معركة لي ذراع بين حمدي النقاز والزمالك المصري

تزايد الجدل في قضية اللاعب التونسي حمدي النقاز مع فريقه السابق الزمالك المصري بطريقة لافتة غذّتها الحرب الكلامية بين الطرفين، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة خصوصا بعد التصريح الأخير لرئيس النادي والذي وجه فيه اتهامات مباشرة للاعب التونسي ومحاميه بتزوير وثائق.
القاهرة - فتحت التصريحات التي أدلى بها رئيس الزمالك المصري مرتضى منصور، والتي أقر فيها بأن هناك تلاعبا بالوثيقة التي قدمها اللاعب التونسي حمدي النقاز للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للحصول عل مستحقاته، الباب أمام جدل واسع في الشارع الكروي المصري والتونسي على حد سواء.
وقال منصور في تصريح مثير للجدل لقناة النادي، الخميس، “إن هناك تلاعبا بالوثيقة التي قدمها النقاز في شكواه ضد فريقه السابق”، وهو ما أجّج خلافا بين الطرفين كشفته حرب التصريحات المعلنة من كليهما في اليومين الأخيرين.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد حسم الأمر بخصوص هذه القضية لصالح اللاعب التونسي وأمهل النادي المصري مدة 45 يوما لتسديد مستحقات النقاز.
وحصل النقاز على حكم سابق بأحقيته في الحصول على مليون و250 ألف دولار كتعويض له بعد فسخ تعاقده مع الزمالك من جانب واحد.
ويرى محللون رياضيون أنه كان الأجدى حل هذه القضية بطريقة ودية عوض اللجوء إلى الاتحاد الدولي وما ترتب على ذلك من تشويش إعلامي ما زال صداه يشغل قسما كبيرا من الجماهير الرياضية المصرية والتونسية.
وفي دلالة على تطور هذه القضية قرر النقاز التقدم بشكوى جديدة ضد مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء بسبب تصريحاته الأخيرة. ونشر اللاعب التونسي عريضة عبر موقع إنستغرام أكد خلالها أنه سيتقدم بشكوى جديدة إلى لجنة الأخلاقيات بعد اتهامه بتقديم رشوة لصالح فيفا.
وتوعد أنيس بن ميم محامي اللاعب التونسي ظهير أيمن سودوفا الليتواني حاليا مرتضى منصور الذي اتهم فيفا بالتواطؤ ضد ناديه.
وكان بن ميم قد أعلن حصوله على حكم من لجنة فض المنازعات بفيفا بأحقية النقاز في فسخ عقده مع الزمالك لعدم تقاضيه راتبه لأكثر من شهرين.
وكتب بن ميم عبر حسابه على تويتر “تم توثيق كل تصريحات رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور في ما نسبه من اتهامات بالرشوة لفيفا وغرفة فض المنازعات”.
وأضاف المحامي التونسي “سيتم تقديم شكوى في هذا الغرض إلى لجنة الأخلاقيات بفيفا، للنظر في كل هذه التصريحات والاتهامات”.
وانطلقت هذه القضية في نوفمبر من العام الماضي بفسخ اللاعب التونسي للعقد الذي يربطه بالفريق المصري، وسرعان ما تطورت إلى معركة بين الطرفين حول مستحقات يطالب اللاعب التونسي بدفعها.
وفي رد على القرار الذي أصدره فيفا بحق اللاعب التونسي قال منصور “عقد النقاز ينص على حصوله على 50 في المئة مقدم تعاقد، فيما تسدد باقي قيمة عقده على أربع دفعات في أغسطس ويناير وأبريل ويوليو”.
وأضاف “رغم هروب النقاز في اليوم الأخير من شهر نوفمبر، إلا أنه حصل على دفعة يناير وهذا يؤكد عدم أحقيته في أي دفعات جديدة”. وتابع “استند النقاز في شكواه لفيفا على امتلاكه ورقة تفيد بحصوله على الـ50 في المئة الأخيرة من قيمة عقده على أقساط شهرية”. وأشار رئيس الزمالك إلى أن نبيل أبوزيد (وكيل اللاعبين) كان بصدد إيقاف النقاز بعدما رفض دفع مستحقاته المالية بعد توسطه في الانضمام إلى النادي والتي تقدر بـ142 ألف دولار، لولا تدخلنا لإنهاء الأزمة.
