرنسي إيميريك لابورت تنخفض إلى 60 مليون يورو نتيجة تداعيات تفشي فايروس كورونا المستجد.
السبت 2020/04/18
المدافع الرئيسي في مانشستر سيتي

لندن – شدّ العديد من اللاعبين، الذين أنفق مانشستر سيتي أموالا طائلة لجلبهم، أنظار المتابعين في المواسم الأخيرة وتغنى الكثيرون بالقدرات الهائلة والإمكانيات الفردية التي ميزت أغلبهم خصوصا في الموسم الماضي.

ويلفت متابعو الكرة الإنجليزية إلى رصيد المهارات الفردية الهائل الذي يكتنزه بعض لاعبي سيتي بفضل الصفقات المميزة التي أنجزها النادي على مدار الأعوام العشرة الأخيرة.

وتتركز الأنظار تحديدا على اللاعبين الذين يقومون بأدوار هجومية متعلقة بتسجيل الأهداف أو صناعتها، حيث لا تغيب أسماء مثل سيرجيو أغويرو وكيفن دي بروين ورياض محرز ورحيم ستيرلينغ عن أذهان عشاق كرة القدم في البريميرليغ، بيد أن هناك أسماء أخرى تعتبر بمثابة كنوز حقيقية في معقل سيتي.

ويعتبر المدافع الفرنسي إيميريك لابورت، أحد أبرز الأسماء التي تكتسب قيمة عظيمة مع مرور الوقت، ولولا الإصابات التي ألمّت به في الموسمين الماضيين، لرأينا اسمه على قائمة اللاعبين الأعلى قيمة سوقية.

مدافع صلب

لاعب يشدّ الانتباه
لاعب يشدّ الانتباه

رحلة لابورت في عالم الكرة الأوروبية غير تقليدية بالنسبة إلى الكثيرين، ومع اقترابه من الـ26 ربيعا، يستغرب النقاد من عدم تمثيله منتخب بلاده رغم كونه مدافعا شرسا يشار إليه بالبنان في إنجلترا.

ولد لابورت في مدينة أجان الفرنسية، وبدأ ممارسة كرة لقدم في نادي المدينة، حتى حصل على دعوة للانضمام إلى أتلتيك بلباو الإسباني وهو في الـ15 من عمره، ليصبح الفرنسي الثاني الذي يرتدي قميص الفريق الباسكي بعد ظهير “الديوك” في كأس العالم 1998، بيكسينتي ليزارازو.

ليس مألوفا أن ينتقل لاعب أجنبي إلى صفوف أتلتيك بلباو صاحب القوانين الصارمة الخاصة بعدم استقدام الأجانب، لكن النادي الباسكي اعتبر أن لابورت الذي لديه أصول باسكية مثل ليزارازو، مؤهل لتمثيل الفريق، وأعاره إلى نادي أفيرون بايونايس الفرنسي، حتى يكتسب نضجا أكبر قبل السفر إلى إسبانيا.

إيميريك لابورت انتقل إلى سيتي في يناير العام 2018 وأصبح المدافع الرئيسي في الفريق وقاده إلى إحراز رباعية محلية تاريخية

وسرعان ما تدرج لابورت في فرق الفئات العمرية بأتلتيك بلباو، وخاض مباراته الأولى مع الفريق الأول في 28 نوفمبر العام 2012، تحت قيادة المدرب الأرجنتيني القدير مارسيللو بيلسا.

وبعدها تحوّل سريعا إلى ورقة أساسية في صفوف الفريق رغم صغر سنه، ووقّع اللاعب عقدا جديدا مع النادي يمتد حتى العام 2016 مع وجود شرط جزائي تبلغ قيمته 27.5 مليون يورو.

وتابع لابورت تألقه تحت لواء المدرب إرنستو فالفيردي، وشغل في مناسبات عدة مركز الظهير الأيسر، وتم اختياره ضمن تشكيلة الموسم 2013-2014 في الليغا الإسبانية.

وساهم المدافع الشاب في فوز أتلتيك بلباو بلقب كأس السوبر الإسبانية على حساب برشلونة في العام 2015، وفي العام التالي وقع عقدا محسّنا مع النادي مع شرط جزائي يبلغ 65 مليون يورو.

نقلة تاريخية

انتقل النجم الفرنسي إلى مانشستر سيتي في يناير العام 2018، وأصبح المدافع الرئيسي في الفريق، وقاده إلى إحراز رباعية محلية تاريخية (الدوري والكأس وكأس الرابطة ودرع المجتمع) في الموسم الماضي، قبل أن يتلقى إصابة في ركبته اليمنى أوائل الموسم الحالي، أبعدته عن الملاعب طويلا.

لولا هذه الإصابة، لتخطت قيمة لابورت السوقية في مرحلة ما حاجز 100 مليون يورو، وهو رقم لافت بالنسبة للاعب لم تبلغ قيمته السوقية أكثر من 600 ألف يورو قبل 7 أعوام.

ووفقا لأرقام موقع “ترانسفير ماركت” المختص بأسعار اللاعبين، فقد ارتفعت قيمة لابورت إلى 15 مليون يورو خلال عام 2015، و25 مليون يورو بعدها بعامين، و50 مليون يورو بانتقاله إلى مانشستر سيتي.

أما أعلى قيمة سوقية له فوصلت إلى 75 مليون يورو أواخر العام الماضي، قبل أن تنخفض إلى 60 مليون يورو نتيجة لتداعيات تفشي فايروس كورونا المستجد.

وبانتظار عودة المنافسات الكروية، يبحث لابورت الذي تجددت إصابته مؤخرا، عن فرصة التقاط أنفاسه، رغبة منه في تمثيل منتخب بلاده، وكذلك إزاحة نجم ليفربول فيرجيل فان دايك عن عرشه كأفضل مدافع في البريميرليغ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

23