وفتحت هذه القضية الباب أمام تعليقات وردود فعل متباينة من الجماهير المصرية والتونسية على مواقع التواصل الاجتماعي وانقسم حولها المعلقون بين من يدعو إلى التهدئة ومن يطالب بضرورة حصول اللاعب التونسي على مستحقاته.
وكان اتحاد الكرة المصري تلقى، الأربعاء الماضي، خطابا من الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغريم الزمالك في قضية النقاز.
وقال مصدر في اتحاد الكرة إن الخطاب تضمن أربع ورقات شملت العقوبات الموقعة على الزمالك.
وأشار المصدر إلى أن لجنة فض المنازعات بفيفا رفضت شكوى الزمالك الذي اتهم لاعبه بالهروب في حين قبلت شكوى النقاز.
وشدد الاتحاد الدولي في خطابه على أن الزمالك مدين للنقاز بمبلغ 288 ألف دولار، أغلبها مكافآت لم يحصل عليها اللاعب إلى جانب مبلغ مليون و19 ألف دولار، كعقوبة لعدم التزام النادي بتعاقده مع اللاعب.
وكان اللاعب التونسي قد أقر في وقت سابق بأن الاتحاد الدولي حسم قضيته مع ناديه السابق الزمالك المصري لمصلحته.
وكتب النقاز في تدوينة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “الحمد الله أنصفنا اليوم فيفا بأن حكم لفائدتي في قضية الزمالك”. وتوجه اللاعب بالشكر إلى محاميه أنيس بن ميم.
وكشف لاعب النجم الساحلي الأسبق، الذي يخوض تجربة مع فريق سودوفا الليتواني حاليا، أنه كان يتمنى الحصول على مستحقاته بطريقة أفضل من الشكوى التي تقدم بها لفيفا وتغريم الأبيض. وقال في تصريح خص به برنامجا إذاعيا تونسيا “تعاملت مع إدارة الزمالك بطريقة جيدة، لكن لم أجد المعاملة بالمثل من جانب مجلس الإدارة”. وأضاف “كنت أرحب بالتجديد للزمالك، لكن عدم حصولي على مستحقاتي جعلني أتراجع عن هذا الأمر”.
وفتحت قضية النقاز الطريق أمام بروز شائعات تربط اللاعب التونسي بالانتقال إلى الغريم التقليدي الأهلي.

لكن النقاز قال “لم أتلق عرضا رسميا من الأهلي لكن هناك بعض العروض من وكلاء اللاعبين الذين يتحدثون معي”.
وشدد “أرحب باللعب للأهلي في حال وصول عرض رسمي لأنني لاعب محترف، أفضل اللعب للشياطين الحمر بدلا من الانتقال إلى الخليج”.
وعلق محمود أبوالدهب نجم الأهلي السابق على تصريحات النقاز التي رحب خلالها بالانتقال إلى صفوف الشياطين الحمر.
وقال أبوالدهب في تصريحات إذاعية “حمدي النقاز لن يكون إضافة فنية قوية للنادي الأهلي. لن يفيد الفريق الأحمر، هناك علامة استفهام على طريقة لعب النجم التونسي”.
وأضاف “حازم إمام ظهير الزمالك أفضل من النقاز 100 مرة، أرى أن عمر جابر الظهير الأيمن لبيراميدز يستطيع تعويض رحيل النقاز عن الفريق الأبيض”.
وشدد أبوالدهب “أتمنى أن يتولى حسام حسن تدريب النادي الأهلي أو منتخب مصر في المرحلة المقبلة”.
ومن جهته قال سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلي إن فكرة التعاقد مع ظهير أيمن أجنبي مستبعدة حتى الآن بعد تأكد رحيل أحمد فتحي إلى بيراميدز بنهاية الموسم الجاري.
وأضاف عبدالحفيظ “النقاز لاعب مميز، لكننا نستبعد ضم ظهير أيمن أجنبي. هناك أولوية للاعبين المحليين في الوقت الحالي”.
وأوضح “سنفكر في البدائل التي لدينا مثل باسم علي صاحب الخبرات الكبيرة، والمعار حاليا للجونة وكريم يحيى المعار لسموحة بالإضافة إلى عناصر قطاع الناشئين”.
وانتقد عبدالحفيظ رغبة اتحاد الكرة في تقليص عدد الأجانب، مشددا على أن الأمر سيكبد الأندية خسائر كبيرة ولا يتوقع حدوث تحسن في مستوى المحليين نتيجة لذلك القرار عكس ما يروج له البعض.